تاريخ النشر: الخميس 27 أكتوبر الساعة 21:16 ت. غ

تونس: فرضت الحكومة التونسية حظراً للتجول في سيدي بوزيد التي تشهد اضطرابات بعد إعلان نتائج الإنتخابات. وأفادت الأنباء ان عناصر الأمن قامت باطلاق النار بالهواء لتفريق التظاهرة.

وقال شاهدان في بلدة سيدي بوزيد اليوم الجمعة إن قوات الأمن التونسية أطلقت النار في الهواء في محاولة لتفريق جموع من المحتجين حاولوا مهاجمة مقر المجلس البلدي. وقال أحد الشهود واسمه عطية عثموني لوكالة رويترز إن الجيش يحاول تفريق الحشود باطلاق النار في الهواء والغازات المسيلة للدموع. وقال الشاهد الثاني مهدي هورشاني ان الجيش تدخل حين حاول الحشد مهاجمة مقر المجلس البلدي.

وأطلق راشد الغنوشي رئيس حزب النهضة الاسلامي الفائز في الانتخابات التونسية التي جرت في 23 تشرين الاول/اكتوبر، الجمعة نداء الى سكان سيدي بو زيد للهدوء في هذه المدينة.وقال الغنوشي quot;ندعو الى الهدوء والحفاظ على الاملاك العامةquot;، بعد أن تعرض مقر حزب النهضة ومنشآت عامة في هذه المدينة الواقعة وسط البلاد الى التخريب والنهب بعد الاعلان عن النتائج الخميس.

وأمس، قال شهود إن انصار حزب تونسي معارض شطبت نتائجه في البلدة أشعلوا النار في مكتب رئيس البلدية اثناء احتجاج مساء الخميس. واضاف الشهود ان الشرطة التونسية استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات من المحتجين من المؤيدين لحزب العريضة الشعبية الذي يتزعمه رجل الاعمال الهاشمي الحامدي.

وقال احد الشهود ان المحتجين اشعلوا النار ايضا في مكتب للحملة الانتخابية لحزب النهضة. وجاء حزب العريضة الشعبية -الذي يحظى بتأييد قوي في سيدي بوزيد- في المرتبة الرابعة في الانتخابات وفقا للنتائج التي اعلنتها اللجنة المستقلة للانتخابات.

هذا واعلن الهاشمي الحامدي زعيم قوائم quot;العريضة الشعبيةquot; مساء الخميس لوكالة الأنباء الفرنسية سحب قوائمه التي فازت بـ 19 مقعدا (مرتبة رابعة) في المجلس التأسيسي، وذلك بعد اعلان الهيئة العليا المستقلة للانتخابات الغاء فوز قوائمها في ست دوائر انتخابية خصوصا بسبب مخالفات مالية.

وكانت quot;العريضة الشعبيةquot; ستحل ثالثة في الانتخابات لو احتسبت نتائج قوائمها الملغاة (8 مقاعد)، خلف النهضة وحزب المؤتمر من اجل الجمهورية وقبل التكتل الديمقرطي من اجل العمل والحريات. وقال الحامدي من لندن حيث يقيم quot;انسحب رسميا من هذه العملية السياسية التي افضت الى الغاء اصوات عشرات آلاف التونسيين (..) خصوصا في سيدي بوزيد، الولاية التي فجرت الثورة التونسيةquot;.

وحلت quot;العريضة الشعبيةquot; اولى في دائرة سيدي بوزيد وحصلت على ثلاثة مقاعد متقدمة على حزب النهضة. واضاف quot;لم يعد هناك اي معنى لمشاركة العريضة الشعبية ولن نقدم اي طعون وننسحب من المجلس التاسيسي واي عضو من العريضة يبقى فيه لا يمثلناquot; منددا بquot;حملة شرسة والتعتيم التام على العريضة خلال الحملة الانتخابيةquot; في تونس.

وتابع الحامدي quot;اذا ارادوا نعتنا بالشياطين والتجمعيين (انصار حزب بن علي)، فليكن. نحن نترك لهم الساحة ولياخذوا اصواتنا ويتقاسموها كما يحلو لهمquot;. وقال quot;لقد تم استبعادنا ظلما في سيدي بوزيد والقصرين حيث صوت 70 بالمئة من الناس لناquot;.

