هل فاز quot;الليبرالي الديمقراطيquot; البريطاني بكعكة الائتلاف؟ |
أصدر رئيس الوزراء البريطاني الجديد ديفيد كاميرون مدونة توجيهات جديدة الى وزرائه يطلب اليهم فيها، بين أشياء أخرى، الاستغناء عن سيارات الليموزين الوزارية واستقلال القطارات ومختلف وسائل المواصلات العامة مثلهم مثل بقية الشعب.
وتأتي مدونة التوجيهات، التي تناقلت وسائل الإعلام فحواها الجمعة، خطوة واسعة في اتجاه ترشيد الإنفاق العام وquot;تنظيفquot; سمعة الساسة الذين جروا البرلمان الى الوحل بفضائح نفقاتهم المالية الأخيرة الشهيرة. وتأتي بالتنسيق أيضا مع شريك الائتلاف زعيم الليبراليين الديمقراطيين، نِك كليغ، الذي جعل من هذا أمر quot;تنظيف الساحة السياسية من الوسخquot; بين أكبر وعوده الانتخابية.
وقال رئيس الوزراء المحافظ إن التوجيهات الجديدة تهدف، في المقام الأول وقبل ترشيد الإنفاق، الى إعادة الثقة العامة في ذمم الساسة. وهي تشمل أيضا حظر انخراط الوزراء في صفوف جماعات الضغط quot;اللوبيquot; لفترة سنتين، والحد من عدد quot;المستشارين الخاصينquot;، ونشر سائر التفاصيل المتعلقة بالسفر والضيافة والهدايا.
متابعة خاصّة: انتخابات بريطانيا 2010 |
وكان المحافظون قد وعدوا عندما كانوا في صفوف المعارضة بخفض الرواتب والبدلات والميزات الوزارية. وفعلا أعلن في بداية الأسبوع الحالي أن الوزراء الجدد قبلوا خصم نسبة 5 في المائة من مرتباتهم.
وكشف النقاب خلال الأسبوع الحالي أيضا عن أن كبير أمناء الخزانة العمّالي السابق، ليام بيرن، كان يتمتع بسيارة quot;جاغوارquot; وزارية جديدة كل سنة تكلف الخزانة مبلغ 100 ألف جنيه (150 ألف دولار). ويذكر أن أضواء إعلامية ساطعة سلطت عليه بعدما كشف خلفه الليبرالي الديمقراطي ديفيد لوز أنه تسلم منه مذكرة مازحة تقول: quot;لم أترك لك فلسا واحدا لأننا أنفقنا المال بأكملهquot;!
ويذكر أن سيارات الليموزين المخصصة للوزراء في عهد حكومة غوردن براون كانت تكلف دافع الضرائب 10 ملايين جنيه (15 مليون دولار) في السنة وكان 80 في المائة منها متاحا كل الوقت. وبموجب المدونة التي نشرت الجمعة، فستتوفر السيارات الوزارية الفارهة للوزراء لكن استخدامها سيصبح في حدود المهام العاجلة وللانتقال من البيت الى المكتب وبالعكس إذا كانت المسافة بين لندن والبيت تبرر ذلك، وإذا كان الوزير يحمل وثائق مهمة يعمل عليها أثناء الرحلة نفسها.
ويقول التوجيه: quot;ستسعى الحكومة إلى الحفاظ على عدد الوزراء المستفيدين من السيارات وسائقيها في حدود القدر الأدنى الممكن، وهذا مع أخذ الاعتبارات الأمنية في الحسبان. وهي تشجع الوزراء على إكمال مهامهم في مكاتبهم حتى لا تصبح حساسية الوثائق المحمولة داعيا إلى استقلال سيارات الدولةquot;.
وتشمل التوجيهات الأخرى الإعلان الإجباري كتابة عن أي هدية يتلقاها المسؤول الحكومي إذا تعدى ثمنها 140 جنيها (حوالي 200 دولار) إضافة الى نفقات السفر التي تتحملها الدولة، ونوع الضيافة الذي تستدعيه أعمال الحكومة سواء كان الوزير ضيفا أو مضيفا. وسيجمع كل هذا في سجل يحرر بانتظام أربع مرات في السنة.
ويذكر أن ديفيد كاميرون عُرف باستخدامه دراجة هوائية لمواصلاته طوال عهده زعيما للمعارضة، بدافع ضرب مثال يحتذى في ترشيد الإنفاق وأيضا رحمة بالبيئة. كما أعلن بعد توليه رئاسة الوزراء أنه لا يرغب في نوع الحماية الأمنية المكلفة التي يتلقاها رؤساء الوزراء تقليديا.
التعليقات