أعلنت السلطات الروسية أنّ عدد الحرائق في منطقة مركز ساروف النووي (500 كلم شرق موسكو) تراجع بينما انتشر الدخان الذي حملته الرياح ليغطي العاصمة الروسيّة من جديد. وكان المسؤولون الروس الذين يحاولون احتواء مئات الحرائق التي سبّبتها موجة حرّ غير مسبوقة في روسيا، أكّدوا أنّ الوضع قرب ساروف quot;لم يعد خطرًاquot; ولا يطرح أي تهديد من وقوع كارثة نووية.

موسكو: قالت وزارة الاوضاع الطارئة ان عدد الحرائق في منطقتي نيجني نوفغولاود وموردوفيا المتاخمتين لمركز الابحاث النووية في ساروف، تراجع. واضافت مكاتب الوزارة في منطقة الفولغا في بيان: quot;على الرغم من درجات الحرارة المرتفعة بدأنا ننتصر على حرائق الغابات ونشهد توجّهًا فعليًّا الى انخفاضها للمرّة الأولى في الأيّام الأخيرةquot;.

وقال ميخائيل توركوف المتحدّث باسم الوزارة لوكالة الأنباء الفرنسيّة إنّ الحرائق في منطقة نيجني نوفغولاود تراجعت الى حد كبير في الايام الماضية الأمر الّذيسمح لأجهزة الطوارئ بالتركيز على الحرائق في المحمية الطبيعية في جمهورية موردوفيا القريبة من ساروف.

وفي بلدتي بوبوفكا وبوشتا الواقعتين في المحمية، يقوم اكثر من 1200 شخص ونحو 150 آلية بمكافحة حريقين كبيرين. وفي بوبوفكا أتى حريق على ألف هكتار لكنّ رقعته لم تتسع وكان محصورًا بـ30 هكتارًا. وكان الحريق قرب بلدة بوتشكا لا يزال يغطّي 200 هكتار وتمّ احتواؤه بحسب الوزارة.

وأعلن رئيس الوكالة الذرية الروسية quot;روساتومquot; سيرغي كيريينكو السبت انه تفحّص المنطقة المحيطة بساروف. وقال: quot;لا يوجد اي خطر نووي ولا خطر اشعاعي ولا حتى بيئي على اراضي ساروفquot;. واضاف: quot;نجحنا في احتواء الحرائق من الجانب الغربي قبل اسبوعين والآن تأتي من الشرق (...) ما زال الحريق مشتعلاً الاً أنّ الوضع من الجهة الغربية لم يعد يشكل خطرًاquot;.

وشدد على ان المركز لن يكون في امان الا بعد هطول quot;امطار لفترة طويلةquot; كما اقرّ بأنّ المواد المشعة والمتفجرات نقلت مرتين من المركز. وفي روسيا يلتهم 498 حريقًا مساحة 53500 هكتار في مقابل 56 ألفًا بالأمس.

وفي ضواحي موسكو تراجعت الحرائق في الايام الاخيرة لكن سبعة حرائق كانت لا تزال مشتعلة على مساحة ثمانية هكتارات حسب ما قالت الينا شيرنوفا المتحدثة باسم وزارة الاوضاع الطارئة في موسكو.

لكن الدخان عاد ليغطي العاصمة الروسية بعد ان حملته الرياح من منطقتي ريازان وفلاديمير المجاورتين في وسط روسيا. وصرّح ألكسي بوبيكوف المتحدّث باسم مرصد نوعية الهواء في موسكو ان معدل احادي اكسيد الكربون في الهواء كان أعلى بـ1.3 مرة من المستويات المقبولة للصحة العامة.

وقال ان رياحًا معاكسة ستدفع بالدخان خارج موسكو في وقت لاحق اليوم. والاسبوع الماضي اختنق سكان موسكو لعدة ايام بسبب الدخان الكثيف الناجم عن الحرائق الذي لف المباني والمكاتب والمحال التجارية والمترو.

من جهة اخرى لم يعد من الممكن الوصول منذ الجمعة الى موقع الوكالة الروسية لحماية الغابات، الهيئة التي كشفت ان الحرائق في روسيا بلغت مناطق التلوث الاشعاعي، حسب ما اعلن مسؤول فيه الاحد لفرانس برس.

وكانت الهيئة اعلنت الاربعاء ان حوالى الأربعة آلاف هكتار من الاراضي التي غطتها الاشعاعات احرقت في تموز - يوليو خصوصًا منطقة بريانسك التي تأثرت من انفجار مفاعل تشرنوبيل النووي في أوكرانيا في 1986الأمر الّذيأثار مخاوف من انتشار التلوث. وصرح معاون مدير الوكالة ألكسي بوبرينسكي لفرانس برس الاحد ان الموقع لم يعد يعمل.