تنشر مؤخرا على صفحات الجرائد في غزة، طلبات يطلبها القاضي من الزوج المجهول الإقامةتنذره لشهر من تاريخه ليعود إلى زوجته أو يبدأ في الإتصال بها، قبل أن يحكم بالطلاق غياباً لصالح الزوجة. لم يعد أمام رائدة، أم لأربعة أطفال، إلا أن تذهب لقاضي المحكمة الشرعية في غزة وتطلب منه الطلاق الغيبي بسبب إهمال زوجها لها ولأطفالها بعد سفره للخارج.

حالة رائدة من بين حالات عدة نشرت على صفحات الجرائد في غزة، يطلب فيها القاضي من الزوج المجهول الإقامة إنذاره لشهر من تاريخه ليعود إلى زوجته أو يبدأ في الإتصال بها والتفاهم معها، قبل أن يحكم بالطلاق غياباً لصالح الزوجة.

وتقول رائدة التي هجرها زوجها منذ ثلاث سنوات دون أن تعرف إقامته أو مكان سكنه quot;لقد تركني أنا وأطفالي الأربعة دون أي مراعاة فلم يتصل بنا مطلقاً ولم يرسل أي مبلغ مالي لنا، ولا نعرف أي أخبار عنهquot;.

وأضافت السيدة وهي تبكي بمرارة quot;لم أسء إليه ولم أكن زوجة سيئة أبداً(..) هو ترك البلد لأن الوضع الأمني والإقتصادي غير مستقر هنا. لقد كان دائماً يشكو من قلة فرص العمل، وعندما سنحت له فرصة الرحيل، هاجر إلى بلد آخر دون معرفة مصيره أو حتى الإطمئنان إليهquot;.

وشكت السيدة التي أصبحت دون معيل من شظف الحياة وقسوتها. وقال لإيلاف quot;أصعب شيء أن تشعر المرأة أنها وحيدة في العالم، فلا معيل حقيقيا لها ولأولادها، في وقت لم تعر الجمعيات والمؤسسات الإنسانية الإهتمام الكامل لأطفالي واحتياجاتهم الخاصة، وتكتفي بتقديم كيس طحين أو حقيبة مدرسية لهمquot;.

وغادر آلاف الشباب الغزي نحو بلدان أخرى، منذ اشتداد الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، وتوقف شريان الحياة تماماً بعد سيطرة حركة حماس على مقاليد الحكم بالكامل على غزة منذ منتصف 2007م بسبب الحصار ذاته.

من جانبه أكد الشيخ إبراهيم الأسطل مفتي جمعية دار الكتاب والسنة، كبرى الجمعيات الدينية العاملة في قطاع غزة، على حديث الرسول صلى الله عليه وسلم quot;المختلعات هن المنافقاتquot;، لكنه أجاز طلب المرأة الطلاق في حالة الضرر. وقال الشيخ الأسطل لإيلاف quot;في حال تبين ضرر بالكامل للزوجة من زوجها الذي هجرها، حينها يمكن لها أن تطلب الطلاق الغيبي إذا ما ترك البلد وهجرهاquot;.

وأضاف مفتي جمعية دار الكتاب والسنة quot;في حال كان الزوج مسافرا، فإن القاضي يمهله شهرا من تاريخه، حتى يكون هناك فرصة كافية لأن يعرف الزوج من أقربائه أو من خلال قراءته للجريدة، وفي حال لم يعر الأمر أي إهتمام، حينها يمكن للقاضي بعد انتهاء الشهر أن يشرع بتطليقها غيابياًquot;.

ولم يختلف رأي الشيخ الأسطل عن رئيس القلم في المحكمة الشرعية في خان يونس ماهر اللحام. وقال لإيلاف quot;تقديم الزوجة بالطلب للمحكمة الشرعية هو تفريغ للضرر من الغياب، كونها تضررت من غياب زوجها عنها هي وأطفالهاquot;.

وأضاف رئيس قلم المحكمة الشرعية في خان يونس جنوب قطاع غزة quot;ترفع الدعوة لدى المحاكم الشرعية في غزة في حال أثبتت أن الزوج تركها بقصد الضرر بها، ويستند القاضي برفع القضية من خلال الإثباتات من وزارة الداخلية في غزة ومن خلال البحث والتحري داخل قطاع غزة عن سلوك الزوج وتعاملهquot;.

ورأى اللحام أن الزوج عادة quot;لا يضمر في نفسه الضرر بالزوجة quot;فغالباً ما يكون سفر الزوج من أجل لقمة العيش. لكن ربما تحصل ظروف مع الزوج خلال غيابه لم يمكنه من الإتصال بزوجته، ولهذا نحن ننتظر الوقت الكافي حول هذا الأمرquot;، منوهاً بأن طلاق القاضي يعتبر طلقة واحدة. وقال quot;يمكن أن يعقد عليها من جديد في حال كانت رمى عليها يمين الطلاق مرتين قبل ذلك، دون أن تتزوج من غيرهquot;.