على هامش تجمّع دول العشرين، خلال قمتهم الأخيرة في تورونتو الكندية، عقد لقاء لم يحظ بالتغطية الكاملة من قبل وسائل الإعلام، بين العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز ورئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر. والأسباب ربما لأن فلاشات التصوير إنشغلت بحفلة الزعماء الكبار ولم تعتقد أن قمة ثنائية ستضيف لها جديدًا.

بيد أن ذلك اللقاء الذي لم يستمر أكثر من ساعة، عنى الكثير للسياسيين المجتمعين أنفسهم، وللآلاف من رجال الأعمال في البلدين، خصوصًا أنّه quot;كان لقاء صريحًا ومفتوحًا لكافة الآراء والنصائح المشتركةquot; حسب مصدر مطلع تناهى إلى سمعه ما حدث وحكى لـquot;إيلافquot; تلك القصة الكندية من بلد نجا من الأزمة المالية بأعجوبة.

ومن منظورٍ كندي صرف، فإن لحكومة المملكة العربية السعودية وظيفتين أساسيتين تجعلان للبلاد دورًا قياديًّا في منطقة الشرق الأوسط، إضافة الى دورها الكبير على الخشبة الدولية، إذ هي بحسب حديث لدبلوماسي كندي quot;لا تسعى للسلام في العالم العربي وحسب وإنما في بقية أنجاء العالم،هذا إضافة الى بنيانها الاقتصادي المتينquot;.


الملك عبدالله ورئيس الوزراء الكندي

أما السعوديون، خلال جلسة المباحثات، فقد أسبغوا التهنئة على رئيس الوزراء ستيفن هاربر وذلك بسبب إدارته الممتازة للاقتصاد والوضع المالي الكنديين في وجه الأزمة العالمية الراهنة، خصوصًا أنّ النظام المصرفي الكندي قد أظهر مرونة مدهشة بفضل اللوائح التنظيمية المحافظة بشكل رئيس.
وحسب المعجبين بكندا في صفوف الوفد السعودي خلال قمة العشرين، فإنه يجب أن يُنظر الى كندا باعتبارها نموذجًا لا مثيل له للإدارة المالية واللوائح المصرفية الرشيدة التي أتاحت لها الخروج من الأزمة المالية العالمية من دون أضرار.

وعلى عكس ما حدث في جارتها، الولايات المتحدة، لم تُجبر الحكومة الكندية على مساعدة قطاعها المصرفي، بل ان سوقها العقارية ازدهرت في أعقاب أزمة الرهون في مختلف أرجاء الدنيا.
وأوصى العاهل السعودي بدعم سياسات المستر هاربر المتعلقة بالرعاية الصحية، بما في ذلك التقدم في مجالات معينة مثل خفض معدل وفيات الأطفال.

يذكر أن رئيس الوزراء الكندي قطع وعدا أمام قادة العالم في مؤتمر دافوس، سويسرا، بأن يجعل من الرعاية الصحية للأطفال والآباء في العالم النامي إحدى أولويات قمة الثمانية.
ويقول دبلوماسي كندي رفض الحديث علانية :quot; تتعين تنمية العلاقات بين المملكة العربية السعودية وكندا وتمتين أواصرها. ويمكن للملكة المساهمة في برامج خلق الوظائف وفي مشاريع أخرى تتولاها كبريات الصناعات الكنديةquot;.

ويدرس في كندا أكثر من ستة آلاف طالب سعودي مرشحة أعدادهم للتزايد في إطار برنامج الملك عبد الله للإبتعاث الخارجي الذي أرسل أكثر من مئة ألف طالب إلى جامعات غربية متفرقة.
وحسب مصادر وثيقة الصلة فإن السعودية وكندا اتفقا على أنه يتعيّن على قمة العشرين أن تخصص في المستقبل ميزانية للدراسات المتعلقة بالتنمية ومسائل الهجرة والديموغرافيا. ويجب أن يُنجز هذا الهدف برعاية البنك الدولي وبرنامج التنمية التابع للأمم المتحدة.

ولم ينسَ الكنديون أن يهمسوا في آذان ضيوفهم السعوديين أنه يتعين على القيادة السعودية التأكيد على ثراء الفرص المتاحة في البنية الاقتصادية السعودية لصالح المستثمرين الأجانب. ويتعزز هذا الأمر بالنظر الى حجم الاستثمارات في البنية التحتية البالغ 400 مليار دولار في الفترة 2009 إلى 2014.