الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز |
قال الأمير خالد الفيصل رئيس مؤسسة الفكر العربي إن المشهد العربي بكل مقومات توحده لا يزال جزرا شبه معزولة والجسور بينها هشة ومعدلات التنمية في معظمها تحتل ذيل القائمة عالميًا مع أن مقوماتنا الطبيعية في ازدياد وعقولنا المهاجرة تشارك في صنع النهضة لغيرنا.. فيما العائق الأهم يتمثل في غياب الدور التأثيري للمفكر..
بيروت: افتتح الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس مؤسسة الفكر العربي اليوم في العاصمة اللبنانية بيروت ورشة عمل المؤسسة بمناسبة مرور عشر سنوات على إطلاقها.
حضر افتتاح فعاليات ورشة العمل التي تستمر يومين، الأمير محمد العبدالله الفيصل، والأمير بندر بن خالد الفيصل وأعضاء المؤسسة.
وألقى الأمير خالد الفيصل في بداية أعمال كلمة قال فيها quot;إنه قبل عشر سنوات كانت هذه المنارة بيروت تحتفل في أزهى حللها عاصمة للثقافة العربية، وتشرفت بدعوة كريمة لإلقاء كلمة بالمناسبة دعوت فيها إلى قيام مؤسسة الفكر العربي بعدما راوح المشروع في خاطري أمدا ليس بالقصير.
وتابع: quot;كنت كأي مواطن عربي أرى البون يزداد اتساعا بين عالمنا العربي وبين العالم الذي ركب قطار العصر وقطع أشواطا بعيدة في مجالات تطوير العلوم والتقنية وتسارع حركة العولمة تعلن عن ميلاد عالم جديد عالم الكيانات الكبيرة يمثله بجلاء قيام الاتحاد الأوروبي الذي أدركت دوله التحول العصري فتجاوزت كل ما كان بينها من خلافات وحروبquot;.
وأضاف الفيصل: quot;أما المشهد العربي بكل مقومات توحده فلا يزال جزرا شبه معزولة والجسور بينها هشة ومعدلات التنمية في معظمها تحتل ذيل القائمة عالميا مع أن مقوماتنا الطبيعية في ازدياد وعقولنا المهاجرة تشارك في صنع النهضة لغيرنا والعائق الأهم بزعمي هو غياب الدور التأثيري للمفكر في مجتمعه وشيوع تصنيفه بين موال للسلطة او معاد لها أو منطو صامت تجاه الموقف برمته ولا شك أن مناخا كهذا قد أدى إلى غياب الفكر عن دوره الطليعي في قيادة المجتمع العربي إذا كانت محاولات التقارب العربي لا تزال تواجه العراقيل والمفارقات في مجالات عدة فإن مجال الفكر هو المشترك الأكبر لهذا التقاربquot;.
وقال إن رعاية الفكر بتوفير آلياته وتفعيل منتجاته تحتاج إلى التمويل ومع الاعتمادات المتفاوتة للدول العربية لهذا الغرض والتي تبدو غالبيتها متواضعة فإن الكثير من رجال المال والأعمال العرب المدركين لمسؤوليتهم تجاه أمتهم يبحثون عن آلية يساهمون من خلالها في النهوض بها من كبوتها.
وأضاف: quot;من هنا جاءت دعوتي لاجتماع المفكرين ورجال المال والأعمال العرب في مؤسسة أهلية توفر مظلة حرة للتفكير و الحوار تنظر في وسائل تطوير العمل العربي المشترك وتعيد المفكر إلى موقعه الطليعي في المنظومة الاجتماعية و تمهد الجسور بينه وبين السلطة لمصلحة المشروع النهضوي المنشودquot;.
وتابع حديثه قائلا: quot;استجابت نخبة كريمة من رجال المال والأعمال للدعوة فانعقد المؤتمر التأسيسي في القاهرة مطلع حزيران/يونيو 2001 حيث تم الاتفاق على حصة العضو المؤسس بمليون ريال تشكل في مجموعها وديعة يصرف من عائدها فقط مع الاحتفاظ بالرأسمال ضمانا لاستمرارية المشروع كما تم اختيار بيروت مقرا للمؤسسة وتشكيل لجنة علمية تحضيرية للاجتماع التاليquot;.
