سعت إسرائيل إلى تجنب دعوة من الأمم المتحدة لإجراء تحقيق دولي في الغارة التي شنتها على سفينة مساعدات تركيَّة كانت متجهة إلى غزة واقترحت فتح تحقيق إسرائيلي بمشاركة مراقبين دوليين، في حين رأى أوباما أنَّ هذا الهجوم فرصة لتفعيل عمليَّة السلام.

القدس: لاحت نذر أزمة محتملة جديدة في الحصار الذي تفرضه اسرائيل منذ أربعة اعوام على قطاع غزة، إذ أمر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الجيش بمنع سفينة اخرى تحمل نشطاء مؤيديين للفلسطينيين من الوصول الى القطاع.

ونقل مسؤول في مكتبه عن نتنياهو قوله في لقاء بكبار اعضاء مجلس الوزراء: quot;لن نسمح للسفينة بدخول غزةquot; ويقول طاقم السفينة راشيل كوري ان السفينة ستصل غزة بحلول السبت. وقال نتنياهو ان محاولات اقناع السفينة بالرسو في ميناء أشدود الاسرائيلي للتفتيش قوبلت بالرفض. وقال المسؤول في مكتبه أنه أمر ايضًا القوات الاسرائيلية بالتحلي quot;بالحذر والكياسةquot; في معاملة السفينة لتفادي الاضرار بأي راكب.

وقال مسؤولون ان نتنياهو يدرس شكلاً من دور دولي في تنفيذ حظر على السلاح على غزة مع السماح بدخول السلع المدنية لكنه رفض الإدلاء بأي تفاصيل، وتقول اسرائيل ان حصارها ضروري لمنع وصول صواريخ الى مقاتلين يطلقونها على اسرائيل من غزة.

إلى ذلك، قال الرئيس الاميركي باراك اوباما ان الحادث المميت لقافلة غزة كان quot;مأسويًّاquot; لكنه عبر عن أمله ان يقدم انفراجة لتعزيز جهود السلام في الشرق الاوسط. وقال اوباما ان اسرائيل quot;لديها مخاوف أمنية مشروعةquot; بشأن قطاع غزة الذي تديره حركة المقاومة الاسلامية (حماس). لكنه قال ايضًا إن حصار اسرائيل لقطاع غزة quot;يمنع الناسquot; من متابعة الفرص الاقتصادية. وأضاف قوله quot;أعتقد أن المهم الان هو أن نخرج من المأزق الحالي وان نتخذ من هذه المأساةquot; فرصة لحث خطى عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين.

وانتهجت حكومة اوباما موقفا يتسم بالحذر نسبيا بينما تواجه اسرائيل ادانة دولية بعد ان قتلت قواتها الخاصة تسعة نشطاء مؤيدين للفلسطينيين بينهم اميركي عمره 19 عامًا على متن سفينة تحمل امدادات لغزة يوم الاثنين. وأكد اوباما مجددًا مساندة الولايات المتحدة لتحقيق موضوعي في الحادث وقال انه يتوقع ان توافق اسرائيل عليه quot;لانهم يدركون أن هذا لا يمكن أن يكون في مصلحة أمن اسرائيل على الاجل الطويلquot;.

وقال مسؤولون اميركيون ان الحادث يؤكد الحاجة الى تحقيق تقدم في محادثات السلام غير المباشرة التي تجري بوساطة اميركية وبدأت في الشهر الماضي وفشلت حتى الان في تحقيق أي تقدم. لكن محللين وكثيرين في المنطقة قالوا انهم يعتقدون ان الحادث سيقوض على الارجح تحركات السلام.

وفي سياق متصل،أكد نائب الرئيس الاميركي جو بايدن ان لاسرائيل quot;الحق المطلقquot; في الدفاع عن النفس، مشيرًا في الوقت نفسه الى انه ينبغي ايجاد حل للوضع quot;السيئquot; في غزة بعد الهجوم على اسطول المساعدات الانسانية الى قطاع غزة. وقال بايدن quot;اعتقد ان لاسرائيل الحق المطلق في الاهتمام بمصالحها الامنيةquot;.

وقتل ثمانية اتراك واميركي من اصل تركي الاثنين في هجوم شنته فرق كوماندوس اسرائيلية على سفينة تركية هي الاكبر بين سفن اسطول كان ينقل مساعدات الى سكان قطاع غزة. واضاف نائب الرئيس الاميركي quot;يمكن ان نبحث لمعرفة ما اذا كان على اسرائيل ان تقوم بانزال اناس على هذه السفينة ام لا (...) لكن الحقيقة هي ان لاسرائيل الحق في معرفة (...) ما اذا تم ادخال اسلحة ام لاquot; الى غزة.

واضاف quot;انه امر مشروع لاسرائيل ان تقول +لا اعرف ماذا هناك على هذه السفينة. ان هؤلاء (حماس) اطلقوا ثلاثة الاف صاروخ على مواطني+quot;. لكن بايدن اكد ايضًا انه quot;ينبغيألا ننسى آلام الفلسطينيين. انهم في حالة سيئة. وبالتالي، ينبغي ان نمارس الضغط وان نحض اسرائيل قدر الامكان على تركهم يستوردون معدات بناءquot; الى غزة.

وتابع بايدن quot;على حماس من جهة، واسرائيل من جهة اخرى، ان تكونا اكثر سخاء مع الناس الذين يعانون في غزةquot;، لافتًا الى ان quot;كل ذلك سيتوقف غدًا اذا وافقت حماس على تشكيل حكومة مع السلطة الفلسطينية بحسب الشروط التي اوردها المجتمع الدوليquot;.