طائرة رافال الفرنسية

قد تشهد الكويت صفقة لتحديث سلاح الجو بطائرات حربية جديدة أميركية أو أوروبية.

بات في حكم المؤكد أن تشهد سماء الكويت خلال الأشهر المقبلة صفقة مهمة لتحديث سلاح الجو الكويتي بطائرات حربية جديدة، إلا أن البرلمان الكويتي يرى في صفقة طائرات مصنوعة في فرنسا، شبهة للهدر المالي، ومخالفة للدستور، وهو ما دفع الحكومة الكويتية الى إدارة ظهرها للصفقة الفرنسية بشكل موقت والبحث في عرض أميركي وآخر أوروبي، لكن الأكيد أن الكويت ستمضي قدما في فتح أجوائها أمام طائرات جديدة لتجريبها، وتدوين الملاحظات والفروقات، وإصدار القرار النهائي.

حلقت طائرات عسكرية فرنسية طيلة ساعات الظهيرة أمس، وأول من أمس في سماء العاصمة الكويتية، وهو اتفاق مشترك بين وزارتي الدفاع في الكويت وباريس لتجريب طائرة quot;رافالquot; العسكرية، لفحص إمكانية توقيع عقود لتوريد عدد منها الى الجيش الكويتي، إذ لا تزال الملاحظات المرصودة في الطلعات التجريبية لهذه الطائرة مكتومة في تقارير ينتظر أن يكشف النقاب عن مضمونها قريبا.

وقبل الإقدام على أي خطوة حكومية للتعاقد على طائرات عسكرية جديدة، فقد رصدت تهديدات من البرلمان الكويتي للحكومة بالمساءلة السياسية إن أقدمت على توقيع عقد صفقة الطائرات الفرنسية، إلا أن الثابت حتى الآن أن خبراء الجيش الكويتي سيجربون على مدى الأسابيع المقبلة أكثر من طائرة بينها طائرتي quot;سوبرهورنتquot; الأميركية، و quot;يوروفايترquot; الأوروبية، مع ميل وتفضيل للطائرة الأميركية التي ينتظر أن تسدد ضربة قاضية للطائرة الفرنسية.

طائرة يوروفايتر تايفون

وخلال الأشهر الماضية أثارت أنباء مضي الحكومة الكويتية قدما في صفقة تسلح ضخمة لسلاح الجو الكويتي عبر شراء 28 طائرة حربية مقاتلة من طراز (رافال) فرنسية الصنع، غضب مجلس الأمة الكويتي الذي رأت كتل برلمانية فيه الصفقة مخالفة للقانون لعدة عوامل أقواها مخالفة الدستور كون الطائرة هجومية فقط، بينما دسنور الكويت يحرم الحرب الهجومية، وكذلك وجود شبهة الهدر المالي، إضافة الى معلومات تقول أطراف في البرلمان الكويتي بأن الطائرة الفرنسية المشار إليها موضوع الخلاف، لا تلائم الأجواء الكويتية، وأن الطائرة لا تناسب الثقافة والتدريب العسكريين في القوات المسلحة الكويتية.

من جهتها تقول وزارة الدفاع الكويتية إن إيجابيات وميزات مهمة جدا تحملها الطائرة الفرنسية التي ظهرت في سماء الكويت، كبادرة من الشركة المصنعة الفرنسية، لتمكين القادة العسكريين الكويتيين في سلاح الجو الكويتي من معاينة قدرات طائرة الرافال التي خسرت العام الماضي، من أن تدخل الإقليم الخليجي، بعد أن تعثرت صفقة بهذا الخصوص مع دولة الإمارات العربية المتحدة، التي لجأت في نهاية المطاف طائرات (أف-22) الأميركية، وهو ما أبقى آمال شركة دوسا الفرنسية المصنعة ل(رافال) معلقة على الكويت لإتمام الصفقة، إلا أن التعقيدات الفاصلة عن توقيع العقد النهائي لا يزال أمرا بعيد المنال، خصوصا في ظل تأكيد أطراف برلمانية بأن التوقيع النهائي على العقد سيقود الى توقيع صحيفة إستجواب سياسي للحكومة.

وفي خطوة ذكية من جانب الحكومة الكويتية فقد أعلن الشيخ جابر المبارك الصباح النائب الأول لرئيس الحكومة- وزير الدفاع بأن صفقة الطائرات الفرنسية لن تمر بأي حال من الأحوال، دون اللجوء الى مجلس الأمة الكويتي، وديوان المحاسبة لطرد أي شبهات محتملة، وذلك بعد أن تجرب الطائرات في سماء الكويت

