بكين: حكم على مؤسس شبكة quot;غومquot; لتوزيع المعدات الكهربائية، بالسجن 14 عاما بتهمة الفساد الثلاثاء، فوجه القضاء بذلك ضربة قاصمة لمسيرة صعود هذا الرجل الذي بنى نفسه بنفسه وكان رمزا للنجاح الصيني. وذكرت وكالة انباء الصين الجديدة ان هوانغ غوانغيو، الاربعيني، الذي كان يملك اكبر ثروة في الصين، والذي بدأ من الصفر، دين بتهمة quot;دفع رشى وجريمة استغلال معلومات سرية وممارسة اعمال غير شرعيةquot;.

وقد حكم عليه بدفع غرامة فاقت 70 مليون يورو، فيما حجزت السلطات موجودات له تناهز 24 مليون يورو. وفي العام 2008، صنفت مجلة quot;هورونquot; هوانغ المتحدر من عائلة فقيرة من غوانغدونغ (جنوب)، صاحب الثروة الاولى التي ناهزت خمسة مليارات يورو في الصين، اما مجلة quot;فوربسquot; الاميركية فصنفته في المرتبة الثانية.

وكان هوانغ الذي اعتقل في تشرين الثاني/نوفمبر 2008 ثم دين في كانون الثاني/يناير 2009، بتهمة quot;ممارسة اعمال غير شرعيةquot;، معروفا باسم quot;جزار الاسعارquot; بسبب اسعاره التي تكسر اي منافسة، او quot;سام والتن الصينيquot;، مؤسس شركة وول-مارت الاميركية العملاقة للتوزيع.

ودفعه ذلك الحكم الى الاستقالة من رئاسة الشبكة التي اصبحت الاولى في قطاع المعدات الكهربائية والالكترونية في الصين. ولشركة غوم في الوقت الراهن اكثر من 1200 متجر في اكثر من 200 مدينة. وخلال محاكمته التي اجريت في 23 نيسان/ابريل، اكد القرار الاتهامي انه عمد الى الاتجار غير الشرعي بالعملات الصعبة عبر هونغ كونغ، واستغل معلومات سرية تخص مؤسسة مسجلة في شينزن (جنوب) وقدم اكثر من 540 الف يورو الى مسؤولين رسميين، كما ذكرت صحيفة تشاينا دايلي.

وذكرت وكالة انباء الصين الجديدة ان الرشى كانت تستهدف الحصول على quot;منافع لا تستحقهاquot; شركة quot;غوم الكتريكال ابليينسز هولدينغquot; وشركتها العقارية quot;بيجينغ بنغرون ريل استايت ديفلوبمنت كمبانيquot;. وفي فترة تألقه، غالبا ما كانت وسائل الاعلام تعتبر هوانغ المتعهد النموذجي. وفي طفولته، كان هوانغ يعيد تصنيع القناني البلاستيكية الفارغة بعد انتهاء الدوام المدرسي ليكسب مبلغا قليلا من المال.

وفي السادسة عشرة من عمره، فيما كانت الصين في ذروة انفتاحها الاقتصادي، لكن متاجرها فارغة نسبيا، اخذ يبيع في شوارع بكين اجهزة راديو وادوات تسلية كان يستقدمها من منطقته. وquot;في السجن كان قادرا على المشاركة في التصويتquot; في مؤسساته، كما ذكرت يان تان كاتبة الافتتاحيات الاقتصادية في شانغهاي. واحتفظ بممتلكاته حتى محاكمته، فيما غالبا ما كانت السلطات تعمد مسبقا الى حجز الاصول.

واضافت يان تان ان صفة رجل الاعمال انقلبت عليه في نهاية المطاف، واسفرت عن صدور حكم قاس quot;يمكن ان يكون بمثابة تحذيرquot;. واعتبر وو شاوزي محامي شركة جورج وو وشركاه في بكين ان quot;الحكم قاس جدا. فهوانغ غوانغو ليس سوى متعهد خاص وليس مسؤولا في الحكومة يتمتع بسلطاتquot;. واضاف quot;اتصور ان الحكم كان قاسياquot;.

وطاولت تشعبات القضية على ما يبدو عددا من الشخصيات السياسية. وتحدثت الصحافة عن تورط العمدة السابق لشينزن، هو زونغهينغ الذي عزل في حزيران/يونيو ومساعد وزير الامن العام. لكن يان تان تساءلت quot;هل تستطيع مؤسسة خاصة ان تنمو وتتخطى السقف من دون ان تصطدم بالمسؤولين الرسميين؟ هذا الامر يمكن ان يكون صعبا جداquot;. وحصلت غوم التي اقلقها مصير مؤسسها، في حزيران/يونيو على دعم صندوق باين كابيتال الذي استثمر في شركة التوزيع مئات ملايين الدولارات.