بعد ان فاض بها الكيل وبعد رحلة طويلة من العذاب و المعارك القانونية مع جامعة الأزهر , قررت سالي عبد الله مرسى أشهر متحولة جنسيا في مصر اللجوء الى محكمة الاتحاد الأفريقي لحقوق الإنسان و الشعوب ومقرها تنزانيا لكي تسمح لها الجامعة الإسلامية باستكمال السنة الأخيرة لها في كلية طب البنات لتحقيق حلمها بان تصبح طبيبة بعد ان بلغت عامها الـ 48 .

تأمل سالي عبدالله المتحولةجنسيا في مصر, في ان تساعدهامحكمة الاتحاد الإفريقيالتى ستنظر قضيتها في شهر نوفمبر المقبل في تحقيق طموحها بدعم حقوقي من المبادرة المصرية للحقوق الشخصية و جمعية المساعدة القانونية في ان تحصل على درجة الطب لمساعدة من يعانون من نفس مشكلتها فى المجتمع .

قبل 22 عاما تقريبا كانت سالي ذكرا وتحمل اسما مختلفا هو سيد . فقد أجرت عملية جراحية لتحويل جنسها من ذكر الى أنثى في الـ26 من عمرها . تقول سالي إنها كانت تعيش حياة عادية ذكرا ولم تشعر بشئ غير طبيعي ,quot;مرت السنوات والتحقت بالمدرسة الابتدائية ومن بعدها الإعدادية على هذا الحال , لكن في سن 14 عاما بدأت اشعر بأنني مختلفة quot; بعدما بدأت علامات أنوثة تظهر عليها.

تقول سالي ان والدتها اصطحبتها إلي الطبيب، وطلب إجراء التحاليل الطبية والفحوصات وأظهرت النتائج خلل في توازن الهرمونات وان هرمون الأنوثة يغلب على الذكورة بسبب تناول والدتها لحبوب الإجهاض أثناء فترة الحمل . ونصحوا بضرورة إجراء عملية جراحية لتغيير الجنس.

تستدعى سالي ردة فعل والدها بعد معرفة الخبر قائلة quot; والدي رفض رفضا تاما إجراء العملية و وقال للأطباء انه يريد ولدا حتى ولو كان صناعيا quot;. وقام بنقلها من المدرسة الفرنسية في القاهرة الى المدرسة الثانوية الأزهرية للبنين وبدأت تحاول التكيف مع الوضع بالتركيز فى دراستها وانعزالها عن بقية الاولاد .

تقول سالي ان هذا الوضع انعكس عليها ايجابيا بتفوقها فى الدراسة وإنهائها المرحلة الثانوية من بين العشرة الأوائل على مستوى البلاد لتشق طريقها نحو كلية الطب حيث ان الإحباط من حالتها دفعها لدراسة الطب لمعرفة المزيد على حالتها المرضية , مشيرة الى انه كلما كانت تقرا كلما كانت حالتها تزداد سوءا .

تقول ان سيد فى الكلية , التي تجمع الطلاب البنين فقط, بدأ يصبح سالي , بدأ يرتدى فستانا ويطيل شعره وتظهر عليه مظاهر الأنوثة بشكل كبير , الامر الذي وضعها فى أول مواجهة مع الجامعة , التى قامت بايقافها عن الدراسة لمدة شهرين للتشبه وتقليد أنثى .

تضيف سالي انها كانت تؤجل إجراء العملية الى بعد التخرج من الجامعة لكنها شعرت بصعوبة فى استمرار حياتها بهذا الشكل وخاصة بعد ان حاولت الانتحار .

وفي عام 1988 كان نقطة التحول فى حياتها وإنهاء علاقتها بعالم الذكورة حيث حجزت في أحد المستشفيات الخاصة في القاهرة وخضعت لعملية تغيير لجنسها لمدة ساعات وتحولت بعدها من ذكر الى انثى ومن طالب الى طالبة , الا ان ذلك لم ينه رحلة شقاء سالي حيث انقلبت الدنيا عليها داخل جامعة الازهر .
فعندما تقدمت بطلب لنقلها من كلية طب بنين إلي كلية طب بنات, تم تصعيد الواقعة إلى رئيس الجامعة. وكانت سالي في السنة الخامسة عندما اجتمع مجلس الجامعة واصدر قراره بفصلها من الجامعة بدعوى إجرائها لعملية غير أخلاقية وأنها أصبحت غير معروفة الجنس.

تقول سالي معلقة على القرار quot;كلام فارغ quot; . وتستطرد قائلة quot; بعد فصلى , اشتغلت راقصة وتزوجت ثلاثة مرات انتهت بالطلاق لعدم انجابى اطفال quot;, مشيرة الى انها حاولت ان تثبت أنوثتها بالعمل في هذه المهنة , بيد انها لم تتخيل ان يحول عملها في هذه المهنة دون عودتها الى الأزهر مرة أخرى .

فعندما اتجهت إلى محكمة القضاء الإداري للطعن على قرار إدارة جامعة الأزهر بفصلها من كلية الطب وحرمانها من استكمال دراستها. قدم دفاع الأزهر عددا من الصور الفوتوغرافية لها ببدلة الرقص، وقضت المحكمة بعدم قبول الطعن، وأيدت قرار رئيس جامعة الأزهر باعتبارها جامعة إسلامية.
تقول سالي انها تحمل لشيخ الأزهر الراحل ، محمد سيد طنطاوي مكانة خاصة فى قلبها حيث أصدر فتوى دينية سمح فيها بإجراء عمليات تغيير الجنس .وتأمل سالي أن يساعدها ذلك فى قضيتها مع الأزهر .

تقول لوكالة الإنباء الألمانية quot; كان الشيخ طنطاوي حكيم جدا quot; بيد أن خليفته ، الشيخ علي جمعة أصدر فتوى جديدة نقض تماما الفتوى السابقة.
وفى الوقت الى كانت تقاتل فيه للعودة الى كلية الطب تقول سالي انها درست القانون وحصلت على كلية الآداب . وحتى تستطيع إكمال العام الأخير لها فى الازهر انضمت مؤخرا الى المبادرة المصرية للحقوق الشخصية ، ومركز المساعدة القانونية, لتوصيل قضيتها الى محكمة الاتحاد الافريقى لمساعدتها على تحقيق طموحها في أن تصبح طبيبة, ومن المقرر ان تنظر قضيتها في شهر نوفمبر المقبل .