الهجوم دق ناقوس الخطر بالنسبة للعلاقات الإسرائيلية التركية

صدمة في إسرائيل بسبب quot;خطأquot; الحكومة بشن هجوم على أسطول الحرية

عضو الكنيست حنين زعبي: إسرائيل خططت مسبقًا لعمليَّات القتل

إسرائيل تهاجم quot;أسطول الحريةquot; ومقتل اكثر من عشرة اشخاص

اسطنبول: قوض الهجوم الاسرائيلي الدموي على سفن المساعدات الانسانية التي كانت متجهة الى قطاع غزة، وبينها سفينة تركية، العلاقات الاسرائيلية-التركية، وبات السؤال المطروح في انقرة: هل تدير الحكومة التركية الاسلامية-المحافظة ظهرها الى الغرب؟

وكتبت امبرين زمان المتخصصة في قضايا الشرق الاوسط في صحيفة quot;خبر توركquot; الصادرة الثلاثاء غداة الهجوم الاسرائيلي على اسطول المساعدات الانسانية الذي كان متوجها الى قطاع غزة والذي اسفر عن مقتل ناشطين اتراك ان quot;اسرائيل خسرت حليفها الوحيدquot; في المنطقة.

وبحسب المحللين الاتراك فان العلاقات التركية-الاسرائيلية، التي ارتقت لوقت طويل الى مستوى التحالف الاستراتيجي بما يعني ذلك من عقود تسلح وتبادل معلومات ومناورات عسكرية مشتركة، لن تعود الى سابق عهدها لان البلدين قطعا جسور التعاون بينهما ولامد طويل.

وفي هذا الاطار يقول دبلوماسي غربي معتمد في انقرة ان تركيا استدعت سفيرها في اسرائيل فهل سيكون هناك في يوم من الايام سبب كاف يدفعها الى اعادته. اما سعدات ارغين فكتب في افتتاحيته في صحيفة quot;حرييتquot; الواسعة الانتشار انه quot;من الصعب الان رأب الصدعquot; في العلاقات الاسرائيليية-التركية.

وما يزيد من صعوبة اصلاح ذات البين في العلاقات بين البلدين هو الهجوم الصاعق الذي شنه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ووزير خارجيته احمد داود اوغلو على الدولة العبرية ووابل الانتقادات العنيفة وغير المسبوقة التي امطرا بها الحكومة الاسرائيلة. فقد اتهم اردوغان الاثنين اسرائيل بممارسة quot;الارهابquot; وبانها quot;دولة لا انسانيةquot;، ليضيف على هذه الاوصاف الثلاثاء تهمة ارتكاب quot;مجزرة دمويةquot;.

اما وزير الخارجية التركية فاكد ان الهجوم الذي شنته قوة الكوماندوس الاسرائيلية على اسطول سفن الاغاثة الانسانية هو quot;عمل عصابات وقرصنة وجريمة دولةquot;، واضعا بذلك على ما يبدو نقطة اللاعودة في العلاقات بين البلدين.

وتدهورت العلاقات التركية-الاسرائيلية منذ الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة نهاية 2008 والانتقادات العنيفة التي وجهتها انقرة لهذا الهجوم الواسع النطاق. وزاد هذا التدهور تدهورا الانفتاح الكبير الذي ابدته تركيا على دول عربية واسلامية مثل ايران والعراق ودول الخليج العربية وايضا وخصوصا سوريا، وهو ما لم تنظر اليه اسرائيل بعين الرضا.

يضاف الى هذا كله الاتفاق الذي ابرمته تركيا والبرازيل مع ايران منتصف ايار/مايو لحل ازمة الملف النووي الايراني الذي يشتبه الغرب والدولة العبرية انه يحتوي شقا عسكريا سريا تسعى من خلاله طهران، العدو اللدود للدولة العبرية، الى حيازة القنبلة النووية. وقد ادى هذا الاتفاق، الذي وصفه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بquot;الخدعةquot;، الى تعميق هوة الخلاف بين اسرائيل وتركيا.

ولكن اذا كانت القطيعة بين تركيا واسرائيل باتت على ما يبدو في حكم الامر الواقع، فهل انقرة ماضية فعلا نحو ادارة ظهرها للغرب؟

وفي هذا الاطار يقول محمد علي بيراند، الكاتب في صحيفة quot;توركيش ديلي نيوزquot; الناطقة بالانكليزية quot;هذا هو الانطباع السائد ولكنه انطباع خاطئquot;، مذكرا بالعلاقات السياسية والاقتصادية القوية التي تجمع بين تركيا، العضو في حلف شمال الاطلسي، وكل من الولايات المتحدة واوروبا.

ويضيف ان quot;تركيا تلعب لعبة خطرة هي لعبة الحصول على القيادة في المنطقةquot;. ويوضح ان حكومة اردوغان عليها ان تواكب الرأي العام التركي الداعم للقضية الفلسطينية قبل اقل من عام على الانتخابات التشريعية. وتظاهر في اسطنبول الاثنين عشرون الف شخص ضد الدولة العبرية واحرقوا العلم الاسرائيلي.

ويؤكد احمد انسيل الاستاذ في جامعة غالاطاسراي باسطنبول quot;الدبلوماسية التركية تخرج عن اصطفافها التلقائي مع الغرب ولكن من دون ان تدير ظهرها للغربيينquot;. ويضيف ان الرسالة التي ترسلها الحكومة المنبثقة من التيار الاسلامي المحافظ هي الآتية: quot;نحن نتدبر امرنا بنفسنا ونؤدي دور القوة الاقليميةquot;.

ويقول المحللون ان التقدم المتواضع للغاية على طريق انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي، ليس بعيدا عن هذا الموقف. من جهته يقول جان ماركو من المعهد الفرنسي لدراسات الاناضول ومقره اسطنبول ان تركيا اردوغان quot;تتحرر من سياسة خارجية اطارها الدولة وايديولوجية شبه عسكريةquot; موروثة عن النظام الكمالي، مضيفا quot;انها تفرض مواقفها وتريد الدفاع عن سياسة مستقلةquot;.