وذكر أنه في تشرين الأول/أكتوبر 2010 شهدت بيروت الاجتماع الثاني الذي ضم مع المؤسسين نخبة كبيرة من مشاهير الفكر العربي في التخصصات المختلفة للنظر في نتائج الاجتماع التأسيسي وما توصلت إليه أعمال اللجنة التحضيرية و انتهى الاجتماع على النظام الأساسي و الأهداف العامة السبعة للمؤسسة، واعتماد القاهرة المحطة الأولى للمؤتمر السنوي بنهاية العام 2002 والإعلان عن مسابقة لتصميم شعار للمؤسسة.
وتابع الفيصل حديثه قائلا: quot;لقد انطلق العمل بنظام مؤسساتي وبالجهد الجماعي لكل أعضاء المؤسسة فتوالت مؤتمرات المؤسسة السنوية حول قضايا الساعة التي تهم العرب وزيادة في العناية بالمؤتمر أصبح مؤسسة بذاته تحت مظلة المؤسسة الأم كما نظمت المؤسسة ملتقى للتربية والتعليم العربي تحولت به مؤخرا مشاريع تطبيقية في المجال ذاته وأطلقت مبادرتها لنشر التعليم الرقمي في مشاريع تطبيقية في المجال ذاته و أطلقت مبادرتها لنشر التعليم الرقمي في المواطن العربية الأقل دخلا و بعد تنظيمها لملتقى الترجمة انطلقت إلى إصدار سلسلة سنوية تنقل التجارب غير الناجحة في التنمية عموماquot;.
وفي معرض حديثه عن نشاطات المؤسسة ذكر أن المؤسسة تصدر تقريرا سنويا عن التنمية الثقافية العربية ورغبة في إثراء الحوار العربي البيني أصدرت المؤسسة quot;حوار العربquot; دورية مطبوعة تعرض الأفكار على الساحة العربية بكل أطيافها ولتوسع دائرة المشاركة والتأثير تحولت المطبوعة إلى برنامج مرئي تبثه quot;قناة العربيةquot; تحت العنوان ذاته ويلقى نسبة عالية من المشاهدة والاهتمام، ومن إحدى فعاليات هذه المؤسسة انطلقت مؤخرا الدعوة إلى عقد قمة عربية للثقافة اعتمدتها القمة العربية الأخيرة وكذلك أقامت المؤسسة شراكات مع عدة مؤسسات في اختصاصها وكما دعت الغير من الشرق والغرب لحضور فعالياتها كان لها في المقابل حضور في المؤتمرات العالمية التي شاركت في بعضها.
وتابع الفيصل: quot;أما في مجال اهتمامها بتحفيز الإبداع بدأت المؤسسة برصد جائزة لكل من الرواد والمبدعين والموهوبين العرب تحولت إلى quot;جائزة الإبداع العربيquot; في سبعة أفرع بقيمة خمسين ألف دولار لكل فرع واهتمت بالشباب بتخصيص مناشط له ومواقع في المؤسسة ومنحه أولوية الفوز بالجائزة إذا توازت الأعمالquot;.
ونوه بأنه في جولته بعد المؤتمر التأسيسي للتعريف بالمؤسسة لدى القادة العرب وجد الكثير من التفهم والترحيب والاستعداد لبذل العون وقد أوفى القادة بما وعدوا من خلال رعايتهم الكريمة ودعمهم لمؤتمرات quot;فكرquot; ومنتدياتها وحضور كبار المسؤولين من رؤساء الوزراء والوزراء لفعالياتها والمشاركة في أطروحاتها وحواراتها وتمكين المؤسسة من عقد اللقاءات المفتوحة بين بعض رؤساء الدول والحكومات العربية والمفكرين والمثقفين وقد شهدت بيروت الرئيس الجزائري عبد العزيز بو تفليقة ودولة الرئيس اللبناني رفيق الحريري رحمه الله في لقاءين حين حاورهم المفكرون والمثقفون العرب في كل القضايا بشفافية وموضوعية قاربت كثيرا بين أطراف الحوار.
