تعتقل السلطات الإسرائيلية شخصا لا يعرف حتى حراسه هويته الحقيقية ويتم احتجازه في ظروف بالغة السرية.

لندن: تحدثت صحيفة quot;الديلي تلغرافquot; البريطانية عن انشغال الاسرائيليين هذه الايام بتخمين هوية سجين غامض محتجز ضمن ظروف بالغة السرية في سجن اسرائيلي، ولايعرف حتى حراسه اسمه او هويته.

وذكرت الصحيفة فى تقرير لها اليوم ان السجين الغامض ويرمز له ب (اكس) معتقل في ظروف أمنية مشددة في جناح خاص في سجن أيالون الاسرائيلي دون ان تحدد تهمته.
وتضيف الصحيفة انه لا احد كان يعرف عنه شيئا حتى تم خرق هذه السرية في ظهور قصة بموقع الصحيفة الاسرائيلية يديعوت احرنوت.
ونقلت الصحيفة عن مسؤوليين في مصلحة السجون الاسرائيلية لم تكشف اسماءهم، انه تم الكشف عن أن السجين (اكس) كان محتجزا في الوحدة 15 ، في جناح في سجن ايالون الذي يحتوي على زنزانة منفردة.

ولم يسمح له بإستقبال أي زوار، كما عزل جناحه عن بقية السجن بأبواب حديدية مزدوجة.
أي في سرية تامة لايمكن للسجناء الاخرين رؤيته او سماع صوته.

ونقلت عن احد مسؤولي السجن قوله: quot;انه ببساطة شخص بلا اسم وبلا هوية وقد وضع في عزلة تامة محكمة بعيدا عن العالم الخارجيquot;.
وانتشرت قصة السجين خلال ساعات من نشرها فيما ربحت الاستخبارات الاسرائيلية حكما قضائيا بمنع وسائل الاعلام من نشر قصته.
ولم تحقق المحاولات لكشف هويته نجاحا يذكر، الا أن قصته جذبت إهتمام بعض نشطاء حقوق الانسان في إسرائيل الذين قاموا بحملة لإجبار الدولة على الكشف عن هوية السجين اكس وتحديد طبيعة جرائمه.

وقال دان ياكير رئيس المجلس القانوني لرابطة حقوق الانسان في اسرائيل، أقدم جماعات حقوق الانسان في اسرائيل، quot; لا توجد معلومات ان كان هذا الشخص قد اتهم رسميا او قد حوكم او كان قد ادينquot;.

واحتج ياكير على السرية التي تحيط بإعتقال السجين(أكس) في رسالة وجهها الى المدعي العام الاسرائيلي الاسبوع الماضي ومازال في انتظار الاجابة عليها.
وترى الصحيفة انه اذا كان الحديث عن مافعله السجين (أكس) يظل في اطار التخمينات، فأنه ليس ثمة شك في الاهمية التي توليها السلطات له، اذ تحتجزه في زنزانة كانت قد بنيت خصيصا لإيغال عامير المتطرف الذي اغتال رئيس الوزراء الاسرائيلي الأسبق اسحاق رابين عام 1995.

ويقول أحد الخبراء الأمنيين الاسرائيليين ان هذه السرية تشير الى ان قضية تجسس أكثر منها قضية ارهاب قد تكون سبب هذه القضية الغامضة.
وكان ماركوس كلنبيرج العالم الاسرائيلي البارز قد اعتقل عام 1983 وسجن لعشرين عاما لتمريره معلومات سرية عن برنامج الاسلحة البيولوجية الاسرائيلي الى السوفييت، وظل سجينا لعقد كامل قبل ان يسمع الاسرائيليون لاول مرة عن وجوده واعتقاله وادانته.

ويسجن (اكس)في السجن ذاته الذي سبق ان سجن فيه موردخاي فعنونو، والذي اتهم بالكشف عن اسرار نووية اسرائيلية وسجن لمدة 18 عاما، بعد ان تمكن الموساد الاسرائيلي من استدراجه خارج بريطانيا ونقله الى اسرائيل لتتم محاكمته هناك عام 1985.
وقد اعيد فعنونو الى السجن الشهر الماضي بتهمة خرق تعهده بعدم الحديث الى اجانب.