تعددت في الأيام الأخيرة الأصوات المنددة بسياسة ساركوزي وطاقمه الحكومي في المجال الأمني وهذا قبل أيام قليلة من quot;الدخول السياسيquot; الذي قد يكون صعبا وشائكا بسبب ملفات عالقة أبرزها مشروع إصلاح نظام التقاعد.

باريس: تعرض الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لهجمات عنيفة بسبب سياسته الامنية خصوصا تجاه المهاجرين غير الشرعيين، وذهب رئيس الحكومة اليميني السابق دومينيك دو فيلبان الى حد وصف هذه السياسة بquot;العار الوطنيquot;، بعد ان كانت الكنيسة الكاثوليكية اعربت عن امتعاضها منها.

وقبل ايام من انتهاء اجازة الصيف وعودة النشاط الى الحياة السياسية التي يبدو انها ستكون صعبة على السلطة خصوصا مع تراجع شعبيتها بسبب مشروعها غير الشعبي لاصلاح نظام التقاعد ، يبدو ان الرئيس الفرنسي لم يجن اي مكسب من تصريحاته الاخيرة حول سبل الحفاظ على الامن في فرنسا، اذ لا تزال استطلاعات الراي تكشف عن تراجع كبير في شعبيته قبل اقل من سنتين من الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وكتب دو فيلبان العدو اللدود لساركوزي على صفحات لوموند تعليقا على طرد عدد من الروم الغجر الاسبوع الماضي الى بلغاريا ورومانيا quot;هناك اليوم وصمة عار تلطخ رايتناquot;.

وبعد ان اشار دو فيلبان الى quot;الوجه المشوه لوطن حقوق الانسانquot; في اشارة الى فرنسا، دعا كل مواطن فرنسي الى quot;التحرك حسب ما يمليه عليه ضميره اينما كان ومهما كان سنه (...) للتعبير بطريقته الخاصة عن رفضه لهذا الانحراف غير المقبولquot;.

وتحدث دوفيلبان عن quot;واجب رفضquot; السياسة الامنية التي يطبقها ساركوزي والتي تمثلت في الاسبوع الفائت باكثر من 200 حالة طرد لافراد من اقلية الروم الغجر الى رومانيا وبلغاريا. وفي الصحيفة نفسها كتبت الوزيرة السابقة رشيدة داتي التي اخرجت من دائرة المقربين من ساركوزي مقالة دعت فيها الى quot;استعادة الوحدة المفقودة في النظرة الى قيم الجمهوريةquot; مذكرة انه quot;بالنسبة الى اطفال الهجرة التي هي جزء منهم فان المساواة هي الرافعة الاساسية للاندماج الناجحquot;.

وسارع وزيرا الهجرة اريك بيسون والداخلية بريس اورتوفو الاثنين الى تبرير سياسة الحكم الامنية التي قضت بطرد اكثر من 200 شخص من الروم الخميس والجمعة الماضيين. وتعتبر الحكومة ان هذه السياسة الحازمة تجاه الهجرة غير الشرعية quot;توحد الفرنسيينquot; الذين تعبوا من الفوضى والفلتان الامني.

وقدم وزير الدولة الروماني المكلف شؤون استيعاب الروم فالنتان موكانو ووزير الدولة المكلف الامن العام دان فالانتان فاتولوي موعد زيارتهما الى باريس التي كانت مقررة في الثلاثين من الشهر الحالي، الى الاربعاء والخميس. ومن المقرر ان يستقبل كل من بيسون واورتوفو ووزير الدولة للشؤون الاوروبية بيار لولوش المسؤولين الرومانيين. وقال اريك بيسون quot;نتوقع منهما تعاونا افضل في طريقة اعادة دمج مواطنيهما، فهم مواطنوهماquot;.

وغداة دعوة البابا بنديكتوس السادس عشر الفرنسيين الى تقبل quot;الفروقات البشرية المشروعةquot;، نددت المسؤولة الاشتراكية سيغولين روايال بسياسة ساركوزي في مجال الهجرة واعتبرت انها quot;تنتج العنفquot; من دون ان تكون فعالة.

وعندما اعلن ساركوزي في نهاية تموز/يوليو الماضي سياسته المتشددة في مجال مكافحة الهجرة غير المشروعة، كان يتوقع ان يستعيد بعض الشعبية التي فقدها لدى الفرنسيين، خصوصا بعد سلسلة الفضائح التي طالت حكمه بسبب قضية بيتانكور. الا انه يبدو ان الربط بين انعدام الامن والهجرة لم يلق قبولا لدى الفرنسيين كما كان يتوقع ساركوزي.

ولقي قرار السلطات الفرنسية بطرد عدد من الروم الغجر الى رومانيا وبلغاريا، وبسحب الجنسية الفرنسية من بعض المجرمين من اصول اجنبية، موجة استهجان وصلت الى الامم المتحدة، من دون ان يساعد هذا القرار في تحسين شعبية ساركوزي التي لا تزال تتراوح بين 34 و36%. حتى ان استطلاعا للراي نشرته الاثنين صحيفة ليبراسيون الفرنسية كشف ان ساركوزي بات في المرتبة الرابعة من حيث الشعبية وراء ثلاثة اشتراكيين.

وردا على سؤال حول الشخص الذي يريدونه رئيسا للجمهورية عام 2012 حصل ساركوزي في هذا الاستطلاع على 24% وراء رئيس صندوق النقد الدولي دومينيك ستروس كان (44 %) والامينة العامة للحزب الاشتراكي مارتين اوبري (31 %) وسيغولين روايال (25 %).