رأت اوساط سياسية متابعة للانتخابات البلدية والاختيارية بمراحلها الأربع إحتمال أن ينعكس عدم توصل رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون إلى تفاهم حول الانتخابات البلدية في بيروتعلى اجواء جلسات مجلس الوزراء.
بيروت: حذر أكثر من مسؤول ونائب في التيار الوطني الحر الذي يتزعمه عون من أن يمتد الخلاف بين الرجلين حول تشكيل المجلس البلدي للعاصمة الى الوضع الحكومي من منطلق ان هذا الخلاف لا يعكس صورة التوافق الذي تم على اساسه تأليف الحكومة الحالية . ويأتي هذا التحذير في ظل مؤشرات تتحدث عن اصابة العلاقات بين الحريري وعون بشيء من التدهور بفعل الحملة التي شنها نواب في quot;تيار المستقبلquot; ضد وزير الاتصالات شربل نحاس المحسوب على عون، مطالبين باستقالته على خلفية السجال الحاصل بين فريقي الاكثرية والمعارضة حول الاتفاقية الامنية المبرمة بين قوى الأمن الداخلي والسفارة الأميركية في بيروت واعلان وزارة الاتصالات عبر لجنة ألفت للنظر بمحاذير هذه الاتفاقية عن مس الأخيرة في بعض بنودها بالسيادة اللبنانية والتعدي على الأمن القومي اللبناني .
وفيما يعتبر نواب في تيار المستقبل ان معركة المجلس البلدي في بيروت حاصلة بعد ان اقفل عون باب الحوار بشأنها بإعلان رفضه التحدث الى نواب بيروت المسيحيين، والتوجه مباشرة الى الرئيس الحريري باعتباره صاحب القرار الأخير في هذه المسألة ، يرى نواب آخرون من التيار نفسه ndash; على قلتهم ndash; ان الوقت لم ينفذ بعد للتوصل الى اتفاق حول المجلس البلدي الجديد يجنب بيروت معركة ذات طابع مذهبي ، خصوصًا ان حزب الله منصرف لخوض معارك اكبر بكثير من معركة بلدية. كماأن النتائج التي ظهرت بعد الجولة الأولى للانتخابات البلدية والاختيارية لجبل لبنان تفقد عون بعض اوراقه التي يستخدمها في التفاوض عندما يحتاج إليه الأمر، وابرزها تصنيفه الممثل الأول للجمهور المسيحي .
ويرى هذا الفريق من النواب ان مطالبة عون بالحصول على خمسة مقاعد مسيحية من اصل اثني عشر مقعداً مخصصة لهذه الطائفة على قاعدة المناصفة التي يشدد الحريري بالحفاظ عليها في المجلس البلدي المنوي انتخابه والمؤلف من أربعة وعشرين عضواً ، تأتي في سياق تحسين الشروط ورفع سقف المطالب تمهيداً للقبول بأربعة مقاعد اثنان للتيار الوطني الحر وآخران لحزب الطاشناق ، فيما قول حزب الله بحق اختيار المرشح الشيعي وافساح المجال ايضاً امام انضمام مرشح من المعارضة السنية الى المجلس المذكور بعيد عن المنطق ويفسح المجال امام تساؤلات منها هل يرضى حزب الله بأن يفرض عليه وعلى حركة أمل مرشح شيعي ليكون في عداد احدى اللوائح المؤلفة من قبلهما في الجنوب أو في البقاع وكذلك الأمر بالنسبة الى مرشح سني من فريق الأكثرية يقترح استبداله بمرشح المعارضة في هذه اللائحة او تلك ؟
وفي هذا الاطار برزت امس مواقف في صفوف الاكثرية خصوصاً لدى quot;تيار المستقبلquot; تنعي التوافق في بيروت، إذ تساءل بداية النائب تمام سلام كيف يحق للعماد ميشال عون المطالبة بمقعد سني في المجلس البلدي الجديد ، فيما اعلن عضو تكتل quot;لبنان أولاًquot; النائب الدكتور عاطف مجدلاني quot;ان المفاوضات حول بلدية بيروت توقفت والأمور اصبحت واضحةً ، متوقعاً اعلان اللائحة التي يرأسها بلال حمد اليوم أو غداً على أبعد تقديرquot; . لافتاً الى quot;ان المفاوضات فشلت لأن السقف كان عالياً من قبل الفريق الآخر ، وهذا الأمر غير مقبول بالنسبة إلى أهل بيروتquot; .
من جهته، اكد عضو quot;تكتل المستقبلquot; النائب محمد قباني ان quot;بيروت متجهة الى معركة في الانتخابات البلديةquot; داعيًا البيروتيين الى quot;الانخراط في هذه المعركة بعد ان اضحى التفاهم مع الفريق الآخر مستحيلاًquot; . ولفت في كلام قباني قوله quot;ان حزب الله قد لا يرشح احدًا في بيروت كي لا يثير أي عصبيات مذهبية ، وهو موقف يعتبر ان المحافظة على المناخ الوطني أهم من المقعد البلديquot;.
إلا ان مصادر quot;حزب اللهquot; استبعدت اعتماد هذا التوجه بعد ان اعلن الحزب موقفه صراحة عبر نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم أمس بقوله ان لدى الحزب شرطين للدخول في ائتلاف مع الحريري اولهما الحفاظ على حصة العماد عون وفقاً لنتائج الانتخابات النيابية الأخيرة وثانيهما تخصيص المعارضة السنية بمقعد بلدي . أما حركة أمل فبدت ميالة في هذا المجال الى الابتعاد عن حليفها حزب الله وحليف حليفها العماد ميشال عون حيث اعلنت عن التحاق مرشحها الى المجلس البلدي باللائحة التي يشكلها بلال حمد المدعوم من الحريري ..
التعليقات