أجرى نتانياهو زيارة مفاجئة للأردن لاطلاق عملية السلام رغم بلوغ العلاقات أدنى مستوى لها من الفتور.

عمان: أجرى رئيس الوزراء الاسرائيلي أمس الثلاثاء زيارة مفاجئة للاردن في اطار المحاولات الرامية الى اطلاق عملية السلام وفي الوقت الذي بلغت فيه العلاقات بين المملكة الهاشمية واسرائيل ادنى مستوى لها من الفتور.

وتأتي الزيارة التي لم يعلنها الديوان الملكي الا بعد مغادرة نتانياهو في الوقت الذي تصف فيه الاوساط السياسية الاردنية العلاقات بين البلدين، الموقعين على معاهدة سلام عام 1994، بquot;المتوترةquot;. فقد دان الاردن بقوة الهجوم الاسرائيلي على اسطول المساعدات الدولي الذي كان يريد كسر حصار غزة والذي اسفر عن مقتل تسعة ناشطين اتراك في ايار/مايو الماضي.

وقال مسؤول أردني كبير ان quot;اجتماع الملك عبد الله ونتانياهو الذي دام أكثر من ساعتين كان جديا وبحث بشكل أساسي الخطوات الهادفة لتحريك عملية السلام، وقد تمت مناقشة كافة المواضيع بوضوح وصراحةquot;. واعتبر محلل سياسي ان quot;ذلك يعني بالمفهوم الدبلوماسي ان اللقاء ساده التوتر لانه عندما يتحدث الجانبان بصراحة فان مواقفهما تكون متباينة كلياquot;.

واضاف هذا الوزير السابق الذي طلب عدم كشف هويته ان quot;الزيارة تبعث مع ذلك على الاهتمام لانها تعني انه رغم التوتر الذي تتسم به العلاقات بين البلدين الا انهما على استعداد للقيام بخطوة الى الامام على طريق السلامquot;.

من جانبه قال المسؤول الاردني ان لقاء العاهل الاردني ورئيس الوزراء الاسرائيلي شانه شان لقائه امس مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس quot;ياتي ضمن الجهد الأردني مع جميع الاطراف المعنية من أجل الوصول الى آلية تضمن التقدم في عملية السلام للوصول الى حل على أساس حل الدولتينquot;.

وراى محمد المصري الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية ان quot;كل الامور تدعو الى الاعتقاد ان الاردن يستعد للقيام بدور اكبر في مفاوضات السلام المقبلة، وهو دور تسهيل الامور مثل الدور المصريquot;.

واضاف في تصريح لفرانس برس quot;بالنسبة لاسرائيل فان الاردن يشكل ضمانات لا يستطيع الفلسطينيون توفيرها لها وخصوصا في المجال الامنيquot;. ويدرب الاردن منذ 2008 مئات من عناصر اجهزة الامن الفلسطينية في اطار برنامج تموله الولايات المتحدة.

وقال المصري ان اسرائيل ترغب في quot;مشاركة اكبر للاردن في مفاوضات السلام لاعطاء مصداقية لهذا الملف لدى الراي العام الاسرائيلي الذي يثق بالاردن اكثر مما يثق بالسلطة الفلسطينيةquot;. الا ان هذه الجهود لاحياء مفاوضات السلام تصطدم احيانا براي عام اردني يعارض في غالبيته اي تطبيع مع اسرائيل. واستنادا الى استطلاع راي لمراكز الدراسات الاستراتيجية فان 85% من الاردنيين يرون ان اسرائيل quot;تشكل اكبر خطر على امن الاردنquot; وان هذا البلد quot;ليس جادا في السعي الى تحقيق السلامquot;.

وقال المسؤول الاردني ان الملك عبد الله الثاني التقى نتانياهو لبحث quot;التحركات المستهدفة دفع الجهود السلمية الى الامام وايجاد بيئة كفيلة باطلاق مفاوضات فلسطينية اسرائيلية مباشرة وجادة وفاعلة تعالج جميع قضايا الوضع النهائي وفق قرارات الشرعية الدولية والمرجعيات التي تضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة على التراب الوطني الفلسطيني تعيش بأمن وسلام الى جانب اسرائيلquot;.

وفي القدس اوضح بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي أن quot;الزعيمين ناقشا ضرورة ضمان مفاوضات مباشرة وجادة وفاعلة بين اسرائيل والفلسطينيين تعالج جميع قضايا الوضع النهائي وتفضي الى حل دولتين لشعبين يعيش فيهما الفلسطينيون والاسرائيليون في سلام دائم وآمنquot;.

وكان العاهل الاردني التقى الأثنين الرئيس الفلسطيني محمود عباس واكد الجانبان quot;ضرورة التحرك بشكل فاعل لإيجاد ظروف تسمح بالانتقال لمفاوضات مباشرة وفق مرجعيات تضمن انتهاء تلك المفاوضات بقيام دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقيةquot;.

وتجتمع لجنة المتابعة العربية الخميس المقبل في القاهرة بحضور عباس الذي سيطلع اعضاء اللجنة على ما وصلت اليه المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل والتي بدأت في ايار/مايو برعاية اميركية. وتطالب السلطة الفلسطينية بضمانات لوقف الاستيطان في القدس الشرقية المحتلة وفي مسالتي الحدود والامن قبل ان تباشر مفاوضات مباشرة.

واعلن الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى تأييده لموقف السلطة الفلسطينية بعد اجتماعه في القاهرة في 18 تموز/يوليو مع الموفد الاميركي جورج ميتشل مشترطا الحصول على ضمانات مكتوبة قبل هذه المفاوضات. وتوقفت المفاوضات المباشرة بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية منذ الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة في نهاية 2008.