البارونة وارسي |
قالت البارونة وارسي مفهوم الإسلاموفوبيا (الخوف المَرَضي من الإسلام) صار موضوعا مقبولا اجتماعيا في بريطانيا.
تداولت وسائل الإعلام البريطانية على نطاق واسع الخميس تسريبات من خطاب للبارونة وارسي أول مسلمة في الأروقة السياسية العليا تقول فيه إن مفهوم الإسلاموفوبيا (الخوف المَرَضي من الإسلام) laquo;اجتاز امتحان طاولة العشاءraquo;، بمعنى أنه صار موضوعا مقبولا اجتماعيا في بريطانيا.
والبارونة وارسي (اسمها الكامل سعيدة حسين وارسي) محامية مسلمة صنعت التاريخ مرارا. فقد كانت أول مسلمة تدخل مجلس العموم في برلمان ويستمنستر ثم مجلس اللوردات. ثم مضت لتتسلم رئاسة حزب المحافظين (بالاشتراك مع اندرو فيلدمان) وتحصل على منصب وزيرة بلا وزارة في حكومة ديفيد كامرون الحالية. ويجعلها هذا أول مسلمة تحصل على مقعد داخل مجلس الوزراء في تاريخ البلاد.
وتحذر وارسي من ميل المجتمع البريطاني - والغربي عموما - لتقسيم المسلمين الى laquo;معتدلينraquo; وlaquo;أصوليين إرهابيينraquo;، قائلة إن من شأن هذا التصنيف صب مزيد من الوقود على نار التعصب الديني. وتقول إن الأعمال الإرهابية التي ترتكبها قلة من الأصوليين laquo;يجب ألا تُستخدم لإدانة كل من يعتنق الإسلامraquo;. لكنها تحث، بالقدر نفسه، المسلمين على الإيضاح بجلاء أنهم لا يقبلون الإرهاب الأصولي بأي من أشكاله.
وتقول وارسي في خطابها الذي تلقيه في جامعة ليستر: laquo;يتعين أن يتلقى اولئك الذين يرتكبون أعمالا إرهابية أقصى درجات العقاب التي يسمح بها القانون. لكن الأهم من هذا هو أن يواجهوا الرفض والتغريب من سائر شرائح المجتمع حتى لا تصبح أعمالهم أداة لإدانة الإسلام والمسلمين عموماraquo;.
وفي ما يتعلق بتصوير المسلمين على أنهم laquo;إما معتدلين أومتطرفينraquo;، تقول وارسي: laquo;الأمر لا يستدعي خيالا خلّاقا لمعرفة ما سيقود اليه الحديث عن laquo;مسلمين معتدلينraquo;، مثل أن يخيف توظيف عامل مسلم في مصنع خوف العمال، فيقول لهم رئيسهم: laquo;لا تقلقوا فهو مسلم معتدل وغير متديّنraquo;!
وتمضي لتضيف: laquo;يقول تلميذ للآخرين في المدرسة: laquo;جيراننا مسلمون. لكنهم ليسوا بذلك السوءraquo;. وفي الشارع يمر رجل بإمرأة ترتدي البرقع فيفكر لنفسه: laquo;هذه المرأة إما مقهورة أو تسعى بزيّها هذا للإدلاء برأي سياسي أمام الجميعraquo;.
ويذكر ان laquo;ديلي تليغرافraquo; نشرت مقتطفات قالت إنها جزء من حوار قالت إنه دار بين البارونة المسلمة وبابا الفاتيكان بنديكتس السادس عشر خلال زيارته بريطانيا العام الماضي. وتبعا للصحيفة فقد حثّت وارسي البابا على السعي لخلق مناخ من تفاهم أفضل بين أوروبا ومواطنيها المسلمين.
التعليقات