واشنطن: باشرت الولايات المتحدة الأربعاء حملة دبلوماسية مكثفة ضد إيران بعد اكتشاف مؤامرة لاغتيال السفير السعودي في واشنطن؛ في هذا الإطار، عقدت مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة سوزان رايس ومندوب السعودية عبد الله المعلم اجتماعا منفصلا في نيويورك مع ممثلي الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن.

وصرح مسؤول أميركي، طلب عدم كشف اسمه، أن رايس تعقد مشاورات فردية مع أعضاء مجلس الأمن لاطلاعهم على المؤامرة ولتطلب دعمهم من اجل محاسبة إيران. وأفاد مصدر دبلوماسي بأن واشنطن أرسلت مبعوثين إلى موسكو وبكين لإطلاع السلطات الروسية والصينية على تفاصيل التحقيق في القضية.

وأعلنت بريطانيا وفرنسا أنهما ستدعمان المبادرات الأميركية. وفي تعليقات أمام الصحافيين، قال سفير روسيا في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين إن القضية غريبة.

من ناحية أخرى، فرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية إضافية على إيران. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني quot;لقد فرضنا اليوم عقوبات إضافية على شركة ماهان للطيران التي تقدم خدمات في مجال نقل الأشخاص والأموال ونقل الأعوان للحرس الثوري الإيرانيquot;.

وقالت وزارة الخزانة الأميركية إن شركة quot;مهان إيرquot; نقلت عناصر من فيلق القدس وحزب الله عبر منطقة الشرق الأوسط. وتقضي العقوبات بتجميد أصول الشركة في الولايات المتحدة وحظر الشركات الأميركية من التعامل معها.

وقال ديفيد كوهين وهو مسؤول في وزارة الخزانة إن الشركة نقلت سرا عناصر في فيلق القدس وأسلحة وأموال عبر رحلاتها. وكانت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، قالت إن المخطط المزعوم quot;تصعيد خطيرquot; من قبل إيران. وجاء الإعلان عن العقوبات بعد يوم واحد من كشف السلطات الأميركية أنها أحبطت مخططا لاغتيال السفير السعودي لدى واشنطن، عادل الجبير، باستخدام المتفجرات.

وعن الجهة التي يحتمل أن تكون وراء المخطط، قال كارني quot;نعرف من الوقائع أن قادة كبارا من قوات القدس متورطون، ولا أريد التكهن أو الخوض أكثر من أنه جزء من الدولةquot;. وأضاف كارني أن الوقائع تتحدث بذاتها. ورأى كارني أن المخطط يعد تصعيدا خطيرا من جانب الحكومة الإيرانية.

أضاف كارني quot;لقد باشرنا اتصالات ومشاورات دبلوماسية مكثفة مع عدد من العواصم وفي الأمم المتحدة بنيويورك أيضا، لشرح ما حدث، وحتى نحاول صد أي مجهود لإيران وإفشال سعي إيران للتنصل من المسؤوليةquot;.

وفرضت الولايات المتحدة الثلاثاء عقوبات على خمس أشخاص قالت إنهم متورطون في مخطط الاغتيال المزعوم بمن فيهم شخصان يخضعان للتحقيق الذي تجريه السلطات الأميركية في الموضوع. والشخصان المتهمان هما منصور أربابسيار الذي يبلغ من العمر 56 عاما ويحمل الجنسيتين الأميركية والإيرانية وغلام شكوري المقيم في إيران.

ووصفت السلطات الأميركية شكوري وثلاثة آخرين وردت أسماؤهم في قائمة العقوبات بأنهم أعضاء في فيلق القدس. واتهم أرباسيار من قبل محكمة في نيويورك الثلاثاء بتحويل مبلغ 100 ألف دولار إلى بنك أميركي بهدف تمويل المخطط الذي تبلغ كلفته 1.5 ميلون دولار. وقال مسؤولون أميركيون إن المتهم اتصل بعميل أميركي ادعى أنه عضو في عصابة مخدرات مكسيكية لتنفيذ عملية الاغتيال.

وقالت وسائل إعلامية إيرانية الأربعاء إن وزارة الخارجية الإيرانية استدعت السفير السويسري الذي يرعى المصالح الأميركية في طهران للاحتجاج quot;بقوةquot; على المزاعم الأميركية. ونقل موقع تلفزيون العالم على الإنترنت عن وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي، قوله quot;أميركا دبرت سيناريو خبيثا. ولكن تأكدوا من أنهم سيعتذرون في المستقبلquot;.

وأدان مجلس التعاون الخليجي المخطط المزعوم واصفا إياه بأنها quot;انتهاك صارخquot; للأعراف والاتفاقيات الدولية. وظهرت بعض التفاصيل الخاصة بحياة أرباسيار داخل الولايات المتحدة ومنها أنه يتاجر في السيارات المستعملة في تكساس.

وسبق أن اتهم أرباسيار عام 2001 بالسرقة حسب وثائق في محكمة في تكساس رغم أن التهمة أسقطت عنه لاحقا. كما ألقي القبض عليه عدة مرات في التسعينيات من القرن الماضي بسبب انتهاك قوانين السير.