لا يزال الغموض يلف تشكيل الحكومة البريطانية بعد أربعة أيام على الانتخابات التشريعيّة.

متابعة خاصّة: انتخابات بريطانيا

لندن: اعتبر رئيس حزب المحافظين ديفيد كاميرون الذي فاز في السادس من أيار/مايو في الانتخابات التشريعية في بريطانيا من دون ان يحقق غالبية مطلقة، الثلاثاء انه حان الوقت بالنسبة الى حزب الديموقراطيين الاحرار لاتخاذ قرار في شان ائتلاف حكومي محتمل.

من جانبه، قال رئيس حزب الديموقراطيين الاحرار ان المشاورات بلغت quot;مرحلتها النهائيةquot;. وقال كاميرون انه quot;قدم اقتراحا متكاملا، منفتحا جدا ومنطقيا جدا، الى الديموقراطيين الاحرر لتشكيل حكومة مستقرةquot;. واضاف للصحافيين امام منزله في شمال لندن quot;اعتقد ان الوقت حان، الوقت حان بالنسبة الى الديموقراطيين الاحرارquot; لاتخاذ قرار.

وتابع كاميرون quot;آمل ان يتخذ (الديموقراطيون الاحرار) القرار الملائم الذي سيعطي لهذا البلد حكومة قوية ومستقرة يحتاج اليها في شكل ملحquot;. وبعيد ذلك، اعلن زعيم الديموقراطيين الاحرار نيك كليغ ان المشاورات بلغت quot;مرحلة مصيرية ونهائيةquot;، مؤكدا انه quot;يتطلعquot; بدوره الى ايجاد حل لتجاوز المازق السياسي.

ديفيد كاميرون (يمين) ونك كليغ

وقال كليغ اثناء مغادرته منزله في جنوب غرب لندن quot;امل فعلا ان نتمكن من القيام باعلان لنوضح كل شيء ولنشرح للناس ماهية رأينا في اسرع ما يمكنquot;. وبدأ المحافظون والديموقراطيون الاحرار السبت مفاوضات للاتفاق على تشكيلة حكومية.

وفيما بدا بعد ظهر الاثنين ان المشاورات بينهما توشك على النجاح، اعلن رئيس الوزراء العمالي غوردن براون انه سيستقيل قريبا من رئاسة حزبه في محاولة لانتزاع تحالف بين حزب العمال والديموقراطيين الاحرار. وشكلت استقالة براون شرطا مسبقا وضعه كليغ لاي مشاركة لحزبه في ائتلاف حكومي مع حزب العمال.

وبلغت البلبلة في المؤسسات ذروتها مساء الاثنين في لندن عندما دخل المحافظون والعماليون في مزايدة لا سابق لها على امل تشكيل حكومة مع الديموقراطيين الاحرار. وكادت المفاوضات الماراتونية ان تفضي الى نتيجة عندما عرض رئيس الوزراء العمالي بروان ان يستقبل من حزب العمال من اجل الحصول على تحالف بين العمال والديموقراطيين الاحرار.

وقال براون في تصريح امام مقر رئاسة الوزراء البريطانية quot;بصفتي رئيسا لحزب، علي القبول بان تتم محاسبتي، وانوي تاليا الطلب من حزب العمال تطبيق الاليات الضروريةquot; لانتخاب رئيس جديد له.

غوردون براون

وبعد ذلك باقل من ساعتين قدم وليام هيغ الذي يتولى المفاوضات بالنيابة عن المحافظين quot;تنازلا اخيراquot; هو التعهد باجراء استفتاء حول تعديل قانون الانتخابات وهو اصلاح اصر عليه نك كليغ زعيم الديموقراطيين الاحرار.

وتعهد براون من جهته بتعديل القانون الانتخابي في مجلس العموم لادخال النسبية بدلا من الغالبية المطلقة التي حالت حتى الان دون حصول احزاب صغيرة مثل الديموقراطيين الاحرار الى تمثيل عادل في مجلس العموم.

ولا يزال الغموض بعد اربعة ايام على الانتخابات التشريعية التي اجريت في 6 ايار/مايو وفاز فيها المحافظون لكن من دون الغالبية المطلقة التي كانت ستتيح لهم تشكيل حكومة منفردين. وبات بالتالي حزب الديموقراطيين الاحرار برئاسة نك كليغ بمثابة مالك الخيار من حيث تشكيل الحكومة.

فالتحالف مع حزب العمال برئاسة براون سيجيز لهؤلاء الحصول على ولاية رابعة تاريخية. اما التحالف مع المحافظين فسيوصل ديفيد كاميرون الى الحكم، وهو اصغر رئيس وزراء في تاريخ المنصب في بريطانيا، سيشكل عودة للمحافظين الى الحكم بعد 13 عاما.

ويمكن ان يبقى براون رئيسا للوزراء لفترة انتقالية في حال الاتفاق مع الديموقراطيين الاحرار، او الاستقالة في الايام المقبلة من رئاسة الحكومة. ويتم التداول منذ ايام عدة باسم وزير الخارجية ديفيد ميليباند.

وبراون الذي خلف توني بلير العام 2007 من دون الخضوع لعملية انتخاب بعد شغله منصب وزير المال لعشرة اعوام، تفادى محاولات عدة للاطاحة به من داخل حزب العمال. من جهته، سارع كليغ الذي لا يخفي كراهيته لبراون الى الترحيب باحتمال استقالة هذا الاخير معتبرا انه قد يشكل quot;عنصرا مهماquot; في المفاوضات من اجل ائتلاف حكومي.

وقال quot;اعتقد ان هذا الاعلان قد يشكل عنصرا مهما في الانتقال بهدوء الى حكومة مستقرةquot;. وتتواصل عمليتا المفاوضات بشكل متواز في الايام المقبلة. وحددت المهلة النهائية لتشكيل حكومة في 25 ايار/مايو، موعد كلمة الملكة امام البرلمان الجديد لاعلان برنامج الحكومة.