احمد الصافي

أكد ممثل المرجع الشيعي الاعلى في العراق علي السيستاني أن حل الأزمة السياسية القائمة في البلاد يحتاج إلى رجال بمستوى تحديات المرحلة، داعيا النواب إلى مشاركة الشعب معاناته والتنازل عن بعض مخصصاتهم العليا لرفع جزء من معاناة المواطنين العراقيين وخاصة الفقراء.

حذر ممثل المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني من وصول الأزمة السياسية والحكومية في البلاد حاليا الى حال الخطر وقال إن حلها يحتاج الى رجال، مشيرا الى ان كل شيء معطل في العراق بانتظار تشكيل الحكومة الجديدة، داعيا النواب الى التنازل عن بعض مخصصاتهم المالية المرتفعة لصالح الفقراء، مطالبا بالقضاء على الفساد في صفوف الاجهزة الامنية.. بينما دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الى الجهاد ضد الغزو.

وقال ممثل المرجعية الشيعية العليا وخطيب الجمعة في مدينة (110 كم جنوب بغداد) السيد احمد الصافي ان تأخير تشكيل الحكومة يقود البلاد الى أسوأ الأحوال ودعا الكتل السياسية إلى بذل المزيد من أجل البلد الذي تنتمي اليه وقال quot;ان العراق في أزمة ولكل أزمة رجال وخطوة الحل لحلحلة الأزمة ستحسب لمن يخطوها فلابد أن نتخطى هذه الأزمة وهي بحاجة إلى تضحية فقد وصل الوقت الى حالة خطرة لاتصب في صالح الشعبquot;.

ووصف السيد الصافي التأخير في تشكيل الحكومة بالضار لمصالح الجميع quot;وهو أمر غير صالح ونحتاج إلى خطوة للتغلب على هذه الأزمة وهي بحاجة إلى رجال.. فكل شيء معطل حتى تتشكل الحكومةquot;. ووجه نداء الى النواب الذين فازوا في الانتخابات منذ ستة أشهر ولم يفلحوا في تشكيل الحكومة بمشاركة الشعب معاناته والتنازل عن بعض مخصصاتهم العليا لرفع جزء من معاناة المواطنين العراقيين وخاصة الفقراء. وقال quot; انا كناخب لا اشعر الان اني انتخبت فعلا مسؤولاً يتحمل المسؤولية في الأزماتquot;.
وخاطب النواب قائلاquot;نريد منكم ان تكونوا بمستوى التحدي فالتحديات كبيرة على البلد فتعالوا لنرفع جزءا من المشكلة بمشاركتنا إخواننا وأبناءنا وان نشارك برفع ولو حتى جزء يسير من معاناة الناس حتى يشعروا بالاطمئنانquot;.
يذكر ان النواب العراقيين يتمتعون بامتيازات مادية ومعنوية عالية شرعوها لأنفسهم حيث يتلقى الواحد منهم مرتبا شهريا يبلغ 10 الاف دولار اضافة الى تخصيص 30 حارسا امنيا لكل منهم وجوازات سفر دبلوماسية لهم ولأفراد عائلاتهم ومرتبات تقاعدية مجزية اضافة الى تسهيلات اخرى عدة. وقد تمت زيادة عدد اعضاء مجلس النواب الحالي من 275 عضوا كما كان عليه المجلس السابق الى 375 عضوا حاليا.

وعن الانهيارات الأمنية الاخيرة التي ضربت الثلاثاء 7 محافظات عراقية واستهدفت مراكز الشرطة في 12 مدينة وادت الى مصرع واصابة حوالى 300 شخص قال ممثل السيستانيquot;إن هذه الطريقة من الاستهداف لمراكز الشرطة أو المتطوعين وذهاب عدد كبير من الشهداء خصوصا ً في الأسبوع المنصرم واستهداف غالبية مناطق العراق مؤشر خطر بالنسبة إلى الوضع الأمنيquot;.
وشدد على ضرورة quot;استخدام القوة التي تملكها الأجهزة الأمنية لإضعاف العدو بمسمياته وإسكاته وإنهاء الأزمة الأمنية التي تطلع علينا بين فترة وأخرى من اجل القضاء على هذه الطريقة من القتل الوحشي الموجه ضد الأبرياء العزل من افراد الشعب العراقيquot;.
وشدد على ضرورة صمود المسؤول الأمني نفسيا ً إزاء هذه الأعمال quot;فالإنسان إذا هزم نفسيا ً يسجن نفسه ويصبح عاجزا عن العمل والانتاجquot;. وقال ان عمليات العنف هذه ناتجة عن تقصير واختراق للاجهزة الامنية وفساد بعض افرادها.. وأكد ان القضاء على حالات الفساد والروتين وشراء الذمم لبعض أفراد الأجهزة الأمنية أمر يحتاج الى معالجة.
وقال quot;ان بعض الشرطة يدفعون رشاوى حتى يتم تعيينهم بوظائفهم وعندما يضعف الشرطي بهذه الطريقة سيفسح المجال للآخرين بالفساد والإفساد أو إن المسؤول الأمني لا يتابع واجبه بشكل جدي وإنما يترك الأمور لتقارير ورقية وقد يعلم أن بعضها غير صحيح بمجرد أن يظهر أمام وسائل الإعلام يقول أنجزنا كذا وكذا وكذا.. فلابد من معالجة منظومة كبيرة من المشاكل التي تعتري الاوضاع الامنية فهي بحاجة إلى حلول تتناسب مع حجم هذه المشكلة الخطرةquot;.

وعن الإغتيالات التي تعرض لها بعض المسؤولين الأمنيين خلال الايام الأخيرة وصف الصافي الامر بأنه خطر حقيقي وقال quot;ان المسؤول الأمني يجب أن يتابع الوضع الأمني وان يكون عمل الأجهزة الأمنية كخلية نحل على كل المستويات الدفاعية أو الهجومية أو الاستخباراتيةquot; حتى يشعر المواطن بالاستقرار.

من جهته، دعا زعيم التيار الصدري رجل الدين الشاب مقتدى الصدر في خطبة الجمعة في المساجد التي يشرف عليها في انحاء العراق الى الجهاد ضد quot;الغزو والاحتلال والكفارquot; واقتحام المصاعب التي تؤدي الى النصر او الشهادة ومواجهة quot;من يفخخون البيوت الامنة والمدنيين العزل شيعة وسنة ومسيحيين وصابئةquot;. لكن الصدر حذر من ان يقترب هذا الجهاد من حال الارهاب الذي يعانيه العراقيون.
وعلى ضوء الانهيار الامني الذي يشهده العراق منذ ايام توقع مستشار الامن الوطني العراقي صفاء الشيخ، زيادة في الهجمات التي يشنها تنظيم القاعدة والمجاميع الموالية له تزامنا مع انسحاب القوات الأميركية. وقال الشيخ في تصريح صحافي اليوم quot;اتصور ان هذه الهجمات ومحاولات الاغتيال ستستمر.. وسيحاولون بين فترة واخرى شن هجمات يحتاجونها اعلاميا لجذب الاموال من الخارجquot;.