بروكسل: أثارت التصريحات التي أطلقها مسؤولو الحزب الاشتراكي (جنوب البلاد الناطق بالفرنسية)، خلال الساعات الماضية حول بدء التحضير لسيناريو انقسام البلاد، قلقاً واسعاً في أوساط المسؤولين في الجزء الشمالي الناطق بالهولندية.

وفي هذا الصدد، عبر رئيس حزب التحالف الفلاماني الجديد بارت دو ويفر عن عدم فهمه للرسالة التي يطلقها اشتراكيو الجنوب، وهم الذين تمسكوا حتى الآن بوحدة البلاد، quot;هل يمكن لأحد أن يشرح لي رسالتهم ومنطقهمquot;، حسب تعبيره.

إلى ذلك، ترى الأوساط الإعلامية في الشمال أن رسالة الجنوب الانفصالية هذه، تهدف بالدرجة الأولى إلى ممارسة الضغط على أحزاب الشمال لدفعها إلى العمل باتجاه القبول بطلبات الجنوبيين وإنجاز الاتفاقيات اللازمة لتشكيل حكومة جديدة بعد انتخابات 13 حزيران/يونيو الماضي.

وبالمقابل تصف بياتريس ديلفو، المحللة السياسية البلجيكية بـquot;المنطقيةquot; رسالة أحزاب الجنوب، مشيرة إلى أن مسؤولي الجزء الجنوبي في البلاد يفضلون الانفصال على الانصياع بشكل كلي لمطالب الشماليين.
وكانت المفاوضات التي جرت بين الأحزاب السبعة المفترض أن تشكل التحالف الحكومي الجديد قد انهارت تماماً يوم الجمعة الماضي، ما أدخل البلاد في حالة من عدم اليقين والجمود السياسيين.

وأعقب هذا الانهيار قرار الملك ألبير الثاني تعيين وسيطين مكلفين العمل من أجل إعادة الثقة ودفع الأطراف المشاركة في عمليات التفاوض إلى العودة مجدداً إلى الطاولة والتفاهم على المواضيع الشائكة وهي الوضعية الإدارية لمنطقة بروكسل وآليات نقل مزيد من الصلاحيات من الحكومة الفيدرالية إلى الحكومات المحلية، خاصة في مجال توزيع عائدات الضرائب.

ومن المتوقع أن يبدأ الوسيطان، وهما رئيس مجلس النواب أندريه فلاهو (اشتراكي ويمثل جنوب البلاد)، ورئيس مجلس الشيوخ وداني بيترز (من حزب التحالف الفلاماني الجديد ويمثل الشمال)، مهمتهما يوم غد الثلاثاء.