رام الله: أعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات الأحد أنّ المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية بدأت الاحد، على الرغم من عدم تفاؤل الفلسطينيين بالتوصل الى حل مع الحكومة الإسرائيلية.

وقال عريقات في مؤتمر صحافي عقب لقاء المبعوث الاميركي لعملية السلام جورج ميتشل مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله quot;نستطيع ان نقول ان المفاوضات غير المباشرة مع الحكومة الإسرائيلية بدات اليوم التاسع من ايار/مايوquot;، مشيرًا الى ان المفاوضات ستستمر quot;اربعة اشهرquot;.

الا ان مسؤولاً إسرائيليًا نفى الاحد ما جاء في بيان للخارجية الاميركية من ان إسرائيل تعهدت بتجميد مشروع كبير لبناء وحدات سكنية يهودية في القدس الشرقية التي ضمتها، لمدة عامين. وقال هذا المسؤول الإسرائيلي الكبير المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو لوكالة الانباء الفرنسية ان quot;رئيس الوزراء اوضح منذ البداية ان البناء والتخطيط في القدس سوف يستمران كالمعتاد، تمامًا كما كانت عليه الحال في عهد كل الحكومات الإسرائيلية على مدى الاعوام الـ43 الماضيةquot;.

واضاف هذا المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه quot;لا يوجد اي التزام إسرائيلي في هذا الشأنquot;، في اشارة الى مشروع بناء 1600 وحدة سكنية في حي رامات شلومو الاستيطاني في القدس الشرقية. وردت السلطة الفلسطينية مساء الاحد معتبرة ان نفي إسرائيل الموافقة على تجميد البناء الاستيطاني في مستوطنة رامات شلومو في القدس الشرقية، بأنه محاولة quot;لتحدي او احراج الادارة الأميركيةquot;.

وقال نمر حماد المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني محمود عباس quot;ان التصريحات الإسرائيلية التي نفت موافقة الحكومة الإسرائيلية على وقف البناء في مستوطنة رامات شلومو (1600 مسكن) في القدس الشرقية محاولة إسرائيلية اما لاحراج الادارة الأميركية او تحدي الادارة التي تبذل جهودا كبيرة لحل الصراع في المنطقةquot;.

واضاف حماد quot;في الحالتين مطلوب من (بنيامين) نتانياهو وقف تحديه للادارة الأميركية ولارادة المجتمع الدولي ومطلوب من ادارة الرئيس (باراك) أوباما التي تبذل جهودًا غير مسبوقة ان تثبت ان هناك تصميما من قبلها ان لا تتكرر الاوضاع السابقةquot;. وكانت الولايات المتحدة قد حذّرت الاحد إسرائيل والفلسطينيين من مغبة اي عمل قد quot;يقوض الثقةquot; في الشرق الاوسط، وذلك بعد الاعلان عن بدء المحادثات غير المباشرة بين الطرفين.

واعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية فيليب كراولي في بيان quot;كما يعرف الطرفان، اذا ما اتخذ هذا الطرف او ذاك خلال هذه المحادثات اجراءات قد تقوض الثقة، براينا، بشكل خطر، فإننا سنرد بتحميله المسؤولية بهدف التصرف بما يؤدي الى استمرار المفاوضاتquot;.

وقال حماد quot;نحن متفهمون للطلب الأميركي بوقف اي اعمال استفزازية بما فيها هذه التصريحات الصادرة عن مسؤولين إسرائيليين لأن هذا التصريح استفزازي للادارة الأميركيةquot;. وكشف ان quot;هناك اتفاقًا مع السناتور (جورج) ميتشل بوقف اي تصريحات اعلامية توتر الاجواء وكان يفترضألا تصدر هذه التصريحات من إسرائيل وان تترك كل التصريحات للولايات المتحدة الأميركيةquot;.

من جانبه، رحب كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات بالبيان الاميركي، وقال quot;ان الرئيس عباس والقيادة الفلسطينية سيبذلان كل جهد ممكن لانجاح جهود الرئيس أوباما ومبعوثه السناتور ميتشلquot;. وقال quot;نؤيد وندعم بيان الادارة الاميركية الذي دعا الى وقف كل الاعمال الاستفزازية وكل ما من شأنه ان يعطل المحادثات التقريبيةquot;.

وقال ان السلطة الفلسطينية quot;ستنفذ ما التزمت به مع الادارة الأميركية لكن نامل من الحكومة الإسرائيلية ان تعطي هذه المبادرة الأميركية بالمباحثات التقريبية الفرصة التي تستحقquot;. وشدد عريقات علىأن quot;على الحكومة الإسرائيلية ان تختار اما السلام او الاستيطان وعليها ان تتفهم انه لا يمكن الجمع بين السلام والاستيطان معًاquot;.

وكان المحلل السياسي هاني المصري لوكالة فرانس برس قدقال quot;ظهر التخوف الرسمي الفلسطيني من عدم استجابة حكومة (بنيامين) نتانياهو للتفاوض على الحدود والامن اكثر عندما اعرب عريقات عن امله في ان تتجاوب الحكومة الإسرائيلية وان تعطي فرصة لعملية السلام وجهود السناتور ميتشل وادارة الرئيس الاميركي باراك أوباماquot;.

واكد نتانياهو للصحافيين لدى بدء اجتماع مجلس الوزراء الاسبوعي quot;اشعر بالارتياح للقرار الفلسطيني اجراء محادثات غير مباشرة، لكن ينبغي الانتقال باسرع وقت ممكن الى مفاوضات مباشرةquot;، مضيفا انه quot;من المستحيل ارساء السلام عن بعد بواسطة جهاز تحكمquot;، معربًا عن ارتياحه لاجراء المحادثات غير المباشرة المقبلة quot;من دون شروط مسبقةquot;.

واعتبرت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) بلسان المتحدث باسمها فوزي برهوم ان quot;بدء المفاوضات شكل صدمة لكل الشعب الفلسطيني وهو بمثابة تحد لمشاعر اهلنا في القدس وفي فلسطين الذين سرقت اراضيهم ودمرت بيوتهمquot;. وراى المتحدث باسم حماس ان بدء المفاوضات غير المباشرة quot;خطوة مخيبة للامال ويستفيد منها الاحتلال وستحبط كل الجهود التي بذلت من اجل فضح جرائم العدو وتعريته امام العالمquot;.