ستراسبورغ: تمسكت المفوضة الاوروبية للعدل فيفيان ريدينغ الثلاثاء بموقفها الحازم من فرنسا بشأن ترحيل الغجر رغم الانتقادات التي تعرضت لها.

وينتظر ان تقرر المفوضية الاوروبية في 29 ايلول/سبتمبر بشأن بدء اجراءات ضد فرنسا على اساس انتهاك القانون الاوروبي بعد ترحيل مئات من الغجر الى رومانيا وبلغاريا بحجة ان اقامتهم لديها غير قانونية.

وقالت ريدينغ الثلاثاء للصحافيين على هامش جلسة للبرلمان الاوروبي quot;عندما يطرق رجل بقبضته على الطاولة، يعتبر ذلك موقف قوة، فهو يدافع عن نفسه. اما اذا طرقت امراة بقبضتها على الطاولة فتعتبر مجنونةquot;.

وكانت ريدينغ وهي من لوكسمبورغ هددت في 14 ايلول/سبتمبر بملاحقة فرنسا امام القضاء وقارنت بين ترحيل الغجر وعمليات الترحيل خلال الحرب العالمية الثانية، ما اثار غضب الفرنسيين وانتقادات من جميع قادة الاتحاد الاوروبي.

ولكن معظم القادة الاوروبيين ايدوا موقفها معتبرين ان من حق المفوضية على فرنسا ان تقدم تبريرا لقرارها.

وقالت ريدينغ الثلاثاء انها لا تزال عازمة على التحقق ما اذا كانت فرنسا انتهكت القانون.

واضافت ان quot;الملف سيكون جاهزا خلال بضعة ايامquot;، وان مجلس المفوضين الاوروبيين سيناقش القضية قريبا، موضحة ان الاجهزة القضائية تعمل على خطين.

ويقوم الخط الاول على استخدام فرنسا بصورة غير مناسبة لقانون اوروبي يعود الى العام 2004 ويتعلق بحرية تنقل مواطني الاتحاد الاوروبي. والثاني وهو اكثر احراجا لفرنسا يقوم على احتمال انتهاك شرعة الحقوق الاساسية الاوروبية. وسيشكل ذلك سابقة في الاتحاد الاوروبي.

والسؤال المطروح هو هل ستجاري المفوضية الاوروبية موقف ريدينغ الحازم.

وحذر رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون الثلاثاء المؤسسات الاوروبية من تجاوز الدور المناطق بها.

وقال quot;من المشروع للمفوضية ان تتحقق من مدى تطابق عمليات (ازالة) المخيمات غير القانونية مع القانون الاوروبي. ولكن على المفوضية الا تتخذ اي حكم متعجلquot;، مؤكدا ان الارقام quot;تؤكد عدم وجود اي تمييزquot; بحق الغجر.

وطالب المفوض المكلف حقوق الانسان في مجلس اوروبا توماس هماربرغ فرنسا بquot;تحسين احترام حقوق المهاجرينquot; وذلك في رسالة الى وزير الهجرة الفرنسي اريك بوسون نشرت الثلاثاء.

وهذه الرسالة تأتي بعد زيارته في 19 ايار/مايو لكالي (شمال) حيث ازالت الحكومة في ايلول/سبتمبر 2009 المخيم الرئيسي للاجانب الذين يقيمون في فرنسا بشكل غير مشروع.

كما طالب نواب لوكسمبورغ الثلاثاء باعتذار من جانب فيليب ماريني عضو مجلس الشيوخ الفرنسي من اليمين الحاكم برئاسة نيكولا ساركوزي، بسبب ادلائه بتصريحات غير لائقة ضد لوكسمبورغ في اطار الجدل حول الغجر.

وردا على انتقادات المفوضة الاوروبية لشؤون العدل فيفيان ريدينغ لفرنسا بشأن طردها الغجر، قال ماريني السبت quot;كنت افضل لو اجرى نابوليون الثالث وبسمارك في

1867 لقاء اسفر عن نتيجة اخرى والا تكون لوكسمبورغ موجودةquot;.

واثارت تصريحات ماريني استنكار لوكسمبورغ ما دفع برئيس الوزراء الفرنسي الى تقديم اعتذاره الاثنين الى حكومة لوكسمبورغ.

وتوترت العلاقات بين فرنسا ولوكسمبورغ بشدة منذ الانتقادات التي وجهتها ريدينغ، اضافة الى ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي كان اقترح الاربعاء على المفوضة الاوروبية اللوكسمبورغية استضافة غجر في بلدها، بحسب تصريحات لنواب فرنسيين.