شكلت فرق المتطوعين من الذكور والإناث من سكان جدة، وسكان المدن الأخرى السعودية المجاورة علامة فارقة في الدعم الأساسي للمتضررين من كارثة quot;أربعاءquot; جدة، إضافة إلى قيام العديد من السكان بفتح أبواب منازلهم لإيواء النازحين. يأتي ذلك مع استمرار عمليات البحث والإنقاذ من قبل الجهات المختصة.


مع إعلان مدير الدفاع المدني الفريق سعد التويجري عن ارتفاع حصيلة قتلى سيول جدة إلى عشرة أشخاص، تظهر على الساحة الإغاثية بصورة واضحة أعمال الإنقاذ والدعم للمتضررين الذين تعذر عليهم الحصول على المأوى والغذاء اللازم مع انقطاع تام لمناحي الحياة جميعهافي المدينة.

مركز خاص بالتطوع على مدار الساعة

quot;إيلافquot; تواجدت في مركز الحارثي الذي يعد المقر الرئيس للمتطوعين وتنسيق أعمال الإغاثة لمقدميها وموزعيها، وقال المتطوع ماجد إبراهيم الذي يشارك للمرة الثانية بعد أحداث تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2009 إن أكثر من يقوم بترتيب المعونات في المعرضمجموعة من الفتيات ويساعدهم فيها بعض الشباب في توزيع هذه المعونات على المتضررين والمحتاجين في أنحاء مدينة جدة جميعها .

وقال إبراهيم إن العمل المكثف لمجموعة المتطوعين والمتطوعات ساهم بشكل واضح في اكتفاء العديد من المحتاجين من الغذاء والاحتياجات الأساسية، معتبرا أن معونات ودعم أهالي جدة ساهم في تخفيف الأضرار ووصول المعونات إلى محتاجيها.

المتطوع غانم محمد وصف لـquot;إيلافquot;مشاهداته في حي البغدادية الواقع في جنوب جدة بالمؤلمة، وقال محمد الذي يعمل على توزيع المعونات للمتضررين إنه توجه رفقة عدد من الفريق التطوعي إلى الحي مرتين، الأولى كانت لحصر ما يحتاجه المتضررون من أغذية ومستلزمات طبية ومعيشية واصفا محمد المفأجاة أن هناك من حاول الصمود أمام مدّ المياه مع عائلته على quot;سلمquot; أحد المباني، وقال إنه حين عاد من جديد لإيصال المعونات كانت المعاناة في تخطي حاجز المياه الذي ارتفع إلى أكثر من مترين.

المتطوع وليد الرايقي أوضح ان مهمته باتت تكمن في مساعدة الجهات المعنية مع باقي زملائه في ما يتعلق بإخلاء المناطق من ساكنيها وإيصال المساعدات الغذائية إلى المحتاجين، موضحاً أنه يلبي دعوة أي جهة تدعوه بغض النظر عن وقتها وزمانها.

المتطوعة فايزة خالد أكدت لـquot;إيلافquot; أنها تساهم مع أخواتها وصديقاتها في مساعدة المتضررين من سكان الأحياء المتضررة خصوصا في المناطق القريبة منها، وقالت فايزة إنها تساهم بجمع الأغذية والمعونات من المنازل لإيصالها إلى المنازل المتضررة، وأضافت أنها تساهم في عملها بينما شقيقتها الطبيبة تقوم بجولات إغاثة على عدد من المنازل للمساعدة الطبية. وكان أمير منطقة مكة صرح بعد جولته الجوية على المناطق المتضررة في جدة أن متطوعي جدة هم من استطاعوا أن يصبغوا اللون الأبيض على جدة رغم كارثتها.

الإذاعات الجديدة ترسم نجاحها في الحدث

ومنذ بداية الأحداث التي شهدتها جدة الأربعاء الماضي لم تكن قنوات الاعلام الجدي هي المسيطرة على الساحة الإعلامية فقط، بل ساهمت كذلك الإذاعات الجديدة التي بدأ بث أغلبها قبيل شهرين في نقل الحدث عبر برامج خاصة للبث على مدار الساعة من المستمعين الذين كان بعضهم من المحتجزين والمتضررين من السيول وساهمت فرق الإنقاذ في الوصول إليهم.

وأوضح المتحدث الإعلامي لإذاعة quot;مكس إف أمquot; إبراهيم بادي أن جميع الإعلانات عبر القناة تم إيقافها وتم فتح الهواء لأربع وعشرين ساعة لنقل صوت الشارع والمساهمة كذلك في إيصال المعونات للمتضررين، وإعتبر بادي أن إذاعته استطاعت توجيه الجهات المعنية من خلال مداخلات المواطنين لأماكن احتجازهم. وأضاف بادي أن إذاعته كانت حلقة وصل بين جميع الأطراف ولم يكن هناك أي نوع من المزايدة على الإطلاق على حد وصفه، ورأى أنهم يستقبلون المداخلات من مسؤولي الدفاع المدني والمرور والتربية والتعليم لتوجيه المستمعين.

ولم يكن موقع اليوتيوب الشهير بعيدا عن كارثة quot;أربعاءquot; جدة بل حفل بالعديد من الفيديوهات التي اعتمد عليها العديد من الصحف والمواقع والقنوات الإخبارية لنقل صورة الأحداث وتفاعل الشارع السعودي معها.