لا يزال الزواج الملكي من الأمور التي تثير اهتمام الجماهير الشعبية في الدول ذو الأنظمة الوراثية الملكية، حيث ان النظام الملكي في السويد مليء بالحوادث التاريخية والتي جعلت إحدى العوائل الفرنسية تحتل الصدارة في حكم السويد خلال فترة أربع قرون.

توفيق آلتونجي من السويد: المؤسسة الملكية جزء أساسي من تراث إنساني لا يمكن ان يلغى بمجرد قرار سياسي او انقلاب عسكري، فهي تبقى تحافظ على ديموتها حتى بعد ان تفقد السلطة وهناك أمثلة عديدة على عودة الملوك الى عروشهم حتى بعد سقوط الجمهوريات. والسويد كانت دولة كبيرة ولم تصل الى درجة الإمبراطورية وكانت في فترة تاريخية تحتل كل من فيلندا والنرويج واجزاء من المانيا وبولونيا ودول البلطيق.

فقدت العائلة الملكة السويدية بمرور الوقت الكثير من شعبيتها وهناك أصوات وجمعيات في السويد تنادي بالجمهورية متحججين بكون النظام الملكي بائد وقديم ولا يتماشى معشروط العصر، ولكن نتائج الاستفتاءات التي أجريت اثبتت ان أغلبية الشعب السويدي لا يزال يرى في استمرارية النظام الملكي أمر مهم للشعب والوطن.حيث أنالنظام الملكي السويدي يبقىضمان لإستمرارية السلم الاجتماعي والرخاء والاستقرار لمملكة السويد رغم ان الأنظمة الديمقراطية في واقع الامر تعتمد على الانتخابات وتمثل الشعب في السلطة عن طريق نوابها في برلماناتها الوطنية.

من ناحية اخرى، تمثل العائلة المالكة مثلا حقيقيا لتكون نسيجا تعدد للمجتمع السويدي الحديث. وتعود أصول العائلة المالكة الى قائد جيوش نابليون بونابارت والمارشال برنادت وهناك حادثة تاريخية طريفة حول انتخاب هذا القائد العسكري ملكا على السويد مفادها ان اخر ملوك السويد كان مسالما ورفض الانصياع الى البرلمان في إعلان الحرب على روسيا القيصرية، فخلع عن العرش وأودع السجن لينفى قسريا في البدء في سويسرا ولتنتهي ايامه في ايطاليا. وكان أرسل النبلاء والأمراء من نواب البرلمان رسالة الى نابليون يطلبون فيها تعين ملك على عرش السوي،د فإختار هذا الأخير احد قواده العسكريين لهذه المهمة هو المارشال برناديت الذي كان يشاركه حروبه. الذي في واقع الأمر تم انتخابه عن طريق النواب في البرلمان السويدي انذاك، ونصب ملكا على السويد وهي ظاهرة غريبة ان ينتخب الملك في الأنظمة الملكية الوراثية.

الجدير بالذكر ان ملك السويد الحالي كارل كوستاف السادس عشر، والد ولية العهد فيكتوريا، ينتمي الى تلك العائلة من ناحية الاب الامير كوستاف آدولف الذي وافاه الاجل في حادثة طائرة مؤلمة في كوبنهاغن عاصمة الدنمارك قبل ان يعتلي العرش، فانتقل العرش الى الصغير كوستاف (من مواليد عام 1946) مباشرة عام 1973 بعد وفاة جده كوستاف السادس ادولولف، اما والدة الاميرة فهي الاميرة سلفيا (من مواليد عام 1943) هايدلبرك الالمانية.

الا إن الواقع أن الملك في السويد لا يتدخل عمليا في السياسة ويعتبر المنصب رمزيا يمثل البلاد ولا يتدخل في المؤسسة التشريعية والتنفيذية والقضائية قطعا.

