سيف الإسلام في طرابلس في صورة تعود لـ 23 آب/ أغسطس 2011

بكين: قال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو اليوم الاحد إن لديه quot;أدلة دامغةquot; على أن سيف الإسلام القذافي ابن الزعيم الليبي السابق معمر القذافي شارك في هجمات منظمة على المدنيين والاستعانة بالمرتزقة.

وقال مورينو أوكامبو أيضا إنه التقى وسيف الاسلام قبل عدة سنوات وانه كان يؤيد جهود المحكمة الجنائية الدولية في القاء القبض على الرئيس السوداني عمر حسن البشير بسبب مذابح جماعية مزعومة وجرائم أخرى في دارفور.

وقال لوكالة quot;رويترزquot; quot;لدينا شاهد شرح كيف أن سيف كان يشترك في التخطيط للهجمات على المدنيين بما في ذلك استئجار مرتزقة من دول مختلفة ونقلهم وأيضا الجوانب المالية التي كان يغطيهاquot;. بعد ذلك أوضح مورينو أوكامبو أنه كان يعني أن لديه عدداً من الشهود وليس واحداً فقط.

ومضى يقول quot;لذلك فان لدينا أدلة دامغة تعضد القضية لكن بالطبع سيف ما زال بريئا (افتراضيا) وسيتعين علينا التوجه الى المحكمة وسيتخذ القاضي قرارهquot;. وقال مورينو أوكامبو إنه يعتزم التوجه الى نيويورك لاطلاع مجلس الامن التابع للامم المتحدة يوم الاربعاء على عمل المحكمة في الشأن الليبي.

وكان قد تردد في وقت سابق ان سيف الاسلام يختبئ في النيجر بعد قتل والده في سرت في العشرين من تشرين الاول/اكتوبر. لكن مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية صرح الجمعة ان المحكمة تجري quot;اتصالات غير رسميةquot; مع سيف الاسلام بشأن امكان تسليم نفسه الى المحكمة التي تلاحقه بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية.

وقال مورينو اوكامبو بحسب بيان quot;لدينا اتصالات غير رسمية مع سيف عن طريق وسطاءquot;، مضيفا quot;مكتب المدعي العام ابلغه بشكل واضح بانه اذا ما سلم نفسه الى المحكمة الجنائية الدولية، سيكون لديه الحق بتقديم افادته امام المحكمة وسيكون بريئا حتى ثبوت العكسquot;.

من جهته، قال ريتشارد دير من منظمة هيومن رايتس ووتش في بيان ان quot;مقتل معمر القذافي في شكل فظيع الاسبوع الفائت يجعل من الملح تسليم نجله سيف الاسلام الى المحكمة الجنائية الدولية ليحظى بمحاكمة عادلة في لاهايquot;.

واعتبرت منظمة العفو الدولية انه quot;ينبغي ان يحظى (سيف الاسلام) بفرصة التوجه الى المحكمة الجنائية الدوليةquot; لضمان quot;العدالة والحقيقة والتعويضاتquot; لضحايا الجرائم التي ارتكبها. لكن السلطات الليبية الجديدة كررت عزمها على محاكمة سيف الاسلام على اراضيها.

وقال محمد العلاقي وزير العدل في المجلس الوطني الانتقالي الليبي quot;اذا قبض عليه في ليبيا، ينص القانون الليبي على ان يحاكم هنا. لكننا سنضمن له محاكمة عادلةquot;. ويوم الخميس، افادت صحيفة بيلد التي تصدر في جنوب افريقيا ان مجموعة من المرتزقة من هذا البلد ما زالت في ليبيا تحاول اخراج سيف الاسلام من هناك.

وتحدثت صحيفة رابورت التي تصدر باللغة الافريكانية ايضا استنادا الى مصادر لم تسمها عن 19 مرتزقا من جنوب افريقيا تعاقدت معهم شركات جنوب افريقية مرتبطة بالقذافي للمشاركة في حماية العقيد واقاربه.

وافاد مسؤول من الطوارق ان سيف الاسلام توجه على ما يبدو الى الحدود بين ليبيا والنيجر حيث يحاول اللجوء. وقالت صحيفة بيلد ان طائرات تنتظر في جوهانسبورغ والشارقة في الامارات العربية المتحدة بانتظار امر الاقلاع لنقل المرتزقة -- وربما سيف الاسلام -- عندما تسمح الظروف بذلك.

وفي نهاية آب/اغسطس افادت معلومات صحافية ايضا ان مجموعة جنوب افريقية نقلت من طرابلس الى نيامي كمية من الذهب والعملة الاجنبية والالماس لحساب القذافي. وبعد شهر ساعد مرتزقة جنوب افريقيون على ما يبدو زوجة معمر القذافي صفية وابنته واثنين من ابنائه هما هنيبال ومحمد على الفرار، كما افادت بيلد.

ومن ناحيته، قال سفير جنوب افريقيا لدى الامم المتحدة باسو سانغكو لوكالة فرانس برس ان سلطات بلاده تجري تحقيقا في الامر. واضاف quot;اننا نحقق بالوقائع. هناك قوانين ولكن هؤلاء الناس يتحركون بمبادرة فردية. ماذا يمكننا ان نفعل؟quot;.