ممثل سوريا في اجتماع اللجنة الوزارية العربية في الدوحة السفير يوسف الأحمد

آخر تحديث الساعة 9:36 بتوقيت غرينيتش

طرحت اللجنة الوزارية العربية حول الملف السوري الأحد ورقة لوقف العنف في سوريا، فيما طلبت دمشق مهلة حتى اليوم الإثنين للردّ عليها، ودعا رئيسالوزراء القطري حمد بن جاسم سوريا إلى اتخاذ خطوات ملموسة لتجنّب quot;عاصفة كبيرة فيالمنطقةquot;.


الدوحة:قدمت اللجنة الوزارية العربية المكلفة الملف السوري ورقة عمل لوقف العنف في سوريا خلال اجتماعها الأحد في الدوحة بحضور وزير الخارجية السوري وليد المعلّم، الذي طلب مهلة حتى الاثنين لتقديم الردّ السوري عليها.

وافاد الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي لوكالة فرانس برس ان الخطة العربية لسوريا تتضمن سحب الاليات العسكرية من الشارع ووقف العنف فورا وبدء حوار بين النظام ومكونات المعارضة في القاهرة.

وقال العربي ان الخطة التي قدمت للوفد السوري مساء الاحد في الدوحة ويفترض ان ترد دمشق عليها اليوم الاثنين، تنص على quot;سحب الاليات العسكرية ووقف العنف فورا حتى نعطي مصداقية ورسالة تطمين للشارع السوريquot;.

واضاف ان الخطة تنص ايضا على quot;بدء عمليات الحوار مع كل مكونات المعارضة في القاهرةquot;.

ومن جهته، لم يتردد الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني رئيس اللجنة العربية بالرد ضمنًا على الحديث الصحافي للرئيس السوري عندما حذّر من quot;اللفّ والدوران والاحتيالquot;، داعيًا إلى اتخاذ خطوات ملموسة سريعة في سوريا لتجنّب quot;عاصفة كبيرةquot; في المنطقة.

وقال الشيخ حمد في ختام الاجتماع إن الاجتماع quot;كان جديًا وصريحًا... وتوصلنا إلى ورقة تتعامل مع كل القضايا، وطلب الوفد السوري أن يردّ على هذه الورقة غدًاquot; الاثنين.

وأوضح رئيس الوزراء القطري، الذي يشغل أيضًا منصب وزير خارجية بلاده، أن الورقة quot;جدية لوقف كل أعمال العنف والقتل في سورياquot;.

وذكر أن هناك اجتماعًا للجامعة العربية يوم الأربعاء في القاهرة quot;سواء اتفقنا أو لاquot;، مشددًا على أن quot;الأهم من الجواب هو العمل السريع والفوري والعمل وفق الاتفاق وتنفيذهquot;.

وقال الشيخ حمد إن الوفد السوري، الذي خرج من الاجتماع للتشاور ثم التحق به مجددًا، quot;سيبقى الليلة في الدوحة، وإذا تم الاتفاق على الورقة، نقدمها إلى الجامعة الأربعاءquot;، مشددًا مرة أخرى على أن quot;أهم شيء هو التنفيذquot;.

وفي رده على سؤال حول موقف اللجنة العربية في حال تم رفض الورقة، قال الشيخ حمد quot;إن مجلس الجامعة العربية في اجتماعه يوم الأربعاء سيكون سيد قراره في هذا الموضوعquot;. وأضاف quot;إن اجتماع مجلس الجامعة قائم، سواء تم الاتفاق على الورقة أم لم يتمquot;.

وفي إجابته عن سؤال آخر حول تدويل الأزمة السورية، شدد الشيخ حمد على أن قرار الجامعة العربية يتحدث عن الحلّ العربي ودرء التدخل الأجنبي quot;وهذا هو الموقف العربي في الوقت الحاضرquot;.

