الرئيس الأميركي باراك أوباما

لجأ الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى كتابة خطة الانسحاب من أفغانستان بنفه لمنع الصراعات داخل إدارته.

قالت صحيفة الديلى تلغراف البريطانية إن الرئيس الأميركي باراك أوباما كتب بنفسه استراتيجية وضع القوات الأميركية في أفغانستان بعد أن استشاط غضبا من الصراع بين السياسيين الأميركيين بشأن مستقبل الحرب هناك حسبما جاء في كتاب جديد.

مؤلف الكتاب بوب وودوارد هو أحد الصحفيين البارزين الذين ساهموا في الكشف عن فضيحة quot;ووترغيتquot; في عام 1974 حيث كان يعمل مراسلا لصحيفة واشنطن بوست آنذاك.

الكتاب الجديد الذي يحمل اسم quot; حروب أوباماquot; يتناول ملف أفغانستان ويكشف الخلافات التي نشأت بين المسؤولين الرئيسيين عن السياسة الخارجية الأميركية خلال مناقشة وضع ومستقبل القوات الأميركية في أفغانستان.

وتقول الصحيفة إن أوباما فضل اللجوء لخطة سحب القوات من أفغانستان بعد أن خشى أن تمتد الحرب لسنوات طويلة ويتحول الوضع إلى أحد المشاريع الأميركية طويلة الأجل قد تكلف البلاد ما يقرب من تريليون دولار أميركي .

وتشير الصحيفة أيضا إلى أن الرئيس أوباما كان يريد سحب القوات من أفغانستان لكن لاقى معارضة كبار القادة العسكريين الذي اضطروه إلى تعزيز القوات وإرسال آلاف الجنود إلى أفغانستان.

وتقول الصحيفة أيضا أن الرئيس أوباما صرح بأنه quot; وضع جدولا زمنيا لتقليص عدد القوات في أفغانستان لأنه لايستطيع أن يتحمل خسارة quot;أعضاء الحزب الديمقراطي كلهمquot;.

كما تناولت صحيفة الاندبندنت الكتاب الجديد عن أوباما حيث ترى الصحيفة أن الرئيس الأميركي عانى كثيرا في مواجهة وزارة الدفاع الأميركية والقادة العسكريين بالنسبة لملف أفغانستان.

وتقول الصحيفة إن الكتاب الجديد كشف جميع المقابلات والاجتماعات والمباحثات التي دارت بين مسؤولي البيت الأبيض للتوصل إلى استراتيجية جديدة بشأن الحرب في أفغانستان.

ويتطرق الكتاب أيضا إلى الخلاف الصريح بين قائد القوات الأميركية السابق في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال ونائب الرئيس الأميركي جو بايدن حيث كان يطالب الأول بإرسال 40 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان بينما كان بايدن يؤيد تقليص حجم القوات هناك على أن يتم اتباع استراتيجية محكمة لمكافحة الإرهاب.

وتشير الصحيفة إلى أن الكتاب الجديد يضم نسخة من الاستراتيجية التي وضعها الرئيس أوباما لانسحاب قواته من أفغانستان حيث سارع أوباما إلى كتابتها في ست صفحات بعد أن طالب البنتاجون أكثر من مرة بإيجاد مخرج للقوات من أفغانستان ولكن دون جدوى، فاضطر ألى أن يسطر بنفسه هذه الاستراتيجية خوفا من يدفع القادة العسكريين إلى حرب طويلة الأمد.

الكتاب الجديد يكشف أيضا قيام وكالة الاستخبارات المركزية سي آي أيه بإنشاء قوة سرية من العملاء يضم 3000 شخص من السكان المحليين في أفغانستان ومن المهام التي تقوم بها هذه القوة شن غارات ومطارة المسلحين حتى عبر الحدود إلى باكستان.

كما كشف الكتاب أيضا أن الرئيس أوباما أصدر أوامره بالعمل بل وتوسيع الأوامر الرئاسية التي كان قد أصدرها الرئيس الأميركي جورج بوش بشأن العمليات السرية للمخابرات الأميركية في أفغانستان.

كما نشرت وسائل الاعلام الاميركية مقاطع من الكتاب الذي نقل عن اوباما قوله حسب الفقرات التي نشرتها الاربعاء صحيفة واشنطن quot;يتركز كل العمل الذي نقوم به على مسألة معرفة كيف سنتمكن من خفض وجودناquot; في افغانستان، يجب ان تكون هناك خطة تحدد كيفية خروجنا ومغادرة افغانستانquot;.

وكان اوباما اعلن في كانون الاول/ديسمبر الماضي زيادة عدد الجنود الاميركيين في افغانستان بنحو 30 الف جندي الا انه في الوقت نفسه حدد تموز/يوليو 2011 موعدا لبدء سحب القوات الاميركية من هذا البلد.

ويروي الكتاب تفاصيل اجتماعات اوباما بحضور وزير الدفاع روبرت غيتس ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون خلال الفترة التي سبقت قرار ارسال 30 الف جندي اضافي.

وقال اوباما ايضا خلال لقاء جمعه بغيتس وكلينتون في تشرين الاول/اكتوبر حسب ما نقلت واشنطن بوست quot;لن ابقى عشر سنوات ولن التزم بوجود طويل الامد لبناء امة ولن انفق الف مليار دولارquot;.

من جهتها نقلت نيويورك تايمز التي تلقت نسخة من الكتاب الذي يوزع الاثنين في الاسواق ان موعد البدء بسحب القوات الاميركية من افغانستان في تموز/يوليو 2011 حدد بناء على اعتبارات لها علاقة بالسياسة الداخلية.

ونقلت نيويورك تايمز عن اوباما قوله للسناتور الجمهوري ليندساي غراهام حسب ما ورد في الكتاب quot;لا يمكنني ان اترك هذه الحرب مفتوحة الى اجل غير محدد، ولا استطيع ان اسمح لنفسي بخسارة كل الحزب الديموقراطيquot;.