أثارت عودة المعارض المصري المثير للجدل سعد الدين إبراهيم 71 عامًا إلى مصر بعد فترة غياب امتدت لأكثر من 3 سنوات قضاها خارج البلاد تكهنات كثيرة،خصوصًا أن هناك الكثير من القضايا والشكاوى ما زالت معلقة ضده في المحاكم .

عادالمعارض المصري سعد الدين ابراهيم، الذي يعتبر من اشد المنتقدين لنظام الرئس مبارك إلى مصر مساء أمس الأربعاء على كرسى متحرك قادما من الولايات المتحدة الأميركية عبر لندن دون مضايقات أمنية، حتى ان إجراءات وصوله تم إنجازها بسرعة،بحسب تعليق زوجته بارابار إبراهيم التي وصلت بصحبته .

قال سعد في تصريحات صحافية إن هذه الزيارة quot;عائلية quot;وقد تستمر لثلاثة أسابيع , معربًا عن تطلعه الى لقاء أصدقائه وعائلته وطلابه .

وتأتي زيارة رئيس مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية فى فترة حساسة أصبحت فيها أصوات المعارضة أكثر صخبًا من أي وقت مضى، وفي وقت تزايدت فيه التكهنات بكثرة حول صحة الرئيس مبارك 82 عامًا، والحديث عن توريث نجله الأصغر جمال مبارك أمين لجنة السياسات بالحزب الوطنى الحاكم خلفا له.

ودعت زيارة سعد الدين إبراهيم البعض الى التساؤل حول سبب عودته خصوصًا انه توجد أحكام بالسجن ضده , حسبما قال الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى فى برنامجه التليفزيوني quot; مصر بلدنا quot; , وتساءل عيسى الذي حكم عليه بالسجن بتهمة نشر أخبار كاذبة عن صحة الرئيس مبارك قبل ان يتم العفو عنه : ما سبب عودته فى هذا التوقيت ؟ ,, هل توجد صفقة مع النظام ؟ .. هل حصل سعد الدين إبراهيم على ضمانات بعدم حبسه او القبض عليه ؟.

و يوجد ضد سعد الدين إبراهيم 9 دعاوى قضائية حاليًا , حسبما أشار مصدر قضائي , الا ان المعلومات التى وصلت الى quot;إيلاف quot; , تشير الى ان إبراهيم حصل على تطمينات من قبل النائب العام بانه ليس على قائمة المطلوبين .

وكان احدث شكوى ضد المعارض المصري , الذى كان سببًا في التوترات المصرية ndash; الأميركية فى عهد الرئيس الأميركى السابق جورج بوش , من محامى اتهمه بتسهيل اتصال المدير العام السابق لوكالة الطاقة الذرية المرشح المحتمل للرئاسة الدكتور محمد البر ادعى و الإدارة الأميركية .

يقول شادي طلعت محامى ابراهيم ان هناك الكثير من القضايا المرفوعة ضد موكله لم يبت فيها حتى الآن و لا يعرف اذا كانت قد حفظت ام لا , بيد انه أعرب عن تخوفه من تحريك هذه القضايا فى وقت ما .

لكن لا يتوقع مراقبون ان تتحرش السلطات الأمنية بالمعارض المصري خلال هذه الزيارة ما لم تخرج عن الإطار العائلي و الأسرى . quot;اعتقد انه لو حاول إبراهيم لقاء أي من القوى الوطنية المعارضة مثل الإخوان او البرادعى او الأحزاب , فانه من غير المرجح ان تنتهي زيارته على خير quot; , وفقا لقول احد المقربين منه لإيلاف .

ويعرف إبراهيم دوليًّا كداعية لحقوق الإنسان والديمقراطية في الشرق الاوسط. قام بتأليف و تحرير أكثر من 30 كتابًا وتأسيس عدد من مراكز الفكر والمعاهد السياسية والمنظمات الحقوقية في جميع أنحاء الشرق الأوسط ، بما فيها المنظمة العربية لحقوق الإنسان و المؤسسة العربية للديمقراطية وأصوات مصر الديمقراطية.
وقد بدأ اسمه يلمع دوليا بعد تصاعد نشاطاته المزعجة ونقده الصريح ضد النظام فى وقت مبكر من هذا القرن وحكم عليه بالسجن 7 سنوات عام 2000 بتهمة تلقي أموال من الخارج وتشويه صورة مصر من قبل محكمة امن الدولة طوارئ وأمضى منها حوالى ثلاثة أعوام قبل ان تقضى محكمة النقض ببراءته مما هو منسوب إليه.

وواصل ابراهيم كتاباته بالصحف الاجنبية التى تدعو الى توسيع نطاق الحريات و الديمقراطبة في مصر , حتى قام عدد من المواطنين برفع شكاوى ضده بتشويه سمعه البلاد وصدر ضده حكم بالسجن لمدة سنتين غيابيا فى 2008 , ليجبر على مغادرة البلاد .

وقد اثار سجنه انتقادات الإدارة الأميركية وأصبحت قضيته مثار خلاف بين البلدين , حتى ان القضايا المرفوعة ضده دفعت الكونغرس الاميريكى الى تخفيض المعونة الأميركية المقدمة الى مصر .