وفي ما يتعلق بتصريحات الرئيس السوري بأن المنطقة قد تشتعل في حال التدخل الأجنبي في سوريا، لفت إلى quot;أن المنطقة كلها معرّضة الآن لعاصفة كبيرة، ومن المهمّ أن يعرف القادة العرب كيفية التعامل معها.. ليس بالاحتيال أو باللفّ أو الدوران، وإنما بالإصلاح الجاد الذي يخدم الشعوبquot;.

وتابع quot;ليس كل ما هو موجود في العالم العربي سيئًا، وليست كل الدول العربية بالسوء نفسه، ولكن المطلوب القيام بخطوات إصلاحية تجنبًا لما حصل في بعض الدول العربية، لأن التغيير كان صعبًا، والتدمير والخسائر والتضحيات كانت كبيرةquot;.

وأكد على ضرورة أن يكون هناك تفاهم بين الحاكم والشعب حول ماهية الإصلاحات وبرمجتها بشكل عملي وفق وقت محدد.

وأضاف إن هناك دولاً عربية كثيرة أحرزت تقدمًا في مجال الإصلاحات، وتعمل بشكل جاد، داعيًا إلى استمرارها على هذا النهج، ومعالجة كل الأخطاء، التي قد تنتج خلال مسيرة الإصلاحات وتلبية طموحات شعوبها.

وقال الشيخ حمد في رده على سؤال إن سوريا بلد مهم في المنطقة، وعلينا أن نجد طريقًا لإعادة الاستقرار فيها، وتلبية مطالب الشعب، وهو الأهم الآن.

وجدد التأكيد على أهمية أن يكون الحل للأزمة السورية في الإطار العربي، ولكن بسرعة، وقال quot;نتمنى ألا يكون هناك أي تدخل أجنبيquot;. وخلص إلى القول quot;نأمل ألا يكون هناك تدخل عسكريquot;.

يذكر أن دولة قطر تترأس اللجنة العربية المعنية بسوريا، وتضم في عضويتها كلاً من مصر وسلطنة عُمان والجزائر والسودان، إضافة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية.

جاء هذا الاجتماع للجنة العربية بعد ساعات على نشر حديث صحافي للرئيس السوري بشار الأسد، حذر فيه من أن أي تدخل غربي ضد دمشق سيؤدي إلى quot;زلزالquot; من شأنه أن quot;يحرق المنطقة بأسرهاquot;.

كما تزامن مع تواصل سقوط الضحايا برصاص قوات الأمن السورية، حيث قتل الأحد ثلاثة أشخاص على الأقل، فيما اعتقل العشرات خلال تظاهرات مناهضة للنظام.

وحضر الاجتماع في الدوحة وزراء اللجنة، الذين أوفدوا الأربعاء الماضي إلى العاصمة السورية للقاء الرئيس السوري، ضمن مهمتهم التي حددتها الجامعة العربية بالعمل على وقف العنف في سوريا، والبدء بحوار بين السلطات والمعارضة.

وكانت اللجنة الوزارية وجّهت مساء الجمعة quot;رسالة عاجلةquot; إلى الرئيس السوري أعربت فيها عن quot;امتعاضها لاستمرار عمليات القتلquot;، وطالبت بفعل quot;ما يلزم لحماية المدنيينquot;، إثر سقوط عدد كبير من القتلى الجمعة.

سرعان ما جاء الرد من الخارجية السورية، التي وجّهت انتقادًا مباشرًا السبت إلى اللجنة وإلى رئيسها وزير الخارجية القطري.

ونقل مصدر في الخارجية السورية عن وزير الخارجية السوري قوله إنه كان من المفترض برئيس اللجنة الوزارية في الجامعة العربية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الاتصال بوزير الخارجية السوري للإطلاع على الرواية الحكومية للأحداث قبل الإعلان عن موقف للجنة quot;تروّج له قنوات التحريض المغرضةquot;.

وأفادت صحيفة القبس الكويتية الأحد نقلاً عن مصادر عربية واسعة الإطلاع إن الوزراء العرب، الذين زاروا دمشق الأربعاء الماضي، حذروا الرئيس بشار الأسد من إمكانية خروج الأزمة السورية من الإطار العربي وتدويلها، وطالبوه بوقف العنف فورًا.

