كشف كريس مولين الوزير العمّالي السابق في مذكراته التي تناقلتها الصحف البريطانية اليوم أن السبب الأقوى الذي أفقد توني بلير رئيس الوزراء السابق منصبه، لصالح خصمه اللدود غوردون براون، كان بذخ زوجته شيري.
تناقلت صحافة التابلويد الشعبية البريطانيةأنباء تقول إن بذخ شيري، عقيلة رئيس الوزراء السابق توني بلير، كان أحد أقوى الأسباب - وربما الأقوى الذي أفقده الكرسي الأعلى في البلاد.
وألقت الصحف بضوء خاص على ما قيل عن أن quot;البراونيينquot; (أنصار غوردون براون في المعركة ضد quot;البليريينquot; وهم أنصار بلير) استشاطوا غضبا بشكل خاص عندما بلغتهم أنباء - صحيحة أو كاذبة - تفيد أن شيري أعادت طلاء وتأثيث المخبأ النووي الخاص بوايتهول (حيث يقع 10 داونينغ ستريت) من أموال دافع الضرائب.
ونقلت صحيفة quot;ديلي ميلquot; عن وزير سابق في حكومة براون قوله إن مسألة المخبأ النووي كانت هي الشرارة التي فجرت برميل تمرد البراونيين الذي أجبر توني بلير على التنحي عن زعامة العمّال ورئاسة الوزراء في 1997 لخصمه اللدود غوردون براون.
ويبدو أن الأمر لم يقف عند حد المخبأ، فقد أضافت الصحيفة أيضا أن توم واتسون، الوزير السابق في وزارة الدفاع، انضم الى صدارة المتمردين بعدما نما الى علمه أن شيري قدمت الى خزانة حزب العمال فاتورة بمبلغ 7 آلاف و500 جنيه (أكثر من 12 ألف دولار وقتها) طالبت باستعادتها منها. وكانت الفاتورة بأكملها تتعلق - كما يُقال - بمصاريف تصفيف شعرها خلال حملة 2005 الانتخابية التي أدت إلى ولاية زوجها الثالثة في سدة الحكم.
وتأتي كل هذه المزاعم المثيرة في الجزء الثاني من كتاب مذكرات الوزير العمّالي السابق في وزارة البيئة والمواصلات والأقاليم، كريس مولين، بعنوان quot;التدهور والسقوطquot;. ويذكر أن مولان اشتهر بلسانه اللاذع عندما يتعلق الأمر بالحياد عن الحكم الرشيد وكان بين القلائل الذين لم تمسهم فضيحة النفقات البرلمانية الشهيرة التي عصفت بالمؤسسة السياسية البريطانية العام الماضي.
ويقول مولين إن قرار شيري تحديث المخبأ النووي على حساب دافع الضرائب هو الذي وقف وراء ما يعرف، على سبيل الفكاهة، باسم quot;مؤامرة مطعم الكاريquot;، حيث تناول بعض كبار العماليين (البراونيين) وجبة للعشاء وصاغوا خطابا الى بلير أجبره على إعلان موعد تنحيه لخصمه التقليدي براون. ويذكر أن هذا الأخير وأنصاره ظلوا يتهمون بلير بأنه ظل يماطل للتمسك بالسلطة على عكس وعد كان قد قطعه لبراون بالتنحي له في بداية ولايته الثالثة.
ويقول الكتاب إن توم واتسون، غضب إزاء فاتورة تصفيف شعر شيري الى حد أنه صار رأس الرمح في معسكر المتمردين على بلير. فكان هو الذي نظم quot;مؤامرة مطعم الكاريquot; - وهو مطعم حقيقي للوجبات الهندية يسمى quot;بيلاشquot; في وولفرهامبتون في غرب وسط انكلترا.
وكان واتسون أحد 15 من كبار العماليين الذين كتبوا خطابا مفتوحا نشروه في سبتمبر / ايلول 2006 وطالبوا فيه بلير بالتنحي في غضون سنة. ويقول مؤلف الكتاب إنه سأل واتسون في نوفمبر / تشرين الثاني عن السبب الحقيقي في تمرده على بلير، فعلم منه أنه لا يتعدى بذخ عقيلته شيري.
وفي الجهة المقابلة، أصدر ناطق باسم رئيس الوزراء السابق بيانا أمسية الأثنين جاء فيه: quot;لم يحدث على الإطلاق أن أصدرت السيدة شيري بلير توجيهات الى وزارة الدفاع بإجراء أي إصلاحات أو تغيير على المخبأ النووي المذكورquot;.
التعليقات