بسبب تحريم اليهودية الأرثوذكسية سائر مظاهر الحضارة الحديثة أيام السبت، تفضلت السلطات البريطانية بإجازة مشروع لإقامة شارات عبور تعمل بدون لمسها.


يهودي ارثوذكسي يقطع الطريق

لندن: ستشهد بريطانيا أول شارات لعبور المشاة طرق السيارات بدون لمس مشغلاتها. ويأتي هذا المشروع تسهيلا لليهود الأرثوذكس الذين يمتنعون عن العمل والتعامل مع اي من الوسائل الحضارية الحديثة كتشغيل الماكينات، بموجب تعاليم ديانتهم.

وستنصب أول شارة عبور من هذا النوع قرب كنيس حي فينشلي بشمال لندن. وستوقف هذه حركة السيارات لعبور المشاة بشكل تلقائي كل 90 ثانية منذ غروب الشمس يوم الجمعة الى غروبها السبت من كل اسبوع، وهو ما يغطّي العطلة الدينية اليهودية ويتيح لأتباعها مزيدا من الحركة بدون كسر المحظور. لكن جماعات قيادة السيارات سارعت الى الشكوى من أن الشارع المختار، وهو نورث سيركيولار، يعتبر بين الأكثر ازدحاما بحركة السيارات في العاصمة وأن نقطة العبور المقترحة ستضيف الكثير الى معاناة السائقين.

شارات مرور خاصة في اليهود يوم السبت
وسيكلف المشروع في ذلك المكان وحده 8 ملايين جنيه (12.8 مليون دولار). وتقرر بدء العمل فيه بعدما شكا قادة اليهود الأرثوذكس من أن وصول كهنته والعاملين فيه، إضافة الى المصلين، يعني مخالفة قواعد الدين. وتقدموا بشكواهم الى laquo;هيئة مواصلات لندنraquo; المسؤولة أيضا عن الطرق في العاصمة البريطانية.

وقال ناطق باسم الهيئة لوسائل الإعلام: laquo;نحرص دوما على التشاور مع ممثلي الأحياء في ما يخص أي مشاريع كبيرة قد تؤثر بشكل أو آخر على سلاسة التنقل في العاصمة. وقد طلب الينا قادة الكنيس الاستجابة لمطالبهم وقررنا أن هذا بالإمكان. وفي ما يتعلق بالتكاليف فهي لا تنتقص شيئا يذكر من ميزانية الصيانة المخصصة لهذه المنطقةraquo;.

ويأتي المشروع في أعقاب laquo;فتوىraquo; بإرخاء المحظورات اليهودية الأرثوذكسية في منطقة داخل حي فينشلي حددها علماء الدين وتسمى laquo;إيروفraquo;. وهي منطقة مساحتها 9.6 كيلومتر مربع.

ويذكر أن اليهود الملتزمين يتمتعون ببعض الاستثناءات يوم السبت منها حمل مفاتيح دورهم ودفع الكراسي المتحركة وعربات الأطفال. لكن استخدام الكهرباء وكل ما يعمل بها، على سبيل المثال، يظل محرما عليهم ويلقي بصاحيه الى التهلكة في الدار الآخرة تبعا للتعاليم اليهودية.