وصفت الصحف قرار مجلس الأمن الدولي القاضي بفرض عقوبات جديدة على إيران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل، بالخدمة التي أسديت للنظام في طهران.

لندن: ينص القرار الدولي على فرض حظر على بيع أسلحة هجومية -بما فيها الدبابات القتالية- لإيران، ويمنع ممارستها أنشطة متعلقة بالصواريخ الباليستية القادرة على حمل رؤوس حربية نووية. وذلك حسب ما جاء بنص القرار الصادر عم مجلس الأمن الدولي،

ويفرض القرار أيضا تجميدا للأصول الخارجية المملوكة لأربعين شركة وبنكا وهيئة حكومية إيرانية، مطالبا الدول الأعضاء في مجلس الأمن بمراقبة أنشطة المؤسسات الإيرانية. ويمنح القرار الدول الحق في إيقاف وتفتيش السفن المنخرطة في عمليات تجارية مع إيران. كما يحظر الاستثمارات الإيرانية في مناجم اليورانيوم والمصادر الأخرى التي قد تتحول لمنفعة برنامجها النووي. وبموجب القرار، يُمنع جواد رحيقي ndash;الذي يترأس أحد فروع منظمة الطاقة الذرية الإيرانية- من السفر إلى الخارج.

ويرى البعض أنَّ حزمة العقوبات الجديدة هي الأشد حتى الآن وقد تكون الفرصة الأخيرة للحيلولة دون امتلاك الجمهورية الإسلامية قنبلة نووية.ومن غير الواضح ما إذا كان الوقت سيسمح للقوى الكبرى بحث إمكانية فرض حزمة أخرى من العقوبات قبل أن تُفلح إيران في تصنيع قنبلة نووية.

غير أن المحللين أبدوا شكوكا في قدرة الإجراءات الجديدة على كبح الطموحات الإيرانية. فإيران - كما يذكرون - تمكنت تماما حتى الآن من الالتفاف حول العقوبات، وهي لا تزال تبحث في الوسائل اللازمة لنقل المعدات والإمدادات الأخرى التي تحتاجها.

في حين رأت التحليلات في العقوبات هدية من الأمم المتحدة للنظام الحاكم في إيران، إذ تمنح الرئيس محمود أحمدي نجاد الفرصة لتحدي العالم والخروج بطلاً. والولايات المتحدة بعد صدور قرار فرض العقوبات الجديدة لم تعد بحاجة للعرض الإيراني الذي يقضي بإرسال 1.2 طن من اليورانيوم المنخفض التخصيب إلى تركيا لمعالجته ليصير وقودا للمفاعلات. واعتبر هذا الإحساس من جانب الولايات المتحدة خطأ ربما لم يحن الوقت بعد كي يندم عليه الرئيس باراك أوباما.

ومن خططوا للقرار أخفقوا في التعاطي مع quot;حقيقتين مزعجتينquot;، تتمثل أولاهما في أن حركة المعارضة التي يقودها مير حسين موسوي تعتبر هي الأخرى أن تخصيب اليورانيوم حق من الحقوق الوطنية وتعارض جولة أخرى من العقوبات. أما الحقيقة الثانية فهي أن أحمدي نجاد نفسه سيستسيغ تلك العقوبات لما تتيح له من فرصة لتحدي العالم والخروج منها ظافرا.