لقد دأب الملوك خاصة في اوروبا بالزواج من أميرات أجنبيات جريًا على الاعراف القديمة، وتلك التي تدعي بأن الملك يعتبر الاب الروحي للشعب ولا يجوز له الزواج من أبناءه. لذا نرى ان الزيجات السياسية منتشرة بين العوائل الملكية في اوروبا الى يومنا هذا، وهناك العديد من اولياء العروش قد فقدوا عروشهم لزواجهم من عامة الشعب. لكن العصر الحديث اتي بالتغير على تلك الاعراف، فقد اختار قبل فترة كل من ولي عهد النرويجي زوجة من عامة الشعب كما مشى ولي عهد الدنمارك على تلك المسيرة واختار زوجة من عامة الشعب. واليوم نرى ولية العهد السويدية فيكتوريا تتزوج من دانيال ويستلنك(من مواليد1973)مدينة اوربرو، في اليوم الذي تم تنصيب الملك الحالي على العرش، وهو شاب من عامة الشعب ومدرب رياضي يدير قاعات للتدريب الرياضي في العاصمة السويدية وينتمي الى عائلة متوسطة من مدينة اوربرو السويدية.

هذا الاختيار الموفق تاريخيا ليس فقط لان الأمير دانيال الذي سيخلع عليه لقب الأمير غدًا مع تعينه دوقًا على مقاطعة ويستركوتلاند بل ويصبح بذلك احد أعضاء العائلة المالكة quot;برناديتquot;.

Swedens Crown Princess Victoria and her ...

بعد عقد قرانه مع الاميرة فيكتوريا يعود التاج الملكي الى عائلة سويدية في المستقبل ففي الواقع هو ليس من النبلاء او الأمراء بل من عامة الشعب بل لانه سويدي ابا عن جد وبذلك. بعد ان يهب المولى القدير وليا عهدا جديدا للشعب السويدي.

حفل الزفاف الذي بدأت بوادر احتفالاته منذ مساء اليوم سيستمر الى يوم غد السبت في مهرجان شعبي يتجول فيه العروسان على عربة تجرها الخيول الملكية في شوارع مركز العاصمة السويدية استوكهولم. وستنقل تفاصيل الاحتفالات عبر شاشات التلفزيون الى كافة انحاء العالم. سيتم عقد القران في كاتدرائية الكنيسة العظيمة في الحي القديم وسط العاصمة استوكهولم وقد يتمكن بضع مئات من مشاهدة مراسيم عقد القران من داخل الكاتدرائية من بين اكثر من الف شخصية سيحضرون حفلة الزواج من كافة انحاء العالم من ملوك وامير ورؤساء دول وشخصيات عالمية.

ولية العهد فيكتوريا ذو شعبية كبيرة بين الشعب السويدي ومحبوبة جدا لقربها من الشعب وشهرتها العالمية وتواضعها الكبيرين. وتعتبر فيكتوريا البنت البكر للملك كارل كوستاف والأميرة سيلفيا وهي من مواليد 1977 وهي حسب الأعراف الملكية تتولى العهد لأنها المولودة البكر بالرغم من وجود الأمير فيليب ذو 29 عاما وشقيقتها الأميرة مادلين.

وستتم مراسيم عقد القران والزفاف يوم السبت التاسع عشر من حزيران/يونيو وهو تقليد تاريخي للعائلة فقد تزوج والدها الملك في نفس اليوم والمكان كذلك.

وأثار تمسك ملكة السويد المقبلة بدانيال، رغم معارضة والدها الملك كارل غوستاف، زواجها من عامة الشعب، إعجاب الكثيرين من أبناء الشعب السويدي.

ويتزامن الزواج الملكي مع نشر نتائج استطلاع الجمعة أظهر أن أقل من نصف الشعب السويدي يدعم الملكية فيما يعتقد الربع أن الملكية ليست مجدية للبلاد.

كما تأتي مراسيم الزفاف الملكي المستمرة منذ ثلاثة أيام، وسط ضجة مثارة بتقديم شيكولاتة quot;كلويتاquot; كحلوى رسمية في العرس، وهي حلوي صنعت من كاكاو quot;جرى جمعة بواسطة أطفال غرب أفريقيا في ظروف عمل شاقةquot;، وفق تقارير سويدية.

Swedens Crown Princess Victoria and her ...

A t-shirt commemorating the upcoming marriage ...

Daniel Westling adjusts the dress of Crown Princess ...

A souvenir plate commemorating the upcoming marriage ...

Postcards commemorating the upcoming marriage ...