مناصر لتيار المستقبل يحاول قطع إحدى الطرقات خلال احتجاجات اليوم

أكد نائب في quot;كتلة المستقبلquot; أن الحديث عن تقديم استقالة نيابية جماعية يعبر عن رأي شخصي لكنه استدرك قائلا إن البلاد دخلت في quot;المجهولquot;. في هذا الوقت تستمر الاحتجاجات في عدة مناطق لبنانية تأييداً لزعيم quot;التيارquot; سعد الحريري فيما يتنظر العديد من quot;الغاضبينquot; سماع ما سيقوله رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي.


في شريط التسجيل الذي يتحدث فيه رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري أمام لجنة التحقيق الدولية الخاصة بجريمة اغتيال والده الرئيس رفيق الحريري، وجرى عرضه في محطة quot;الجديدquot; الاسبوع قبل الماضي تحت عنوان quot;الحقيقة - ليكسquot; سئل الاول عن رأيه في رئيس الحكومة السابق والمرشح حالياً لتأليف الحكومة الجديدة نجيب ميقاتي فأجاب أنه - أي الحريري - هو من جاء به رئيساً للحكومة إثر استقالة رئيس الحكومة الاسبق عمر كرامي بعد مقتل والده quot;إلا ان ميقاتي طعنني في الظهرquot; من دون أن يوضح أسباب هذه الطعنة.

بالأمس ومع بدء الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس جديد للحكومة وبعد ان انحصر الترشح لهذه المهمة بين الرئيس الحريري والرئيس ميقاتي الذي وصفه فريق 14 آذار بأنه مرشح quot;حزب اللهquot; والمعارضة وسوريا، أعيد الكلام عن طعن ثانٍ في الظهر من قبل ميقاتي لكن ليس على لسان الرئيس الحريري بل عبر تصريحات ادلى بها عدد من نوابه وقيادات في quot;تيار المستقبلquot; الذي يرأسه، فيما ذهب بعضهم الى حد القول إن الرئيس ميقاتي لم يكن ليفوز بالنيابة في الانتخابات الأخيرة لولا دعم رئيس quot;تيار المستقبلquot;، علماً أن ميقاتي جاء الى النيابة قبل تنامي هذا التيار في عهد الرئيس الراحل رفيق الحريري وحل اولاً يومها على باقي المرشحين وتولى حقيبة وزارة الاشغال في حكومتين برئاسة الحريري الأب كما عرف عنه اهتمامه بمدينته طرابلس ووضع ابنائها حيث انشأ quot;جمعية العزم والسعادةquot; التي سرعان ما أنشأت فروعاً لها داخل طرابلس وخارجها وراحت تعنى بتعليم المحتاجين وتأهيلهم للعمل كما نشطت في مساعداتها الاجتماعية والانسانية فيما اولى الرئيس ميقاتي عناية خاصة بدار الفتوى وحفظ القرآن الكريم الذين خصصت له مسابقة سنوية تقدم اليها المئات، هذا بالاضافة الى تولي الرئيس ميقاتي اعادة تأهيل وترميم مساجد أثرية ومبانٍ رسمية أخيرها وليس آخرها تقديم مبنى حديث لمقر البلدية في الميناء.

من هنا بدا ميقاتي أمس مستاءً وهو يستمع الى الهجوم المركز الذي شنه عليه quot;تيار المستقبلquot; عبر اتهامه بالخيانة لابناء طائفته وانصياعه لـ quot;ولاية الفقيهquot; وخضوعه لـ quot;حزب اللهquot; ما حداه الى الرد بشيء من الحدة قائلاً: quot;تعرفون حرصي على لبنان ووحدته وعلى طائفتي وسنيتي بالذات وعلى مقام رئاسة مجلس الوزراء والانجازات التي حققتها المقاومة الوطنية، وكذلك حرصي على الحوارquot;. وخاطب الرئيس ميقاتي quot;حليف الامسquot; الرئيس الحريري داعياً اياه الى تلقف يده الممدودة والعمل معاً quot;يداً واحدة في سبيل لبنان ولمصلحة لبنان في اي موقع كنا فيهquot;.

إحراق الإطارات سمة مشتركة في احتجاجات quot;يوم الغضبquot;

كلام ميقاتي الهادئ هذا لم يلق قبولاً على ما يبدو اذ انطلقت التظاهرات والاعتصامات عصر أمس من مدينته طرابلس وامتداداً الى مناطق عدة في الشمال وصولاً الى بيروت وصيدا والبقاع واقليم الخروب رافقتها عمليات احراق دواليب وقطع طرق وإطلاق نار.

وقد اشتد وقعها قبل ظهر اليوم خصوصاً في طرابلس وعكار والبقاع وألقيت خطب توجه بها المتحدثون الى ميقاتي مباشرة مطالبين اليه بـ quot;العودة الى اصالتهquot; والاستجابة لمصلحة طائفته والحرص على quot;عدم المساهمة في تحطيمهاquot;.

وذكرت معلومات امنية ان المؤشرات على الارض تدل في الوقت الراهن على اتجاه quot;الغاضبينquot; الى التصعيد لا الى التهدئة وهدفهم من وراء ذلك الضغط على الرئيس ميقاتي الذي سيكلف بعد ساعات قليلة بتشكيل الحكومة الجديدة الى اعلان اعتذاره والقول إنه quot;اذا ما خيّر بين رئاسة الحكومة والحفاظ على أمن وسلامة اللبنانيين خصوصاً المنتمين الى الطائفة السنية فانه يختار الامر الثاني بالتأكيدquot; الا ان المترقبين لسماع هذه الكلمات خاب ظنهم مرة ثانية اذ بدا الرئيس ميقاتي بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان برفقة عضو كتلته النائب احمد كرامي في اطار الاستشارات النيابية الملزمة مصمماً على المضي في تحمل المسؤولية رافضاً كل الاتهامات التي توجه له خصوصاً لجهة وصفه بانه مرشح quot;حزب اللهquot;.

هذا ولم يقتصر التصعيد الاحتجاجي على قبول ميقاتي بالتكليف عند حد النزول الى الشارع والقيام بأعمال شغب طاولت الاعتداء على اعلاميين وتحطيم سيارات واجهزة ارسال عائدة لبعض المحطات التلفزيونية المصنفة في خانة المعارضة بل ذهب نواب في quot;المستقبلquot; وغيرهم من قوى 14 آذار الى حد التلويح بتقديم استقالة جماعية من النيابة ما يعني فرط عقد البرلمان اذا ما استقال نصف اعضائه كما ينص على ذلك الدستور والدعوة الى اجراء انتخابات نيابية جديدة.

ولدى سؤالنا العضو في كتلة المستقبل النيابية النائب عمار حوري عن هذا التوجه اجاب quot;ان ما قيل بهذا الخصوص انما يعبر عن رأي شخصي لا اكثر حيث لم يطرح هذا الموضوع جدياً حتى الساعة ولكن الظاهر بالتأكيد اننا دخلنا في المجهول...quot;.

وعلى صعيد متصل أكدت مصادر مطلعة أن قوى quot;14quot; آذار قررت مقاطعة استشارات تشكيل الحكومة التي يقوم بها الرئيس المكلف نجيب ميقاتي بعد الاجتماعات مع الكتل النيابية.