أبرزت وسائل الإعلام الرسمية والحكومية السورية أحداث مصر على صدر صفحاتها الأولى، وركزت على quot;تواصل التظاهراتquot; فيها وquot;ارتفاع حصيلة القتلى والجرحىquot; وعلى quot;تكثيف حضور الجيشquot; في المدن المصرية المختلفة، وquot;تسارعquot; إجلاء الأجانب، كما شددت على دعوة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى quot;انتقال منظم للسلطةquot; في مصر .


دمشق: رغم البرود وquot;الخلافquot; السياسي الرسمي بين سوريا ومصر الذي وسم العلاقة بين البلدين خلال الخمس سنوات الأخيرة، إلا أن وسائل الإعلام السورية الرسمية حرصت على أن لا تكون منبراً للهجوم على القيادة المصرية بشكل مباشر أو غير مباشر، ولم تنشر أي صحيفة رسمية افتتاحية معادية لمصر وللنظام الحالي، كما حرصت من خلال عدة مقالات وآراء على التركيز على ضرورة الحفاظ على تراث مصر وعدم انتشار الفوضى وضرورة الخروج من الأزمة بأقل الخسائر، دون أن يكون هناك موقف معارض للنظام المصري أو مؤيد له، وحاولت الابتعاد عن عرض أسباب أحداث مصر وتحليلها.

وفي صحيفة (تشرين) الحكومية كتب محلل سياسي أن للعرب quot;الحق بأن يخاف على مصر ويشعر بالقلق عليها حفاظاً على دورها ومكانتها وريادتها التي لا نريدها أن تتخلى عنها ونأمل أن تستعيدها سريعاًquot;، وعن حال العرب عموماً أضاف quot;هو واقع نأمل أن نتجاوزه بأسر ع وقت ونرجو أن يتغير للأفضل بأقل الخسائرquot;.

أما صحيفة (الثورة) شبه الرسمية فقد حذّرت من quot;أطفال الشوارع والمجرمينquot; ومن quot;أكثر من مليونين ممن يتعيشون ويعيشون بين أكوام الزبالة، أو في بيوت التنك أو بين المقابرquot;، ورأت أنهم في ظل quot;فصل طبقي واجتماعي وثقافي حاد يحول المجتمع إلى برميل بارود بأثر دراماتيكيquot;، وتساءلت الصحيفة quot;هل حلت لحظة الثأر وتصفية حساب ظلم معمر تفاقم في العقود الأخيرةquot;، وأعربت عن تفاؤلها بأن quot;مصر المحروسةquot; والمصريين quot;لن يدعوا التاريخ يكرر نفسه معهم كمهزلةquot;، مشيرة إلى تنظيم المصريين أنفسهم للدفاع عن تراثهم وممتلكاتهم، وإلى دور الجيش بحماية الدولة ومؤسساتها، وتنديد الشباب المصري بالمخربين.

بالمقابل رفعت مواقع إلكترونية سورية معروف عنها قربها من النظام السوري من نبرتها ضد النظام المصري، وكانت أكثر تشدداً وهجوماً على القيادة المصرية، وأبرزت عناويناً مثيرة لأخبار مصر، منها ما يؤكد على اعتزام الجيش المصري إعلان تنحية الرئيس حسني مبارك خلال ساعات، ورفض عدد من قيادات الجيش المصري إطلاق النار على المتظاهرين وانضمامهم إليهم، وقيام عناصر الشرطة السرية بـquot;تخريب في المناطق الهادئةquot;، كما نشرت تقارير عن ما قالت إنه quot;ثروات للرئيس مبارك وأسرتهquot;، في مصر ولندن وغيرها من دول العالم، ومنها من ذهب بعيداً بالحديث عن الرئيس مبارك على أنه quot;رئيس سابقquot;.