كشفت مصادر صحفية النقاب عن تقديم مدير الأمن العام لقوى الأمن الداخلي اللبناني اشرف ريفي أدلة إلى حزب الله تؤكد وجود إثنين من قادة الحزب الجديرين بالثقة وذوي الرتب الوظيفية المتوسطة، يعملان عملاء لصالح إسرائيل.

أشرف أبو جلالة: قالت مصادر صحافية إن المدير العام لقوى الأمن اللبناني الداخلي اللواء، أشرف ريفي، عقداجتماعًا في نيسان / أبريل الماضي مع مسؤول لجنة الارتباط والتنسيق المركزية في حزب الله، وفيق صفا، حذره خلاله من أن الحزب يتعرض للاختراق من جانب إسرائيل.

وقالت صحيفة لوس أنجيليس تايمز الأميركيـة في عددها الصادر اليوم نقلاً عن مسؤول أمني لبناني رفيع المستوى، لم يتم الكشف عن هويته، وكان على دراية بهذا الاجتماع، قوله: quot;في ما يخص هذا الأمر، قام أشرف ريفي بتقديم أدلة تُبيِّن أن اثنين من قادة حزب الله الجديرين بالثقة وذوي الرتب الوظيفية المتوسطة، كانوا يعملون كمخبرين لصالح الاستخبارات العسكرية الإسرائيليةquot;.

ثم يلفت هذا المسؤول إلى أن الأمور تطوّرت بسرعة بعد ذلك. حيث اتصل صفا بريفي في اليوم التالي ليتعهد له بأن الجماعة المسلحة ستأخذ على عاتقها التعامل مع المتسللين المزعومين.

وأوضح أن حالة من الصمت قد هيمنت حينها على صفا، وأن مسؤولي الحزب قد شعروا بالصدمة. ثم تنقل الصحيفة عن مسؤولين وخبراء أمنيين تأكيدهم على أن حربًا استخباراتية سرية مازالت دائرة بلا هوادة بين الدولة اليهودية وحزب الله، منذ انتهاء الحرب التي استمرت لمدة شهر بين الطرفين قبل أربعة أعوام.

وتواصل الصحيفة الأميركية حديثها لتؤكد على أن الحكومة اللبنانية القوية تساعد الآن حزب الله على الكشف عن خلايا التجسس المزعومة، وفي بعض الأحيان باستخدام أدوات وأجهزة من دول غربية حريصة على بناء القوات الأمنية اللبنانية كثقل موازن للجماعة الشيعية، المشاركة في الائتلاف الحاكم منذ اتفاقية تقاسم السلطة العام 2008.

وقد أعرب مراقبون غربيون في هذا السياق عن قلقهم، حيث قالوا إنه وعلى الرغم من تأكيد المسؤولين الأمنيين في لبنان على أنهم يستخدمون أدوات مكتشفة حديثًا للكشف عن الجواسيس الذين يراقبون حزب الله، فإنهم يقوموا بالأمر نفسه ضد أي فرد يحاول التسلل إلى البلاد.

وهنا، تقول مارا كارلين، المتخصصة اللبنانية السابقة في وزارة الدفاع الأميركية والتي تعمل حاليًا كباحثة في كلية جون هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة :quot;هناك مخاوف إسرائيلية عميقة من أن أي شيء يمنحه الغرب إلى القوات المسلحة اللبنانية وقوى الأمن الداخلي، من الممكن أن يُستَخدم ضدهمquot;.

ثم تشير لوس أنجيليس تايمز إلى ذلك اللقاء الذي سبق وأن جمع يوم الاثنين الماضي بين مساعد وزير الدفاع الأميركي، ألكسندر فيرشبو، وعدد من المسؤولين في لبنان، حيث أكد لهم على أن تواصل التدريبات والمساعدات الأميركية سيسمح للجيش quot;بمنع الميليشيات وباقي المنظمات غير الحكوميةquot; من تقويض الحكومة. وبحسب ما نقلته الصحيفة عن مسؤولين لبنانيين في هذا الإطار من معلومات، فإن لبنان قد أعيد توجيهها لكي تستخدم معدات تعني بالكشف عن الإشارة ضد إسرائيل، وهي المعدات التي تبرعت بها فرنسا وتهدف إلى محاربة المتشددين الإسلاميين.

إلى هنا، تنقل الصحيفة عن العقيد المتقاعد كمال العور، العضو السابق بالقوى اللبنانية الخاصة، قوله: quot;إن التكنولوجيا التي استخدمت مع جماعة فتح الإسلام، سبق وأن تم الاستعانة بها في الكشف عن الجواسيس والمتعاونين الإسرائيليين في لبنان. حيث تم الكشف عن أنهم كانوا يتحدثون مع الإسرائيليين على الجانب الآخر من الحدودquot;.

وأفادت الصحيفة بأن الجيش الأميركي سبق له أن قام أيضًا بالمساهمة في تعزيز قدرات الاتصال الخاصة بقوى الأمن اللبنانية. وقال المحلل الإسرائيلي، روبين بيرغمان، إن الولايات المتحدة زودت الجيش اللبناني بمعدات إلكترونية متطورة تسمح له بتحديد وتقفي أثر الاتصالات المشفرة. ورغم ذلك، تلفت الصحيفة إلى عدم وجود أدلة تبين أن التدريبات والمعدات قد تم استخدامها في إحباط العمليات الاستخباراتية الخاصة بإسرائيل، التي تعد واحدة من أبرز حلفاء الولايات المتحدة.

ثم تلفت الصحيفة في ختام تقريرها لبعض الحالات التي أدين فيها لبنانيون بالتجسس لصالح إسرائيل، والتي كان آخرها تلك العملية التي قامت من خلالها قوى الأمن اللبنانية بإلقاء القبض على شخصين يعملان لصالح شركة ألفا للاتصالات الخلوية المملوكة للحكومة، حيث سمحا، كما قيل، لإسرائيل بأن تخترق شبكة الاتصالات، ذلك الأمر الذي تسبب في إغضاب الحكومة اللبنانية، ودَفَعها لإعلان أنها ستسعى للحصول على تعويض من إسرائيل في مجلس الأمن. وقال المسؤولون الأمنيون إن دوافع تجسس بعض اللبنانيين لصالح إسرائيل تختلف من حالة لأخرى.

وعاود هنا المسؤول الأمني رفيع المستوى ليقول: quot;هناك بعض الأسباب السياسية، وهناك بعض الأسباب النفسية. لكنها تتمحور في الغالب حول المال والجنسquot;. ويميط مسؤولون أمنيون لبنانيون وخبراء استخباراتيون النقاب عن أن الجواسيس المزعومين يستعينون بأجهزة إلكترونية متطورة للتواصل مع الأشخاص المسؤولين عنهم عن طريق رسائل مشفرة.

وعلى مدار السنوات القليلة الماضية، قامت لبنان بمضاعفة عدد الضباط العاملين في مكافحة التجسس. ويعتقد المسؤولون الأمنيون أن جهودهم بدأت تؤتي بثمارها، من خلال تفكيك البنية التحتية الجاسوسية الإسرائيلية القوية، التي يشيرون إلى تواجدها في البلاد منذ عقود متعدّدة.