وتتحدث المعلومات الآتية من سلاح الجو الكويتي عن مميزات مهمة جدا في الطائرة الفرنسية، يصعب وجودها في أي طائرات أخرى، وهو أمر سيحسب للحكومة الكويتية في إدخال سلالة جديدة من الطائرات العسكرية المقاتلة، في المنظومة الدفاعية الكويتية التي تهيمن عليها الطائرات الأميركية، والتي ألفها سلاح الجو الكويتي خلال العقود الماضية، لكن خصوم الطائرة يتساءلون عن المغزى وراء إحجام دول خليجية وعربية مهمة في الإقليم عن التعاطي مع الرافال الفرنسية، وإقبال الكويت، علما بأن المعلومات تشير بأن عوامل سياسية محضة هي التي تعوق هذا الأمر، خصوصا وأن أغلب دول الإقليم تقيم تحالفات سياسية وثيقة مع الولايات المتحدة الأميركية، إذ أن شراء صفقات تسلح ضخمة من غير الصناعة الأميركية، وهو أمر يمكن أن يخلخل تلك التحالفات التي تحتاجها الدول في الإقليم في الحسابات والتسويات السياسية.

وفي موازاة ذلك لم تتردد باريس برمي ثقلها لإتمام الصفقة، إذ أوفدت الجنرال ادوارد غييو رئيس أركان الجيوش الفرنسية في شهر نيسان|إبريل الماضي لعقد محادثات عسكرية مع القادة الكويتيين، إذ عقد الأخير مؤتمرا صحافيا أكد فيه بأن صفقة طائرة (الرافال) الفرنسية لا تزال قيد الدراسة من قبل الحكومة الكويتية، وهي صفقة بين حكومتين،نافيا وجود وسطاء لابرامها، مؤكدا أن طائرات الرافال من أحدث الطائرات في العالم بشهادة جميع الخبراء، وبشهادة طيارين كويتيين جربوها، مؤكدا بأنه يحمل عرضا من حكومة بلاده بإمكانية استبدال طائرات ميراج f1 فرنسية الصنع والتي تمتلك الكويت عددا منها بطائرات رافال الحديثةquot;، مشيرا وقتذاك إلى ان الحكومة الكويتية لا تزال في مرحلة دراسة العرض.

طائرة سوبرهورنت

وكشف غييو خلال زيارته الأخيرة للكويت أن الحكومة الفرنسية ستكون مراقبا ومنفذا لهذه الاتفاقية وبأسعار معقولة، موضحا أن هناك من يشكك في قدرة طائرات الرافال التي ارسلت الكويت وفدا فنيا للتحقق من امكاناتها وأن قرار ابرام الصفقة والتوقيع عليها يرجع في النهاية إلى الحكومة الكويتية، مشيرا إلى أن وجوده في الكويت quot;ليس لأخذ القرار عن الحكومة الكويتية لانها هي من يملك حق التوقيع على الصفقة املا توقيعها في اسرع وقتquot;، لافتا إلى أن حكومة بلاده ستقوم بنشر هذا النوع من الطائرات الحديثة على الاراضي الاماراتية في نهاية العام.

وفي توجه يرمي الى رغبة القادة العسكريين الكويتيين في ترميم سلاح الجو وتطعيمه بقدرات قتالية جوية حديثة، فإن الحكومة الكويتية قد بدأت بدراسة وفحص عرض أوروبي لتجريب وفحص إمكانية التعاون بشأن طائرات (اليوروفايتر تايفون) التي ستظهر هي الأخرى نهاية الشهر الحالي في سماء الكويت لفحص قدراتها، وإمكانية ملاءمتها للأجواء الكويتية، علما أن دول خليجية قد اتفقت لشراء كمية من الطائرة الأخيرة من بينها المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، وسط حديث متنامي عن صفقات أخرى وشيكة لهذه الطائرة في المنطقة.

مميزات (رافال) الفرنسية:

تعني كلمة رافال بالفرنسية عاصفة الريح لما يتميز به تصميمها من رشاقة وسرعة فائقة، وهي متعددة المهام إذ إنها مقاتلة وقاذفة قنابل ومثلثية الجناحين مما يضمن لها الاستقار في الجو بسرعة عالية وتم تقوية عجلات الهبوط حتى تتحمل صدمة الهبوط العنيف ومزودة بمنظومة رادار متطورة.

- يمكنها أن ترصد الطائرات المعادية من على بعد 80 كم كما يمكنها التعرف على الدفاعات الجوية الأرضية من على ارتفاعات شاهقة وتلك المنظومة تعمل بالاشعة تحت الحمراء بما يمكنها الاشتراك في المعارك الجوية الليلية ويقود هذه الطائرة طيار واحد أو طياران حسب الطراز.

- قادرة على رصد 40 طائرة في مجالها والتعامل مع 8 في وقت واحد وفي عام 2007 نشرت المقاتله رافال ولأول مرة في عمليات قتالية في أفغانستان كجزء من قوات اساف وقد قامت هذه الطائره التابعه للقوات الفرنسيه بعد أيام من نشرها من إسقاط قنابل موجهه بالليزر في عمليات دعم لقوات الناتو في مواجهة طالبان وقامت بعمليات دعم بعيدة المدى كما شاركت في عمليات وتمارين متعددة الجنسيات وأظهرت قدرات ممتازة وخصوصا تمارين tiger meet في إسبانيا سنة 2006.

