الخرطوم: بدأ الزعيم التاريخي لحركة التمرد في دارفور عبد الواحد محمد احمد النور، الذي يقيم في المنفى في باريس، في اظهار بعض الانفتاح على عملية السلام الجارية مع الخرطوم ولكن السؤال يظل: هل سينضم الى مفاوضات الدوحة؟.

وقال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الجمعة ان النور اكد له quot;بشكل شخصي وعبر ممثليه عزمه المساهمة بفاعلية في عملية السلام في دارفورquot;.

ولكن قائد حركة تحرير السودان، احدى حركتي التمرد الرئيسيتين في دارفور، قال لوكالة فرانس برس ان دعمه لعملية السلام لا يعني انه يوافق على المشاركة فيها في الوقت الراهن.

وقال النور quot;في الوقت الراهن ليس صحيحا القول بانني سأنضم الى مفاوضات السلام في الدوحةquot;.

ويطالب النور بعودة الامن في دارفور وبنزع سلاح ميليشيات الجنجويد الموالية للحكومة قبل الانضمام الى محادثات السلام ولكنه يبدو على استعداد للتنازل عن شرط ثالث كان وضعه في وقت سابق وهو عودة النازحين الى قراهم.

وكتب الموفد الاميركي الى السودان سكوت غريشن على موقعه على شبكة الانترنت quot;سأقوم في وقت لاحق هذا الشهر بسادس زيارة لي الى قطر حيث آمل ان التقي ممثلين لحركة تحرير السودان التي يتزعمها عبد الواحد النورquot;.

واضاف الموفد الاميركي quot;رغم ان مفاوضات الدوحة تستهدف التوصل على الامد الطويل الى اتفاق سلام شامل الا اننا نبذل قصارى جهدنا من اجل تحسين الامن وظروف حياة الدافوريينquot;.

وكان عبد الواحد النور وهو زعيم شاب من قبيلة الفور، اكبر قبائل دارفور، يرفض بعناد الانضمام الى مفاوضات الدوحة وهو ما اثار انتقادات ضده من العديد من الديبلوماسيون ومن جزء من اهالي دارفور بل حتى من بعض قياداته العسكرية.

غير انه التقى الاسبوع الماضي في باريس لاول مرة وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية احمد بن عبد الله المحمود واشاد به.

وقال ديبلوماسي طلب عدم ذكر اسمه ان quot;الكلمات الطيبة التي قالها عبد الواحد النور بحق قطر تعد تطورا جديدا يمكن ان يؤدي الى اعطاء عملية السلام الجارية في الدوحة اهمية اكبر من الوساطة التي تقوم بها ليبياquot;.

وكان قائد حركة العدل والمساواة خليل ابراهيم انسحب من مفاوضات الدوحة في ايار/مايو وهو يقيم حاليا في العاصمة الليبية طرابلس ويرفض العودة الى الدوحة.

وتشارك في مفاوضات الدوحة مجموعة تمرد ثالثة اطلقت على نفسها حركة التحرير والعدل ، وهي ائتلاف لعدة فصائل منشقة يقوده احد قادة قبيلة الفور والحاكم السابق لدارفور في نهاية ثمانينات القرن الماضي تيجاني سيسي.

ويعتقد بعض المحللين ان عبد الواحد النور قد يستاء من ابرام اتفاق سلام بين الخرطوم وائتلاف سيسي.

وقال كبير وسطاء الاتحاد الافريقي والامم المتحدة في نزاع دارفور جبريل باسوليه لوكالة فرانس برس انه quot;لو اقدمت الحكومة السودانية على خطوات في اتجاه السلام ولو قدمت تنازلات كبيرة فان الدارفوريين سوف يقبلون ما تأتي به المفاوضات وسواء جاء السلام عبر تيجاني سيسي او غيره واذا تحقق بالفعل الامن فان الدارفوريين سيقبلون بهquot;.