تقول طهران إن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بخصوص حق بلاده في الدفاع عن نفسها لا قيمة لها.

طهران:اعلنت ايران الخميس ان تحذير رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بان بلاده لها الحق في الدفاع عن النفس quot;لا قيمة لهquot;. ونقلت وكالة الانباء الطلابية ايسنا عن المتحدث باسم وزارة الخارجية رامين مهمنبراست قوله ان تصريحات نتانياهو quot;تنبع من افكار شيطانية ولا قيمة لهاquot;.

واضاف ان التصريحات التي اطلقها نتانياهو خلال زيارته الاخيرة الى واشنطن هي quot;افكار وضيعةquot;. ويشتبه الغرب واسرائيل بان ايران تحاول امتلاك اسلحة نووية تحت غطاء برنامجها للطاقة النووية، وهو ما تنفيه طهران.

وقال نتانياهو الثلاثاء ان اسرائيل تتوقع من المجتمع الدولي quot;التحرك بسرعة للقضاء على هذا الخطر بشكل قاطع، ولكننا سنحتفط دائما بحقنا في الدفاع عن النفسquot;. ورفضت اسرائيل، التي يعتقد انها الدولة الوحيدة في الشرق الاوسط التي تمتلك اسلحة نووية، استبعاد اللجوء الى الخيار العسكري ضد برنامج ايران النووي.

في هذه الاثناء، اتهم الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الخميس الدول الغربية باثارة quot;المشاكلquot; بشأن برنامج بلاده النووي المثير للجدل، مؤكدا انها تريد عرقلة تقدم الجمهورية الاسلامية. وقال احمدي نجاد مباشرة على التلفزيون الايراني لدى تدشينه سدا في جنوب غرب البلاد ان الدول الكبرى quot;تقول انها قلقة من ان تكون ايران تنتج قنبلةquot; ذرية.

واضاف quot;لكننا نرد بالقول quot;لقد صنعتم هذه القنبلة وسبق ان استخدمتوها. اذا من عليه القلق؟ انتم ام نحن؟quot;، مؤكدا quot;انهم بكل بساطة يثيرون مشاكل ويقومون باذلال انفسهمquot;.

وكان الرئيس الايراني يتحدث غداة اجتماع عبر الهاتف بين الدول الست الكبرى المكلفة ملف ايران النووي (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والمانيا) حول فرض عقوبات جديدة على ايران. واتفقت هذه الدول على اعادة بحث هذا الموضوع الاسبوع المقبل بحسب السفير البريطاني في الامم المتحدة.

واتهم احمدي نجاد الدول الكبرى بانها تسعى الى وضع عقبات امام تقدم ايران. وقال احمدي نجاد quot;اسمحوا لي ان اقول لكم بان الزمن الذي كان بامكانهم فيه ايذاء الامة الايرانية قد ولى. لقد وصلت الامة الايرانية الى قمة لم تعد ايديهم الشريرة تستطيع ان تطالهاquot;.

واضاف quot;يريدون ان يوقفوا ولو لساعة قطار التقدم الايراني السريع، لكنهم عاجزون عن ذلكquot;. واوضح ان quot;الصهاينة اذلواquot; ايضا الدول الغربية والاوروبية، quot;فكفوا عن دعمهم (اسرائيل)quot;. ولم تستبعد اسرائيل، التي دعا الرئيس الايراني مرارا الى شطبها عن الخريطة، توجيه ضربات عسكرية الى منشآت نووية في ايران.

الصين تدعو الى مواصلة الحوار بشان الملف النووي الايراني

دعت الصين مجددا الخميس الى مواصلة الحوار والتفاوض لحل قضية الملف النووي الايراني غداة مكالمة هاتفية للدول الست المكلفة هذا الملف تم خلالها بحث احتمال فرض عقوبات جديدة. وقال الناطق باسم الخارجية الصينية كين غانغ للصحافيين ان quot;الصين تدعو كل الاطراف الى اعتماد السبيل الدبلوماسي لحل المسالة النووية الايرانية سلميا عبر الحوار والمفاوضاتquot;. واضاف quot;هذا افضل خيار ويتناسب مع مصالح كافة الاطراف ويخدم السلام والاستقرار في المنطقةquot;. واكد ان بكين quot;تجري مشاورات وثيقةquot; مع كل الاطراف.

