رسم بياني يظهر نتيجة استفتاء إيلاف

أيّدت غالبية قرّاء إيلاف فتح تحقيق بمقتل الزعيم الليبي السابق معمّر القذافي. وأثارت طريقة مقتل العقيد استنكار معظم من شاهد فيديو إعتقاله، ومن ثم صورته وهو جثة هامدة.


أثارت طريقة قتل الزعيم الليبي السابق معمّر القذافي في العشرين من شهر تشرين الأول/ أكتوبر استنكار معظم من شاهد فيديو اعتقاله، ومن ثم صورته وهو جثة هامدة.

وعلى الرغم من محاولات الثوار الليبيين تفسير أسباب قتل القذافي وتعدد رواياتهم، مثل أن القذافي قتل في ساحة حرب، مما يعفي قتلته من المحاكمة. لكنه لم يتم نفي أن القذافي كان حيّاً حين ألقي القبض عليه، وتمت تصفيته من قبل آسريه.

جاءت ردود الفعل المعترضة والمستنكرة من جهات عدة، لعل أبرزها الأمم المتحدة، مطالبة بفتح تحقيق في طريقة قتله، كذلك حثّت الولايات المتحدة السلطات الليبية الجديدة على إجراء تحقيق شفاف في الموضوع، الأمر الذي اضطر قادة الثوار في المجلس الانتقالي لإعلان التحقيق في مقتله، وأن ينال قاتلوه محاكمة عادلة.

فقد صرح نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي عبد الحفيظ غوقة أن المجلس بدأ تحقيقًا في الموضوع، وأنه سبق و أصدر quot;ميثاقًا للأخلاق في معاملة أسرى الحربquot;.

وكان قائد ميداني ليبي قال إنه تم العثور على القذافي في حفرة داخل مدينة سرت، ولم يُبدِ أي مقاومة، وكان مذهولاً من وصول الثوار إليه، وكانت تبدو عليه إصابات قديمة في الوجه والقدمين، إلا أنه كان بصحة جيدة، وكان معه مسدسان وحقيبة وساعة يد. ثم شوهدت جثته مصابة بطلقات في الرأس والصدر والرجلين، مما يشير إلى أنه أُعدم.

لكن محمد السايح، المسؤول في المجلس الوطني الانتقالي، قال إنه يشكّ في أن يكون قتل القذافي متعمّداً، قبل أن يستدرك quot;حتى لو قُتل بشكل متعمّد، فإنه يستحق ذلكquot;.

وفتحت طريقة قتل القذافي الباب على تفسير روح الانتقام، التي تسيطر على ضحايا الحكام المستبدين، حيث تستلهم الضحية روح الجلاد في طريقة تعاملها مع الخصوم، وفي مقدمتهم الجلاد السابق.

وفتح أيضًا سجل قصص أخرى من طرق الانتقام في دول عربية، لعل أبرزها العراق، الذي أعدم انقلابيين عام 1958 في الأسرة المالكة في حديقة قصر الرحاب في بغداد، بل وسحل وسلخ جثث بعضهم.

لتدور حبات المسبحة، ويفتك إنقلابيو عام 1968 بالزعيم العراقي، الذي أطاح بالحكم الملكي، ويتم إعدامه في مبنى الإذاعة العراقية. ودفن لاحقًا في مكان سرّي تجنبًا لاتخاذ قبرهمزارًا من قبل أنصاره. كذلك أعلن المجلس الانتقالي عن دفن جثة القذافي في مكان سري وسط الصحراء تجنبًا من وصول ضحايا قمعه إلى قبره ونبشه والتمثيل بجثته.

وكانت جثة القذافي ونجله المعتصم عُرضتا ليشاهدها الليبيون في مصراتة.

ولعل نجل القذافي سيف الإسلام فكر كثيرًا حين علم بطريقة مقتل والده وأخيه قبل إعلانه احتمال تسليم نفسه للمحكمة الدولية، وليس للمجلس الانتقالي، هذه المحكمة التي تقول إن لديها أدلة عن تورّطه في ارتكاب جرائم حرب، وهي المحكمة نفسهاالتي كان يشتهما علنًا قبل فراره.

ففضّل خيار المحكمة على مواصلة الاختفاء والهرب خشية من أن يقع في أيدي قتلة والده وأخيه والتمثيل بجثته. طريقة قتل القذافي وفتح تحقيق حولها كانت محور سؤال استفتاء إيلاف للأسبوع الماضي.

فقد أيّدت غالبية القراء فتح هذا التحقيق وفق (5598) أي ما نسبتهم 59.83% من القراء المشاركين في الإجابة عن سؤال الاستفتاء، فيما خالفهم 40.17% (3759) منهم، مطاللبين بعدم فتح التحقيق. وبلغ عدد المشاركين بالإجابة عن سؤال الاستفتاء 9357.

ربما كان عدم فتح التحقيق، حسب من لا يؤيد فتحه، مثل فتحه، ومن ثم تبرئة أو عدم العثور على القاتل، فقد توزع دمه بين قبائل الثوار. خاصة أن عجلة الأحداث تدور في اتجاه نسيان مقتل القذافي، والتركيز على قصة نجله الفارّ سيف الإسلام ورغبته في تسليم نفسهللمحكمة الدولية، والتحضير للانتخابات المقبلة في ليبيا، وما يرافقه من تطورات سياسية متسارعة داخل ليبيا وخارجها.

يذكر أن فترة حكم معمّر القذافي المولود في يونيو/حزيران 1942 كانت أطول فترة حكم لحاكم غير ملكي في التاريخ، حيث امتدت لـ 42 عاماً، بعدما حكم ليبيا منذ انقلاب عام 1969 وحتى قيام الثورة الليبية في2011 التي أطاحت بحكمه.