تبادل الجواسيس.. عملية سياسية لتحقيق اغراض استخبارية

واشنطن: ذكرت صحيفة واشنطن بوست ان السلطات الاميركية اتخذت قرار الاسراع في اعتقال الجواسيس الروس العشرة في الولايات المتحدة بعد اتصال هاتفي في اواخر حزيران/يونيو اجرته آنا تشابمان، الشخصية اللغز لهذه القضية، بوالدها في موسكو.

وتقول مصادر في اجهزة الاستخبارات الاميركية فضلت التكتم على هويتها للصحيفة، ان تشابمان اتصلت في 26 حزيران/يونيو بوالدها، العميل السابق في كي.جي.بي. وقد اخضعت السلطات الاميركية الاتصال للتنصت على ما يبدو.

وكانت آنا تشابمان (28 عاما) في عداد الجواسيس الروس العشرة الذين سلمتهم الجمعة الولايات المتحدة الى روسيا في اطار عملية التبادل التاريخية للجواسيس بين البلدين. وتحولت الجاسوسة الشابة الصهباء الشعر والخضراء العينين حديث الناس، فأصبحت الشخصية اللغز في هذه القضية. وقد استقرت في نيويورك منذ شباط/فبراير.

واضافت الصحيفة ان السلطات الاميركية خططت في منتصف حزيران/يونيو لاعتقال اربعة ازواج كانوا يخضعون لرقابة مكتب التحقيقات الفدرالي (اف.بي.آي) منذ بضع سنوات، وكذلك آنا تشابمان والروسي الاخر ميخائيل سيمينوف الموجودين في الولايات المتحدة منذ بضعة اشهر.

وكانت الخطة التي وضعتها اجهزة الاستخبارات الاميركية موضع التطبيق، تقضي بدفع تشابمان وسيمينوف الى القيام بتصرفات تتيح للسلطات الاميركية اتهامهما بأنشطة اخطر من مجرد القيام باتصالات سرية مع مسؤولين روس.

واكدت الصحيفة ان لقاء صاخبا مع عميل سري لمكتب التحقيقات الفدرالي حمل تشابمان على الاتصال بوالدها المسؤول في وزارة الخارجية الروسية. وقد حصل الاتصال ايضا عشية رحلة مقررة الى موسكو لأحد الجواسيس العشرة ريتشارد مورفي الذي كان سيلتقي رؤساءه في جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي.

وذكرت الصحيفة ان مكتب التحقيقات الفدرالي كان يتخوف آنذاك من الا يسمح جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي الذي اتصلت به تشابمان، لريتشارد مورفي بالعودة الى الولايات المتحدة، ومن ان يصدر امرا للاعضاء الاخرين في الشبكة بمغادرة الاراضي الاميركية، وهذا ما دفعه الى تسريع ضربته. واكدت السلطات الاميركية الاحد ان الجواسيس العشرة لم يتمكنوا ابدا من نقل معلومات سرية الى رؤسائهم.