قطار المفاوضات الفلسطينيّة الإسرائيليّة ينطلق على سكة ضبابيّة

رأت وسائل الاعلام الاسرائيلية الجمعة في استئناف مفاوضات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين الخميس في واشنطن بارقة سلام في الشرق الاوسط على الرغم من التشكيك في جدواها.

القدس: عنونت صحيفة quot;يديعوت احرونوتquot; واسعة الانتشار quot;خطوة اولىquot;، مشيرة الى اللهجة quot;المعتدلةquot; لخطاب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو. واشادت الصحيفة بهذا الخطاب. وكتبت في افتتاحيتها quot;قد لا يكون كل ذلك اكثر من عرض مسرحي وان يسعى نتانياهو الى ارضاء الادارة الاميركية والا تكون تصريحاته تهدف سوى الى تحميل المعسكر الآخر (الفلسطينيون) مسؤولية فشلquot;.

واضاف كاتب الافتتاحية ناحوم بارنيا quot;لكن اذا كان الامر عرضا مسرحيا فعلينا ان نعترف بانه ناجحquot;. وتابع quot;قد لا يكون عرضا فنيا او ليس عرضا فنيا فقط وعلى الاقل ليس هذه المرةquot;، ملمحا بذلك الى 17 عاما من المحادثات التي لم تسفر عن نتيجة بين اسرائيل والفلسطينيين.

اما صحيفة معاريف، فقد كتبت فوق صورة لرئيس الوزراء الاسرائيلي مبتسما بينما يبدو رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مكفهرا quot;الطريق بدأquot;. وقالت quot;هل نتانياهو جاد؟ هل هو ناضج الى درجة كافية لاتفاق سلام تاريخي؟ الآراء متضاربة. حتى خطاب واشنطن كان معظم المحليين يرون انه يمثل. لكن هذا الخطاب شكل مفاجأةquot;.

من جهتها، كتبت صحيفة quot;اسرائيل هيومquot; المجانية القريبة من رئيس الوزراء اليميني ان quot;الامل يمتزج بالشكquot;. وفي اليسار، اعترفت صحيفة هآرتس التي تنتقد بشكل عام رئيس الوزراء، بان نتانياهو quot;اثار مفاجأة عندما وصف عباس بانه شريك للتوصل الى السلامquot;.

واتهم اليمين الاسرائيلي باستمرار الفلسطينيين بانهم ليسوا شركاء جديرين بالثقة للتوصل الى تسوية نهائية للنزاع. اما في اوساط القوميين ورجال الدين، فقد وصفت صحيفة ماكور ريشون نتانياهو بانه quot;يساريquot; واتهمته بوضع المستوطنين اليهود في الضفة الغربية تحت سيادة فلسطينية.

وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي والرئيس الفلسطيني اتفقا الخميس على الالتقاء مجددا كل اسبوعين لمدة سنة من اجل تحقيق السلام في الشرق الاوسط في اول نتيجة لاطلاق حوارهما المباشر برعاية الولايات المتحدة.

واعرب الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي يعمل منذ توليه منصبه على احياء جهود السلام في الشرق الاوسط، عن ارتياحه لموقف الزعيمين في واشنطن في اول مباحثات مباشرة منذ 20 شهرا. وبعد نحو 80 دقيقة من المباحثات برعاية وزيرة الخارجية الاميركية تباحث رئيس الوزراء الاسرائيلي والرئيس الفلسطيني لمدة ساعة ونصف الساعة على انفراد في احد مكاتب كلينتون.

وانتهي اليوم الاول للمفاوضات بعد 20 دقيقة اضافية من المباحثات الثلاثية. وجرت محادثات الخميس التي جاءت نتيجة دبلوماسية مكثفة من الجانب الاميركي، فيما لا يتوقع الكثير من المشاركين فيها او المراقبين نجاحها.

وتطرح عدة قضايا شائكة على طاولة المفاوضات التي تجري برعاية اميركية بينها وضع القدس والامن وحدود الدولة الفلسطينية المقبلة وحق عودة اللاجئين الفلسطينيين. وكانت هذه القضايا ادت الى فشل كل المحاولات التي جرت في الماضي من اجل التوصل الى اتفاق بين الطرفين.