نضج كبير وإصرار أكبر على مواصلة الثورة في تونس اليوم الأربعاء.


واصل التونسيون مسيراتهم الاحتجاجية للمطالبة بحل حزب quot;التجمع الدستوري الديموقراطيquot; الحاكم أيام عهد الرئيس بن علي المخلوع، ثم بـ quot;إقالة وزراء الحكومة السابقين المشاركين في الحكومة الانتقالية الحالية.

وأعاد المتظاهرون بشارع الحبيب بورقيبة قرب وزارة الداخلية ترديد شعار يوم أمس quot;تونس تونس حرة حرة والتجمع براquot; كما طالبوا بحكومة وحدة وطنية ومحاسبة مسؤولي النظام السابق.

مظاهرة اليوم كانت أكثر تنظيما من مظاهرات أمس، ويعود هذا إلى موقف الأمن الوطني بعدم استعمال الغاز المسيل للدموع الذي أنهك أمس الثلاثاء رجال الأمن والمحتجين على حد سواء، ووقفت quot;إيلافquot; على تعليمات لمسؤول أمني تونسي يأمر الشرطة بعدم النزول من الحافلة وبعدم استعمال أي نوع من القوة مع المتظاهرين.

هذا الموقف جعل عشرات المواطنين يقبلونه ويتلقطون صور معه. وطالب متظاهرون من الشرطة الالتحاق بالمسيرة باعتبار الجميع معني بهذا التحول. وشهدت المسيرة انضباطا أكبر في ترديد الشعارات، خاصة البيت المشهور quot;نموت ونموت ويحيى الوطنquot;.

وقالت إحدى المحتجات quot;التونسيون أكثر إصرارا اليوم على إسقاط رموز النظام السابقquot; وأوضحت في تصريح لـ quot;إيلافquot; أن quot;الشعب لم يتنازل عن ثورته إلى أن ينجلي الليلquot;. ورفعت شعارات لـ quot;اجتثاث الورم الخبيث من أصولهquot; في إشارة إلى الحزب السابق، كما دعوا quot;الشعبquot; إلى الثورة quot;على بقايا الدكتاتورquot;.

وشارك في المسيرة مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية، تزامنت هذه المظاهرة بإعلان الحكومة تمديد فترة الحظر ساعتين إذ سيبدأ اليوم من الساعة الثامنة ليلا عوض السادسة. وقد تحسنت الأحوال بشكل كبير في تونس، فبموازاة المظاهرة الشعبية فتحت المتاجر والمقاهي أبوابها وواصلت وسائل النقل عملها.

ومن المتوقع أن تؤثر هذه المظاهرات المنظمة على الحكومة الانتقالية التي غادر ثلاثة من وزراء تابعين لـ quot;الاتحاد العام التونسي للشغلquot; مناصبهم أمس الثلاثاء، وهو ما ينذر بأزمة سياسية جديدة.