- مزودة بمحركات وأسلحة وإلكترونيات فرنسية، ويطير الجيل القادم منها في نماذج ما قبل التصنيع وهي أفضل ما في صناعة فرنسا العسكرية.

- ستتولى كل المهمات من التصدي إلى الهجوم الأرضي، لاعتبارها مزدوجة المحركات، و موثوق بها إذ لها سرعات خفيفة جدًّا وسرعات فائقة جدًّا وحتى عام 2005 صنعت للقوات المسلحة الفرنسية 60 طائرة ضمن برنامج شامل من أجل الوصول إلى 290 طائرة.

- لها في الوقت نفسه استعمال سرعة خفيفة تصل تقريبًا إلى مستوى طائرة التدريب، وبإمكانية الطيران بأقصى سرعة على علو منخفض جدًّا، ويحصل الطيار على أدنى مستويات السرعة عن اقتراب الهبوط، وأقصى سرعة في الاختراق وزوايا الهجوم الكبيرة لأجل مناورة المعركة.

- الرافال أول طائرة تم صنعها كليًّا مائة بالمائة بمساعدة الكمبيوتر، ولا تزال الوحيدة في الجيل الجديد.

مميزات (اليوروفايتر) الأوروبية:

-تتميز طائرة (التايفون) بتصميم إيرودينامكي عالي يمنحها قدرة عالية على المناورة حيث تعتمد الطائرة مبدئ الهيكل الغير المستقر (إيروديناميكا)، وتحقيق الاستقرار المطلوب عن طريق أنظمة الطيران السلكي الحاسوبي الرقمي.

-أجنحة المقاتلة من النوع quot;المثلثquot; -دلتا- المصنوع من المواد المركبة في معظمه واستخدم في صناعة الهيكل والجناح مواد الكربون المركب والبلاستيك الزجاجي المقوى والتيتانيوم والالمونيوم. تستخدم جنيحات التقلب الأمامية في المساهمة في تحقيق مستوى المناورة الفائقة.

-رغم أن يوروفايتر تايفون لا تصنف كمقاتلة خفية إلا أن عناصراً في التصميم سمحت بخفض مقطعها الرإداري مقارنة بالجيل السابق من المقاتلات الأوروبية حيث صممت مداخل الهواء بحيث تخفي واجهة المقطع الأمامي لمروحة تربينة المحرك النفاث وهو يعتبر واحدا من أهم العواكس الرإدارية في أي طائرة نفاثة، ومع توفر القدرة على استخدام مواد ماصة للموجات الرإدارية في بعض مناطق الهيكل الخارجي نجح في التخفيض من المقطع الرإداري في الواجهة الأمامية من المقاتلة ولكن ليس لمستوى المقاتلات الخفية.

-تدفع هذه المقاتلة بزوج من المحركات النفاثة التوربينية عالية الادء من طراز EJ200 يولدان معا ما مقدراه 18.020 طنا من الدفع عند استخدام الحارق الخلفي. وبامكانهما دفع المقاتلة التحليق بسرعة تفوق سرعة الصوت دون الحاجة إلى حرق وقود اضافي تطبيقا لمفهوم quot;التطواف الفائقquot; وعلى العكس من المقاتلة الأمريكية F-22 فإنه لا يعرف مدى فعالية تطبيق التطواف الفائق في المقاتلة الاوروبية.

-تساهم في إنتاج التايفون وهي مقاتلة اوروبية مطورة مجموعة من عدة شركات هي laquo;بي ايه آي سيستمزraquo; البريطانية، laquo;الينيا ايرونوتيكاraquo; الايطالية، laquo;ايدس دويتشتلاندraquo; الالمانية، وlaquo;ايدس كاساraquo; الاسبانية.

مميزات (سوبر هورنيت) الأميركية:

-الطائرة القتالية سوبر هورنيت F-18 هي حجر الأساس في الأسطول الجوي الحربي الأمريكي، كما أنها الطائرة القتالية متعددة المهام الأكثر تطوراً في الولايات المتحدة حالياً.

-تم تصميم الطائرة للعمل كطائرة قتالية جوية مناورة أو لشن هجمات جو أرض، وتوفر طائرة سوبر هورنيت مقدرة عالية ومرونة وأداء مميزاً لتحديث القوات الجوية في أي بلد.

-وحتى شهر كانون الثاني| يناير 2008 بلغ عدد طائرات سوبر هورنيت التي تسلمها أسطول القوات الجوية الأميركية من شركة بوينغ أكثر من 380 طائرة.

-تتمتع طائرة سوبر هورنيت بأحدث التقنيات في مجال القدرات متعددة المهام، تطورت على مدى عقود لتعزز من قدرتها على تنفيذ مهامها ودورها وقدراتها التكنولوجية.