دبي: انطلقت مسيرات حاشدة في عدة مدن يمنية أضخمها في مدينة تعز للمطالبة برحيل الرئيس اليمني على عبد الله صالح في جمعة ما سموها quot; جمعة الوفاء لثورة 14 أكتوبرquot;. وكان المعارضون لنظام صالح قد أحيوا مساء الخميس في كل ساحات الاعتصام الذكرى الثامنة والأربعين لثورة 14 أكتوبر التي قامت عام 1963 ضد الاحتلال البريطاني لجنوب اليمن.
ووفقا للتقارير كانت أضخم الاحتجاجات في مدينة تعز جنوبي البلاد حيث شارك عشرات الآلاف بعد صلاة الجمعة في مظاهرات منددين بالقصف الذي تعرضت له القرى المجاورة الأسبوع الماضي من قبل القوات الحكومية. كما طالب المتظاهرون المجتمع الدولي بالاعتراف بشرعية quot;الثورةquot; وإجبار عبدالله صالح على التنحي عن السلطة وتسليمها لما وصفوه بـquot;شباب الثورةquot;.
وحدها العقوبات توقف العنف في اليمن
إلى ذلك، يقول محللون ان صدور قرار عن الامم المتحدة يدعو الرئيس اليمني الى الاستقالة ولا ينص على فرض عقوبات، سيكون تأثيره ضعيفا لوقف موجة العنف في اليمن. وعلى رغم التظاهرات الشعبية المستمرة منذ اشهر، يرفض الرئيس صالح الذي يتولى السلطة منذ 33 عاما الاستقالة الا اذا انسحب من الحياة العامة منافساه اللواء المنشق علي محسن الاحمر والزعيم القبلي الواسع النفوذ الشيخ صادق الاحمر اللذان يواجهان قواته في صنعاء.
ويؤكد اللواء علي محسن الاحمر الذي كان حليفا للرئيس اليمني وانضم الى حركة الاحتجاج في اذار/مارس، انه لا يطمح الى الاضطلاع بأي دور سياسي على رغم انه يسيطر عسكريا على بعض مناطق العاصمة. ويتولى الشيخ صادق الاحمر الذي لا يشغل اي منصب رسمي، قيادة اقوى قبائل اليمن، فيما يعتبر شقيقه حميد رجل الاعمال الثري شخصية بارزة في صفوف المعارضة الاسلامية.
وتنص الخطة الخليجية للخروج من الازمة وتؤمن الاطار الوحيد لتسوية سياسية، على استقالة الرئيس صالح لكنها لا تتطرق الى دور منافسيه في حكومة مستقبلية. وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قالت المحللة ايبريل الاي من مجموعة الازمات الدولية (انترناشونال كرايزيس غروب) ان quot;هذه ثغرة كبيرةquot; في هذه الخطة.
وهي تعتبر بالتالي انه اذا ارسل قرار لمجلس الامن quot;اشارة قوية الى الطبقة السياسيةquot; فلن ينجم عنه quot;تأثير فعليquot; لأن الاعتبارات المحلية تتغلب على القرارات الدولية في حسابات الرئيس اليمني. واشارت هذه المحللة الى ان quot;صالح لن يتخلى عن منصبه ولن يسحب ابناءه واقاربه من مراكز القرار ولن يتيح ل (علي) محسن والشيخ صادق تقدم الصفوف والاضطلاع بدور اساسي في حكومة مستقبليةquot;.
ويدعو مشروع قرار للامم المتحدة الى تطبيق الخطة الخليجية والى وقف فوري للعنف، لكن محللين يعتبرون ان قرارا لا يتضمن تهديدا بالتحرك سيكون تأثيره ضئيلا على الارض. وفي تصريح لوكالة فرانس برس قال بروس ريدل من مجموعة بروكينغز ميدل ايست للدراسات quot;آن الاوان لتتحرك المجموعة الدولية بمزيد من القوة والحزم (...) لكن ليست لدي اوهام حول امكانية اقناع الرئيس صالح بالاستقالةquot;.
ومن دون التوصل الى تسوية سياسية مقبولة من جميع الاطراف في اليمن، لا يبقى الا الخيار العسكري، كما قال. واضاف ان quot;هذا ليس فقط الخطر الاكبر، انه وضع يزداد احتمالا. فقد اثبت صالح انه لا يصغي الى الدعوات التي تطالبه بالاستقالة. انه يقود بلاده نحو الهاويةquot;.
وفيما يأمل المتظاهرون الذين ينفذون منذ شباط/فبراير اعتصاما للمطالبة بتنحي الرئيس صالح، تحركا حاسما من مجلس الامن، دعت الحكومة اليمنية المجلس الى الامتناع عن اتخاذ اي قرار من شأنه تعقيد الازمة. وجاء في رسالة لشبان الثورة بعثوا بها الى الامم المتحدة مطلع تشرين الاول/اكتوبر، ان 861 شخصا على الاقل قتلوا وان 25 الفا اصيبوا في اليمن منذ بداية التظاهرات اواخر كانون الثاني/يناير.
ومع المواجهات المتقطعة بين القوات المتنافسة والقمع الدموي للاحتجاجات، ثمة خشية من تضاؤل اهمية الدعوات الى بسط الديموقراطية. وقال المحلل اليمني عبد الغني الارياني ان quot;هذه الاصوات خنقتها اصوات المدافعquot;، ملاحظا ان الاحتجاجات التي بدأت ثورة شعبية سلمية تتحول الى نزاع بين الفصائل المتنافسة في البلاد التي تواجه تنامي قوة تنظيم القاعدة ومجموعة انفصالية في الجنوب وتمردا شيعيا في الشمال وتعاني بالتالي من انهيار لاقتصادها.
التعليقات