وكان وزراء الخارجية العرب دعوا في 16 الجاري في بيان صدر في ختام اجتماع طارئ عقدوه في القاهرة إلى عقد مؤتمر حوار وطني، يضم الحكومة السورية وquot;أطراف المعارضة بكل أطيافها خلال 15 يومًاquot;، إلا أن سوريا تحفظت عن هذا البيان.

وحددوا مهمة اللجنة على أنها quot;الاتصال بالقيادة السورية لوقف كل أعمال العنف والاقتتال، ورفع كل المظاهر العسكرية، وبدء الحوار بين الحكومة السورية وأطراف المعارضة لتنفيذ الإصلاحات السياسية التي تلبّي طموحات الشعب السوريquot;.

ميدانيًا، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ثلاثة قتلى سقطوا الأحد برصاص قوات الأمن والجيش، فيما توفي عدد آخر متأثرين بجروح أصيبوا بها في الأيام الماضية.

ونقل المصدر أن شابة قتلت في حي دير بعلبة في مدينة حمص، كما قتل شاب في حي الخضر في المدينة نفسها، في حين سقط القتيل الثالث برصاص قوات الأمن في قرية الغنطو في محافظة حمص.

وأضاف المرصد أن عشرة أشخاص آخرين اصيبوا بجروح، اثنان منهم في quot;حالة حرجةquot;، في إطلاق رصاص من أحد الحواجز الأمنية المنتشرة في حي دير بعلبة في حمص.

كما أعلن المرصد وفاة شاب من حي بابا عمرو في حمص متاثرًا بجروح أصيب بها السبت، موضحًا أن قوات الأمن السورية quot;نفذت حملة مداهمات واعتقالات في بلدة القريتين في محافظة حمص أسفرت عن اعتقال 12 شخصًاquot;.

وأفاد المرصد أيضًا أن شابًا توفي الأحد في مدينة معرة النعمان في محافظة إدلب متأثرًا بجروح أصيب بها الأربعاء الماضي، مضيفًا إن قوات الأمن والجيش quot;تجوب شوارع المدينة مدعمة بآليات مكافحة الشغب، ونصبت الحواجز فيمعظم شوارع المدينة، وقامت بالاستيلاء على الدراجات النارية للمواطنين وإحراقهاquot;.

كما نقل المرصد أن شابًا توفي في بلدة تسيل في محافظة درعا متاثرًا بجروح أصيب بها الجمعة، كما توفي شاب من قرية خطاب في ريف حماه، بعدما كان اعتقل الخميس.

ودعا المعارضون السوريون على صفحة quot;الثورة السورية ضد بشار الأسدquot; على فايسبوك إلى التظاهر الأحد للمطالبة بتجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية. وكتبوا على الصفحة quot;أوقفوا دعمكم للقتلة، وجمدوا عضويتهم في الجامعة العربيةquot;.

دبلوماسيًا، أعلن الموفد الصيني إلى الشرق الأوسط وو سيكه من القاهرة أنه حذر السلطات السورية خلال الزيارة التي قام بها الخميس إلى دمشق من أن قمع التظاهرات quot;لا يمكن أن يستمرquot;.

وقال الموفد الصيني إنه quot;أكد لمسؤولين رفيعي المستوى في سوريا خطورة الوضع، وأنه لا يمكن أن يستمرquot;، مضيفًا أن الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن quot;يحترم ويستجيب للتطلعات والمطالب المشروعة للشعب السوريquot;.

وتشهد سوريا منذ منتصف آذار/مارس حركة احتجاجية لا سابق لها، أسفر قمعها من جانب السلطات عن مقتل أكثر من ثلاثة آلاف شخص على الأقل بحسب الأمم المتحدة.

وتتهم دمشق quot;عصابات إرهابية مسلحةquot; بزعزعة الأمن والاستقرار في البلاد.