وأضاف الفيصل أنه منذ المؤتمر السنوي الأول في القاهرة أخذت المؤسسة زمام المبادرة بطرق كل ما يهم الشأن العربي دون استثناء بهدف استقصاء شفاف وشامل للأسباب لذلك طرحت الموضوعات التي لم تكن تحظى من قبل بطرحها أو المسكوت عنها لغير سبب فكان النظام البرلماني العربي والشورى والأديان السماوية والهوية العربية مثالين ضمن محاور مؤتمرها تم تواصل أمر فعاليات المؤسسة على النهج ذاته.
لقد حرصت المؤسسة على ألا تخرج فعالياتها كما هو معهود بتوصيات قد تشوبها حساسية الإلزام بل بمجموعة أفكار مدروسة وجاهزة للتطبيق يخرج فيها ما يمكن من يحضر من المسؤولين فعاليات المؤسسة ومن تصله أبحاثها لعله يجد فيها ما يمكن أن يوظفه في موقعه بما يناسب الحال.
وإنّ تنقّل مؤتمرquot;فكرquot; وفعاليات المؤسسة الأخرى بين البلاد العربية قد أثمر عن حزمة فوائد من أهمها: التعريف بالمؤسسة مباشرة على أكبر رقعة جغرافية مستهدفة بما يعزز حضورها والتواصل بينها وبين المواطن العربي حيثما كان كما إن المؤتمرات الفكرية والثقافية التي لم تكن تحظى بالتشجيع في المشهد العربي نشطت حركتها وتعددت محطاتها ربما في ما يشبه التنافس الحميد.
كما توجه الفيصل في معرض كلمته بالشكر لبهيّة الحريري التي دعت إلى هذا اللقاء، وإلى أعضاء مجلس الأمناء ومجلس الإدارة والأعضاء المشاركين والاستشاريين والأمانة العامة على جهودهم المخلصة وحرصهم الأكيد على نجاح المؤسسة وتطويرها. وتمنى على ورش العمل أن تعتمد المصارحة والشفافية والدليل مظلة ثلاثية للنقاش وحتى نستغل وقت الاجتماعات القصير للوصول إلى تحقيق إنجاز أساسي يحدد الركيزة التي تنطلق منها المؤسسة في بداية عقدها الثاني.
وأقترح على الحضور أن تقتصر نقاشاتهم في ورش العمل على مبحثين حصرا لاختيار الأفضل منهما الأول: أن تستمر المؤسسة على النهج القائم حاليا مع التطوير والتحديث الطبيعي لمناشطها.. والثاني أن تتحول المؤسسة إلى مركز للأبحاث والدراسات والعصف الذهني وتصدر عنه سنويا أبحاث وتقارير ثقافية واقتصادية وإعلامية وتعليمية واجتماعية وغيرها خاصة أن تقرير التنمية الثقافية العربية ومشروع حضارة واحدة قد لقيا قبولا واسعاً في الدائرة العربية بحيث يناقش المؤتمر السنوي (فكر) هذه التقارير مع مواصلة المؤسسة تحفيز الإبداع باستمرار تبنيها جائزتي الإبداع العربي وأفضل كتاب عربي وتعظيم تواصلها مع المواطن العربي من خلال البرنامج التلفازي حوار العرب.
بعد ذلك جرى تكريم عدد من أمناء المؤسسة ومن بينهم الأمير محمد العبد الله الفيصل والأمير بندر بن خالد الفيصل وبهيه الحريري وعدد من المفكرين ورجال الأعمال. كما أعلن عن انضمام عدد من الأعضاء الجدد للمؤسسة.
يذكر أنه من المقرّر أن تبدأ في وقت لاحق اليوم أولى جلسات ورشة العمل التي ستناقش استراتيجية العمل في ضوء الأهداف السبعة التي انطلقت منها المؤسسة. كما تناقش جلسات عمل الورشة على مدى يومين، مسيرة عمل مؤسسة الفكر العربي في عشر سنوات وما أنجزته واحتياجاتها للتطوير والرؤية المستقبلية للمؤسسة وبرنامج quot;فكر 9quot; الذي ستستضيفه العاصمة اللبنانية بيروت في شهر ديسمبر المقبل والبحث عن آفاق التطوير.
التعليقات