تحوّلت مدينة المضيق (شمال المغرب)، في السنوات الأخيرة، إلى جوهرة ثمينة نُحتت بعناية فائقة، حتى أضحت تحمل مجموعة من أركان الجمال المحليّة والدقة الغربيّة. وتجمع المضيق بين السياحة الراقية المتمثلة في المنتجعات السياحيّة الفخمة والفنادق المصنفة والموانئ الترفيهيّة، وبين السياحة الشعبيّة التي تعتبر في متناول جميع الفئات والطبقات الاجتماعيّة.

المضيق: تقع مدينة المضيق على بعد حوالى 15 ميلاً شمالاً شرق مدينة تطوان على ساحل البحر البيض المتوسط في المغرب. ويطلق على المضيق أيضًا اسم رينكون، التي تعني quot;الزاوية أو الركنquot;، ويُسمى سكانها مضيقيين. وتعرف المضيق بجذب سياحية قوية خلال فترة الصيف، حيث تحتضن أكثر من 100.000 سائح في السنة. وتعتبر المدينة جزءًا من بلاد جبالة.

وأضحت هذه المدينة، أخيرًا، وجهة مفضلة بالنسبة إلى السياح المحليين والأجانب، الذين باتوا يعتبرونها إحدى النسخ المحسنة لبعض المدن الإسبانية، إذ إنها تتوفر على شواطئ جميلة، طقس رائع وسكان طيبين. يعيش العديد من سكان المضيق من صيد السمك أما السياح، فهم يقومون بالصيد كهواية للارتياح والاستمتاع بالشمس ومنظر البحر.

وينقسم ميناء المدينة إلى قسمين، واحد خاص للسياحة والآخر خاص بالصيادين. وقد جرى توسيع ميناء مارينا (شمال المدينة) بقصد تحسين الخدمات المقدمة للقوارب السياحية والرعايا الأجانب، في حين جرى تعديل الميناء الثاني (جنوب المدينة) ببعض مصايد الأسماك وزيادة حجمه بهدف حماية السفن من تيارات المحيطات وزيادة الطاقة الاستيعابية للميناء.

ويعد شاطئ المدينة الوجهة المفضلة لهواة الرياضات البحرية، بينما زرقة المياه تضطر كل من يمر من المدينة إلى التوقف للحظات من أجل السباحة، حتى لو لم يكن يتوفر على المايوه.

سحر خاص لا يجعلك، رغم صغر المدينة، تمر بها مرور الكرام، دون أن تستكشف أسرار الجمال الطبيعي في هذه البقعة ذات المؤهلات السياحية العالية. ولا تتوفر مدينة المضيق على العديد من المواقع التاريخية، لكنها تحوي كنيسة جميلة وسط المدينة.

وقال سعدي رشيد، أحد سكان المدينة، quot;تختنق المدينة بفعل عدد الزوار الكثر الذين يقبلون عليها في الصيف، إذ بعد أن كانت في السابق محطة توقف مؤقتة، تحولت إلى إحدى المدن المفضلة لعدد من السياح المحليين والأجانب، الذين يبحثون عن لذة الاسترخاء، والتمتع بالرمال الذهبية، والمياه الجمليةquot;.
وأوضح رشيد، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، أن quot;المضيق لا تفصلها سوى بعضة كيلومترات عن مدينة الفنيدق، التي تعد مقصد العديد من المغاربة، لكونها تحتضن سوقا كبيرا خاصا بكل المنتوجات غير المحلية، التي تكون أثمانها مناسبة جدا، وهو ما يغر هواة الشراءquot;.

يشار إلى أن مدة إنشاء ميناء المضيق يرجع إلى بداية السبعينات، وهي المنشئة الوحيدة التي كانت تتوفر عليها المنطقة، إضافة إلى عدد قليل من السكان، أغلبهم كانوا يتعاطون الصيد البحري، قبل أن تتحول المدينة في السنوات الأخيرة، نهاية التسعينات، إلى قبلة سياحية وطنية ودولية بامتياز، من خلال المنشآت السياحية المهمة المقامة لما تتوفر عليه من مؤهلاتها طبيعية وبحرية، تضاهي من خلالها أعتا المواقع السياحية الشاطئية في البحر الأبيض المتوسط.