يُرجح أن تهيمن إيران على إجتماع مراجعة معاهدة عدم انتشار السلاح النووي في نيويورك.

إيران تحاول كسب الوقت بتقديم عرض نووي جديد

واشنطن: تعقد حوالى 190 دولة في نيويورك اجتماعا الاثنين لمراجعة حاسمة لمعاهدة عدم انتشار السلاح النووي، يرجح ان تهيمن عليه الازمة النووية الإيرانية. وسيترأس الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد وفد بلاده الى الاجتماع لكنه ينتظر تأشيرة دخول الى الولايات المتحدة ليتوجه الى مقر الامم المتحدة في نيويورك، حسبما ذكر مسؤولون. وكشف الرئيس الاميركي باراك اوباما سلسلة من مبادرات الحد من التسلح حتى مع اصرار إيران على رفضها وقف نشاطاتها النووية التي دفعت الامم المتحدة الى فرض عقوبات عليها ثلاث مرات.

وتقول الولايات المتحدة ان إيران تطور سرا اسلحة نووية لكن إيران تؤكد انه برنامج لتوليد الكهرباء. واكد احمدي نجاد مرارا ان إيران تعارض امتلاك اسلحة نووية وسيؤكد على الارجح على هذه النقطة في نيويورك اذا منح تأشيرة دخول.

ويسود تخوف من ان تشغل الازمة الإيرانية في اجتماع الدول ال189 الاعضاء في معاهدة عدم الانتشار النووي عن تحقيق تقدم في مجال الحد من التسلح وفرض مراقبة اكثر صرامة للبرامج النووية في العالم. وكان اجتماع المراجعة السابق الذي يعقد كل خمس سنوات، انشغل عن هذه القضايا ولم يصدر حتى بيانا ختاميا في 2005.

وقد اصبحت اسرائيل والهند وباكستان وكوريا الشمالية دولا نووية منذ دخول المعاهدة حيز التنفيذ في 1970. وكانت الدول النووية اصلا بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة. وتشكل إيران اختبارا للمعاهدة لسببين اولهما ان طهران تقاوم طلبات الامم المتحدة وقف تخصيب اليورانيوم والثاني ان صنع قنبلة إيرانية يمكن ان يطلق سباقا للتسلح النووي في الشرق الاوسط.

وتدفع الولايات المتحدة باتجاه فرض مزيد من العقوبات الدولية على إيران لكنها تواجه رفض روسيا والصين. وكانت واشنطن تأمل في التوصل الى قرار قبل مؤتمر مراجعة المعاهدة الذي يعقد من 03 الى 28 ايار/مايو بمشاركة وفد اميركي ترئسه وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون. لكن سيكون الآن على الولايات المتحدة التفاوض في مجلس الامن الدولي بينما يعقد مؤتمر عدم انتشار السلاح النووي.

ويمكن ان يؤدي ذلك الى تسييس المناقشات في المؤتمر وان صرحت سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة سوزان رايس الاربعاء ان منع الانتشار النووي quot;اكبر من اي شخص في البلادquot;. والقضية الثانية التي يمكن ان تعرقل تقدم المؤتمر، اصرار مصر تدعمها دول عدم الانحياز، على انضمام اسرائيل الى المعاهدة وعلى ضرورة عقد مؤتمر دولي لاقامة منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الاوسط.

وكان المؤتمر الذي عقد في 1995 لمراجعة المعاهدة دعا الى اقامة منطقة كهذه. ويعتقد ان اسرائيل تملك حوالى مئتي قنبلة نووية لكنها لا تؤكد ولا تنفي ذلك. وهي تقول انها تؤيد فكرة منطقة خالية من الاسلحة النووية لكنها تصر على ابرام اتفاق سلام اولا.

ومعاهدة عدم انتشار السلاح النووي مبنية على تفاهم. فالدول النووية تلتزم التحرك باتجاه نزع الاسلحة النووية بينما الدول الاخرة تتخلى عن فكرة امتلاك اسلحة نووية وتعمل باتجاه الحصول على طاقة نووية سلمية لانتاج الكهرباء مثلا. وترى إيران ودول اخرى ان هذا التفاهم انهار.

ووعد الرئيس باراك اوباما عند توليه السلطة باعادة مصداقية الولايات المتحدة كدولة ملتزمة منع انتشار السلاح النووي. وقد عرض في براغ قبل عام نظرته لعالم خال من الاسلحة النووية وقدم مبادرات في هذا الشأن مؤخرا.

وقبل المؤتمر تماما، ابرمت الولايات المتحدة معاهدة ستارت الجديدة للحد من ترسانتي البلدين النوويتين، هي اول اتفاقية لمراقبة الاسلحة منذ معاهدة خفض الاسلحة الاستراتيجية (ستارت 1) في 1991. وبموجب الاتفاقية الجديدة ستلتزم واشنطن وموسكو بخفض عدد الرؤوس النووية الى 1550 رأسا لكل منهما، اي ثلاثين بالمئة عما كانت عليه في 2002.

ويعول المسؤولون الاميركيون على نجاح المعاهدة الآن. لكن التوصل الى اتفاق على الوثيقة النهائية سيكون صعبا حتى اذا تم التخلي عن تعديلات محددة مثل تعميم البروتوكول الاضافي الذي يقضي مراقبة اكثر صرامة للنشاطات النووية للدول.

وقال كين لونغو المسؤول السابق في وزارة الطاقة الاميركية هذا الشهر ان الدبلوماسية الاميركية تدفع باتجاه القيام بخطوات على طريق تحقيق هدف نزع الاسلحة. لكنه اضاف quot;لست متأكدا ان الدول النامية وبلدان عدم الانحياز ستعتبر ذلك ملائما لانني لست متأكدا مما تعتبره مناسبا غير نزع كامل وتام للاسلحة الذي لن يحدثquot;.