وحققت quot;العريضة الشعبيةquot; افضل نتائجها (3 مقاعد) في سيدي بوزيد منطقة الهاشمي الحامدي، حيث ادى الاعلان عن الغاء فوز عدد من قوائمها الى اعمال عنف احتجاجية مساء الخميس.

وكان الحامدي وعد خلال حملته الانتخابية عبر قناته quot;المستقلةquot; التي تبث من لندن، بالمجانية التامة للعلاج وبمنحة بقيمة 200 دينار (100 يورو) لكل عاطل عن العمل. كما تعهد بضخ ملياري دينار (نحو مليار يورو) في ميزانية الدولة. ووصف قيادي يساري quot;المفاجأةquot; الانتخابية التي حققها الحامدي بانها quot;سطو انتخابيquot;.

واستقبل اعلان رئيس الهيئة العليا للانتخابات كمال الجندوبي الغاء قوائم quot;العريضة الشعبيةquot; بعاصفة من التصفيق في المؤتمر الصحافي الذي اعلنت خلاله نتائج الانتخابات التي فازت بها النهضة التي حصلت على 90 مقعدا من مقاعد المجلس التاسيسي ال 217. وحددت الهيئة العليا للانتخابات آجال الطعون بخمسة ايام (يومان لتقديمها وثلاثة للرد عليها).

حزب النهضة الاسلامي يفوز بانتخابات المجلس التأسيسي

وفاز حزب النهضة الاسلامي في انتخابات المجلس التأسيسي التاريخية التي جرت في تونس الاحد الماضي بعد تسعة اشهر من الاطاحة بنظام زين العابدين بن علي وحصل على 90 مقعدا (41,47 بالمئة من المقاعد)، بحسب النتائج النهائية الموقتة التي اعلنها مساء الخميس رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات كمال الجندوبي.

وحال اعلان النتيجة تدفق انصار النهضة على شارع الحبيب بورقيبة في قلب العاصمة التونسية رافعين علم تونس ورايات النهضة ومطلقين العنان لابواق سياراتهم فرحا. وحزب النهضة الذي كان ناشطوه قمعوا بشدة في عهد نظام بن علي والذي حصل على تأشيرة العمل القانوني بعد الثورة التي اطاحت به، يدشن بهذا الفوز دخوله من الباب الكبير للساحة السياسية التونسية وستكون له الكلمة الطولى في كافة القرارات التي تخص مستقبل البلاد.

وحل حزب المؤتمر من اجل الجمهورية (يسار قومي) بزعامة المنصف المرزوقي ثانيا وحصل على 30 مقعدا (13,82 بالمئة من مقاعد المجلس) محققا بذلك نتيجة جيدة لم يكن اي من المحللين يتوقعها قبل الانتخابات ليصبح القوة السياسية الثانية وفاعلا اساسيا في المشهد السياسي التونسي.

وجاء حزب التكتل الديمقراطي من اجل العمل والحريات (يسار) بزعامة مصطفى بن جعفر ثالثا ب21 مقعدا (9,68 بالمئة). وتسجل المراة حضورها في المجلس التاسيسي ب 49 عضوا اغلبهن من النهضة. واعلنت النتائج الاولية النهائية بعد اربعة ايام من اول انتخابات حرة في تاريخ تونس اقبل التونسيون فيها على التصويت بكثافة.

وقال كمال الجندوبي خلال المؤتمر الصحافي quot;ان انخراط الناخبين بكل هذه الكثافة يعتبر نجاحا للعملية الانتخابية وتاكيد للوعي التام بمسؤوليتهم التاريخية في وضع حجر الاساس للبناء الديمقراطي بتونسquot; ووصف يوم الانتخابات 23 تشرين الاول/اكتوبر بانه quot;موعد تاريخيquot;. وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 77,65 بالمئة من الناخبين المسجلين اراديا (4,1 ملايين) و14,2 بالمئة بين باقي الناخبين.

وتعتبر النتائج المعلنة موقتة لحين الانتهاء من الطعون امام المحكمة الادارية. وبعد ذلك من المقرر ان يدعو الرئيس الموقت فؤاد المبزع المجلس التاسيسي المنتخب للاجتماع.

