اد ميليباد

أكد مرشحان لزعامة حزب العمال البريطاني أن الحرب على العراق كانت مبنية على معلومات مغلوطة.

لندن: رفع اثنان من المرشحين لزعامة حزب العمال البريطاني درجة الحرارة عاليا في المعترك بإدانتهما حرب العراق للمرة الأولى.

والمرشحان هما إد بولز وزير الأطفال والمدارس والأسرة السابق، وإد ميليباند الذي كان وزيرا للطاقة والديئة السابق وشقيق المرشح الأقوى ديفيد ميليباند وزير الخارجية سابقا. وكان بولز أول من أدلى بدلوه في موضوع الحرب laquo;المحرّم داخل أروقة الحزبraquo;. فوصفها بأنها كانت laquo;خطأ جسيماraquo;. وسار على خطاه إد ميليباند الذي وصفها بأنها laquo;كارثةraquo;.

وقال بولز في تصريحات لصحيفة laquo;ديلي تلغرافraquo; إن الحرب laquo;كلّفت بريطانيا غاليا وكلفت العديد من الناس أرواحهم. كانت قرارا خطأ قائما على معلومات مغلوطة وتوجّب علينا ألا نخوض غمارهاraquo;. ومضى قائلا: laquo;صدام حسين كان رجلا بشعا وأنا في غاية السعادة لأنه ماعاد يحكم العراق. لكن الحرب نفسها كانت خطأ لا يسنده القانون الدولي الذي تجاهلناهraquo;.

ومن جهته قال إد ميليباند في لقاء مع صحيفة laquo;غارديانraquo;: laquo; نعلم جميعا أن الأساس الذي خضنا عليه الحرب هو أن صدام حسين يمتلك أسلحة الدمار الشامل وأن علينا منعه من استخدامها. لكن هذا تناقض بجلاء مع حقيقة أن المفتشين لم يُمنحوا الوقت الكافي لإتمام مهمتهم كما كان يطلب هانس بليكس (رئيس وحدة التفتيش التابعة للأمم المتحدة)raquo;.

وأضاف قوله: laquo;حقيقة أن فريق التفتيش لم يعط الوقت الكافي للتحقق من أسلحة الدمار المزعومة وحقيقة أن النظام العراقي لم يكن يملكها في المقام الأول، أدتا الى كارثة تمثلت في زلزلة ثقة الناس بالحكومة (العمّالية)raquo;.

quot;ذلك الجبان الخسيس شيراكquot;

وقال إد بولز، الذي كان في وقت إعلان الحرب (العام 2003) مستشارا لدى وزير الخزانة غوردون براون، إنه حذر هذا الأخير من مغبة ارتكاب خطأ الذهاب الى الحرب. وكشف للمرة الأولى تفاصيل مثيرة تتعلق بمعاملة حكومة توني بلير لحكومة الرئيس الفرنسي جاك شيراك.

وقال بولز إنه حذر براون من أن من الخطأ محاولة إلقاء اللائمة على الفرنسيين في انهيار المفاوضات السلمية مع نظام بغداد. ويذكر أن باريس اعترضت صراحة على قرار الرئيس الأميركي جورج بوش غزو العراق في أحد أسوأ فصول العلاقات الأميركية - الفرنسية.

ومضى قائلا: laquo;كنت في الغرفة التي اتخذ فيها قرار أن نلقي باللائمة على ذلك laquo;الفرنسي الجبان الخسيس جاك شيراكraquo;، كما وصفوه، فنقول إنه هو الذي تسبب في انهيار المفاوضات بوقوفه في طريق التسوية السلمية. هذا لم يكن صحيحا بالطبع. وقلت لبراون: أعلم لماذا تفعلون هذا لكنه خطأ جسيم. علاقتنا بفرنسا في غاية الأهمية كما تعلمraquo;.

ضربة لآمال ديفيد ميليباند

يحمل إقرار إد بولز وإد ميليباند (الذي لم يكن في مجلس الوزراء وقت إعلان احرب) في مضامينه أول إشارة من كبار رموز حزب العمال الآن الى أن قرار حرب العراق لم يكن خطأ قانونيا واستراتيجيا وأخلاقيا وحسب، بل كان أحد الأسباب الرئيسية لخسارة الحزب الانتخابات الأخيرة.

وعلي مستوى معركة خلافة براون التي ستحسم في سبتمبر (ايلول) المقبل مع انعقاد مؤتمر الحزب، فثمة ملاحظتان: الأولى هي أن إد بولز، الذي عُرف بعلاقاته الوثيقة مع براون، يسعى الآن للانعتاق من هذا القيد الذي يكبل فرصه في الزعامة. فآخر ما يريده هو أن يُعتبر امتدادا لرئيس وزراء فاشل ضمن بسياساته ضياع السلطة، وامتنع عن إصلاح خطأ الحرب الذي ارتكبه سلفه بلير عندما أتيحت له الفرصة.

والثانية، الأهم، هي أن إقرار الوزيرين السابقين بخطأ الحرب يضع أكبر المرشحين للفوز بالزعامة، ديفيد ميليباند، وزير الخارجية السابق، في موقف هش ومهزوز. فهو يحسب في جناح البليريين، ولم ينبس ببنت شفة في أي شيء يتعلق بالحرب سواء عندما كان نائبا برلمانيا وقت إعلانها أو بعد تسلمه مهامه الوزرارية ابتداء من العام 2005. وهذا يضعه في قلب فئة المؤيدين لها.

كما أن تصريحات إد بولز وإد ميليباند تجعل من حرب العراق الآن أحد المعايير المهمة في ما يخص السؤال: هل ينعتق الحزب علنا من تركة الماضي ممثلة في ولايتي بلير وبراون ويفتح صفحة جديدة تدين حربهما، أم يتمسك بذلك الماضي متعللا بهذا وذاك. وإذا اختار الأولى، أصبح المشوار الى الزعامة جد عسير على وزير الخارجية السابق.