وبعد اسابيع من المماطلة شاركت الصين الاربعاء في محادثات هاتفية مع ممثلي الدول الست المكلفة الملف النووي الايراني (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والمانيا) بحثوا خلالها احتمال فرض عقوبات جديدة ضد ايران واتفقوا على اعادة بحث المسالة الاسبوع المقبل كما اعلن سفير بريطانيا لدى الامم المتحدة.

ورغم الضغوطات المتزايدة لا سيما من الولايات المتحدة لا تزال بكين، الحليف المقرب من طهران واكبر شركائها التجاريين، ترفض منذ اشهر الموافقة على فرض عقوبات جديدة على حليفتها ايران. وصرح السفير البريطاني في الامم المتحدة مارك ليال غرانت للصحافيين في نيويورك ان ممثلي الدول الست quot;اتفقوا على ان يجروا مطلع الاسبوع المقبل مزيدا من المناقشات حول امكان اتخاذ اجراءات (عقوبات)quot;.

وردا على سؤال حول ما اذا كان ذلك يشير الى استعداد بكين للمشاركة بشكل كبير في المفاوضات لفرض مجموعة رابعة من العقوبات على الجمهورية الاسلامية، قال السفير البريطاني quot;بحسب فهمي فان الصينيين وافقوا على المشاركة في شكل كبيرquot;. وسبق ان اصدر مجلس الامن الدولي خمسة قرارات ارفقت ثلاثة منها بعقوبات في محاولة لدفع ايران الى وقف انشطتها النووية الحساسة، وفي مقدمها تخصيب اليورانيوم.

موسكو وبكين تضغطان على طهران في الخفاء

إلى ذلك، أقدمت روسيا والصين على خطوة مشتركة خفية سعيا إلى إقناع جمهورية إيران الإسلامية بالتعاون مع الأسرة الدولية من أجل طي ملفها النووي كما يقول دبلوماسيون غربيون. وحسب المصادر الغربية فإن موسكو وبكين أفهمتا طهران في بداية شهر مارس الجاري أنهما قد تكفان عن معارضة فرض عقوبات شديدة على إيران إذا لم تدخل طهران في تعاون مع الأسرة الدولية ولم تقبل باقتراح الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمبادلة اليورانيوم المنخفض التخصيب بوقود نووي لمفاعلها للأبحاث.

وكما هو معلوم فإن الولايات المتحدة وحلفائها يشتبهون في قيام إيران بصنع السلاح النووي سراً، ويدعون إلى فرض عقوبات شديدة على إيران كحظر تعامل البنوك الأجنبية مع إيران وحظر تصدير الأسلحة إلى إيران. وكانت مبادرات الدول الغربية من هذا النوع حتى الآن تلقى مقاومة روسيا والصين.

ولاحظت الأوساط المراقبة أن رفض إيران لـquot;صفقة اليورانيومquot; أثار حفيظة روسيا حيث قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في الأسبوع الماضي إن إيران تضيع فرصة التعاون، بينما قال رئيس الحكومة الروسية فلاديمير بوتين لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إنه من الممكن أن تؤيد موسكو عقوبات جديدة ضد طهران.

ويشهد موقف الصين أيضا تطورا. وحسب المصدر الدبلوماسي الغربي فإن بكين وافقت بعدما حاولت عبثا أن تؤثر على طهران، على أن تشارك الصين الدول الرئيسية الأخرى مناقشة عقوبات جديدة. ولا يمكن في أية حال أن يتلقى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مشروع قرار بشأن فرض عقوبات جديدة على إيران قبل شهر يونيو.