وسيتولى المجلس التأسيسي الذي عادت بانتخابه الشرعية الدستورية لمؤسسات الدولة في تونس، بالخصوص وضع دستور quot;الجمهورية الثانيةquot; في تاريخ تونس وايضا تقرير السلطات التنفيذية وتولي التشريع لحين اجراء انتخابات عامة في ضوء مواد الدستور الجديد.

ومع وضوح المشهد السياسي الجديد في تونس تواصلت المشاورات داخل القوى السياسية وفي ما بينها للاتفاق على قواعد المرحلة الانتقالية الثانية بعد الثورة وتوزيع ابرز مناصبها خصوصا بين كتلة الاسلاميين وابرز احزاب اليسار. وقال زعيم حزب النهضة راشد الغنوشي الاربعاء ان مختلف الاجراءات التي تلي الانتخابات وصولا الى تشكيل الحكومة الانتقالية quot;يجب ان تتم في اقصر وقت ممكن لا يزيد عن شهرquot;.

ولم تكشف النهضة حتى الان عن مرشحها المفضل لرئاسة المجلس التاسيسي او رئاسة الجمهورية وسمت في المقابل مرشحها لرئاسة الحكومة الانتقالية وهو امينها العام حمادي الجبالي (62 عاما) وهو من سوسة بمنطقة الساحل التونسي التي كانت اعطت تونس رئيسيها الوحيدين منذ استقلالها سنة 1956 الحبيب بورقيبة (المنستير) وزين العابدين بن علي (سوسة).

واشارت مصادر اعلامية الخميس الى ان النهضة قد ترشح سعاد عبد الرحيم رئيسة قامتها في دائرة تونس-2 وهي سيدة اعمال غير محجبة تملك حضورا قويا، لمنصب رئاسة المجلس التاسيسي. وقد تحدث النهضة مفاجأة بتعيين امراة في اعلى منصب سيادي في الدولة ما يسهم في تبديد مخاوف يثيرها خصومها بشان تهديد الاسلاميين للحريات وخصوصا حرية المراة، غير ان النهضة لم تؤكد ذلك.

وبالنسبة لمنصب رئيس الجمهورية فان الجبالي اشار الى ثلاثة اسماء هم المنصف المرزوقي زعيم حزب المؤتمر من اجل الجمهورية (يسار قومي) ومصطفى بن جعفر زعيم حزب التكتل من اجل العمل والحريات (يسار، قريب من الحزب الاشتراكي الفرنسي) والباجي قائد السبسي الذي تولى رئاسة الحكومة الانتقالية الاولى منذ شباط/فبراير الماضي.

ويتردد ايضا اسم احمد المستيري المعارض التاريخي للحبيب بورقيبة والذي كان عضوا في المجلس التاسيسي الاول سنة 1956. ويدعو حزب النهضة الى تشكيل quot;حكومة ائتلاف وطنيquot; ويؤيده في ذلك حزب المؤتمر من اجل الجمهورية. وفي المقابل يدعو حزب التكتل الى quot;حكومة مصلحة وطنيةquot; مع استبعاد quot;الاحزاب التي تعاملت مع بن عليquot; في حين يدعو حزب التجديد (الشيوعي سابقا) الى quot;حكومة كفاءات وطنية من خارج الاحزابquot;.

واكد كل من حزب النهضة والمؤتمر والتكتل بداية المشاروات بينهم في ما سيصبح في حال اتفاقهم كتلة الاغلبية في المجلس التاسيسي. غير ان الجميع يحرص على توسيع المشاورات لتشمل احزابا اخرى سواء ممثلة او غير ممثلة داخل المجلس التاسيسي.

وقال الجبالي ان النهضة لا تسعى لفرض دستور يلغي الحريات مثل حرية المعتقد والحريات الفردية وقوانين المراة ومكانتها في المجتمع. ويوالي الاسلاميون التصريحات المطمئة بشان التزامات الدولة التونسية وللمستثمرين وخصوصا في قطاع السياحة الحيوي الذي يمثل 7 بالمئة من اجمال الناتج المحلي. وتؤيد النهضة النظام البرلماني.