تعرضت ايران الخميس لانتقادات حادة من قبل الدول الغربية في مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة في جنيف وذلك عشية توقيع رزمة عقوبات جديدة على طهران في مجلس الامن الدولي بسبب ملفها النووي.

جنيف: نددت مندوبة الولايات المتحدة ايلين دوناهو بquot;الغياب المؤسف لاي تقدم في حماية حقوق الانسان في ايرانquot; مذكرة بان quot;يوم 12 حزيران/يونيو سيكون الذكرى الاولى للاحداث الرهيبة التي جرت بعد اعادة انتخابquot; الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد المثيرة للجدل التي اعقبها قمع دموي للتظاهرات المعارضة.

واكدت للصحافيين ان quot;ايران تنتهك تعهداتها الدولية على جبهتين على الاقل: في المجال النووي ومجال حقوق الانسانquot; مشددة على ان quot;الوعود الفارغة لا تكفيquot;.

وخلال مناقشة مجلس حقوق الانسان للوضع في ايران اعرب المندوب البريطاني بيتر غودرهام عن الاسف quot;لعدم وجود تعاونquot; من قبل ايران التي ترفض استقبال مقرري الامم المتحدة الخاصين لحقوق الانسان منذ 2006. وكشف المندوب البريطاني ان ايران quot;رفضت السماح بتنظيم اي تظاهرة عامة منذ شباط/فبرايرquot; عندما احيا النظام في احتفالات ضخمة وتحت رقابة امنية مشددة الذكرى الحادية والثلاثين لقيام الثورة الاسلامية.

ونددت دبلوماسية نرويجية بquot;رفض (طهران) السماح بزيارة للمقرر الخاص لمكافحة التعذيبquot;.

في المقابل اكد الامين العام للمجلس الاعلى الايراني لحقوق الانسان جواد لاريجاني ان المقررين الخاصين لديهم دعوة مفتوحة لزيارة ايران.

ويؤكد خبراء الامم المتحدة انهم لم يتمكنوا من دخول البلاد منذ خمس سنوات رغم الدعوة التي وجهها الرئيس الاصلاحي الاسبق محمد خاتمي عام 2003.

وندد لاريجاني ايضا بانتقادات الولايات المتحدة quot;التي لا اساس لهاquot;. وقال quot;اوصي الولايات المتحدة بدراسة حصيلتها الخاصة في مجال حقوق الانسان. انها للاسف تدعو حقا للرثاء. الولايات المتحدة مجتمع مليء بالافكار المسبقة ومعاداة الاجانب والخوف من الاسلام وغيرها من اعمال التمييزquot;.

في غضون ذلك، دعت الناشطة الايرانية لحقوق الانسان شيرين عبادي حائزة نوبل السلام الخميس المجتمع الدولي الى quot;الكف عن التركيز على النوويquot; والانتقال الى التنديد quot;بانتهاكات حقوق الانسان والديموقراطية في ايرانquot;.

واتى كلام عبادي بعد تلقيها شهادة quot;مواطنة شرف في مدينة باريسquot; من رئيس بلدية العاصمة الفرنسية برتران دولانوي.

وقالت المحامية عبادي التي تعيش في المنفى في لندن quot;ادعو المجتمع الدولي الى الكف عن التركيز على مسألة النووي والالتفات الى قضايا حقوق الانسان وتقويض الديموقراطية المستمر في ايرانquot;.

كما اطلقت عبادي رسميا حملة للافراج عن سجناء الرأي في ايران ينظمها الاتحاد الدولي لرابطات حقوق الانسان ومراسلون بلا حدود.

وقالت عبادي quot;نحن نشرف على ذكرى حزينة. فقبل عام نزل ملايين الايرانيين الى الشارع سلميا، للتعبير عن احتجاجهم على نتيجة الانتخابات. وكان رد الحكومة الوحيد الرصاص والعنفquot;.

وتابعت quot;قتل اكثر من 70 شخصا، وسجن الالاف، توفي منهم عدد منهم تحت التعذيب، فيما اكد الكثير من السجناء انهم تعرضوا للاغتصابquot;.

كما هاجمت عبادي الرقابة التي تفرضها الدولة الايرانية والتي تنفذها بحسبها شركة غربية.

واوضحت ان quot;الدولة تتدخل في بث برامج بالفارسية من الخارج سواء من قبل هيئة الاذاعة البريطانية او صوت اميركا. مع الاسف ان شركة يوتيلسات تشارك في رقابة الدولة الايرانية بالمساهمة في عرقلة حرية المعلوماتquot;.

ويتعرض مشغل الاقمار الصناعية يوتيلسات، الذي يوجد مقره في باريس وتملك الدولة الفرنسية اكثر من 25% منه، لكثير من الانتقادات احداها حيال بثه قناة الاقصى الناقطة باسم حركة المقاومة الفلسطينية حماس، فيما اتهمته قناة جورجية quot;بخدمة الرقابة الروسيةquot; عبر وقف بثها.

واشارت المعارضة الايرانية الى ان اعادة انتخاب الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ب63% من الاصوات تخللتها عمليات تزوير واسعة. وادت الاحتجاجات على النتيجة الى اعمال عنف دامية شكلت اسوا ازمة في تاريخ الجمهورية الاسلامية منذ الثورة الاسلامية.