عبّر معارض سوري عن مخاوفه من دعوة الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي اليوم لوفد هيئة التنسيق الوطنية الذي يضم معارضة الداخل، معتبرًا quot;أنها إشارة في غاية السوء، إذ لا معارضة إلا بمن يؤمن بمطالب الشعبquot;. في حين قال ناشط حقوقي سوري إن تدويل الأزمة في سوريا يجب ألا يكون بطلب من القوى السياسية السورية.
متظاهر سوري يتحدى قوات الأمن في الخالدية قرب حمص |
اسطنبول: أوضح المحامي والناشط الحقوقي السوري نجيب ددم في تصريح خاص لـquot;ايلافquot; أن محددات رؤيته لمخارج الأزمة quot;هي أن الشعب هو الذي يصنع التاريخ، حتى ولو أخطأ، والوطن للجميع دون إقصاء، اعتماد العقلانية، والمواطنة، واحترام الواقع، والمساهمة في إنضاج الحراك المجتمعي الذي لن يسكت طويلا على تمادي العنفquot;.
وأكد quot;أنه لا يجب ان يكون التدويل بطلب من القوى السياسيةquot;، وأشار إلىquot; أن هناك من يريد ايقاع الخلاف بين القوى السياسية السوريةquot;. وشدد على أن quot;هناك من تطور بشعاراته إلى ما يلي: (الشعب يريد إسقاط النظام - ثم - نحن نريد سقوط النظام - ثم- نحن نريد استلام النظام)quot;، ولكنه قال quot;نحن جميعا نحتاج للحرية، ولكن دون حرب أهلية ولا بتفكيك الوحدة الوطنية التي لن نستطيع استعادتها بعشرات السنينquot;. ورأى أن quot;علينا بالصبر وبناء مركز قرار وطني موحدquot;.
وأضاف: quot;الحرية للشعب - الرحمة للشهداء - وسوف نجد في المستقبل أن من هم تحت سن الاربعين هم أداة بناء الدولة، وعلينا أن نحافظ على سورية موحدة تسود فيها الافكار النبيلة التي صانتها عبر التاريخ، وفي قلوبنا أسى على كل شهيد لا نستطيع التعزية به لذويهquot;. وأوضح أن quot;الوضع الحالي رسمته خطوط الدم التي لا يستطيع أحد استغلالهاquot;.
من جانب آخر، وحول المبادرة العربية، قال في تصريح خاص لـquot;ايلافquot; مؤمن كويفاتية الكاتب والناشط المعارض السياسي السوري، رئيس اللجنة الإعلامية لتنسيقية دعم الثورة السورية في مصر أنّ السوريين لم يعرفواquot; شيئا اسمه مبادرة، بل تسويفات ومهل تُعطى لنظام الإجرام الأسديquot;، واعتبر أنه بشار الأسد على نفس شاكلة مسؤولي الجامعة العربية وكيانات الجامعة التي صُنعت ركائزها من أعتى نظامين، وهما السوري والمصري، حافظ الأسد وحسني مبارك، لما لهذين المنصبين من تأثير في اللعب بالوقت لصالح الأنظمة التي شكلت وجودهمquot;.
ورأى أن quot;شعبنا السوريrdquo;غسل يدهquot; مما يُسمى بالجامعة العربية التي هي جامعة حكام، وليست شعوبا كما قال لنا نبيل العربي، إنها جامعة دول وليست شعوبا، ويقصد بالحكام، ونحن نعلم الموقف العربي الحالي أن معظم دول الخليج مع الشعب السوري، وبإمكان ضمّ كل الدول التي تتلقى منهم المساعدات، ومن هم على تواصل معهم كالصومال وجيبوتي وموريتانيا واليمن، ودول ربيع الثورات، وهي مصر وتونس وليبيا، وربما السودان يتم الضغط عليها أي معظم الدول العربية مهيأة لاتخاذ موقف لصالح الشعب السوري، إلا لبنان الذي هو واقع تحت الاحتلال الأسدي والإيراني، والعراق الواقع تحت الإحتلال الإيراني، والجزائر التي تخشى أن يأتيها الدورquot;.
ومضى قائلاً: quot;ونحن نعدها بذلك إن لم تتصالح مع شعبها، وبالتالي فليس هناك أي مبرر للتسويف في اتخاذ قرار تجميد عضوية سورية في الجامعة العربية ليكون هذا النظام معزولاً ويعيش أنفاسه الأخيرة كعصابات تقتل وتذبح وتتسلط بقوة الحديد والنار وما تملكه من آلة القتل والإرهاب، ليكون ما سُمّي بالمبادرة التي لم يلتزم النظام بأي بند من بنودهاquot;.
ورأى كويفاتية أن quot;الخشية الحقيقية لما يجري اللعب عليه حالياً في دعوة نبيل العربي لوفد لما سُمي بالمعارضة من الداخل للحوار معه، متسائلاً quot;على أي شيء سيتحاورون وهي إشارة في غاية السوء، إذ لا معارضة إلا بمن يؤمن بمطالب الشعب، وأقلها إسقاط النظام بكل مكوناته وبنيته القائم عليها الأمنية والعسكرية ورحيله الآمن بالوقت الحالي، لأن الثورة لم تقدها المعارضة بكل أطيافها، وإنما الشعب قائدها والمعارضة من وراءه، وهناك معارضات تخلفت عن حركة الشعب فهي لا وزن لها، ومعارضات لحقت بالثورة وتمثلت لمطالبه، فهذه يُعتد بها كالمجلس الوطني، أما في ما بعد فليس أقله من نهاية له أسوأ بألف مرة من نهاية القذافيquot;.
وأما عن سبب تأخر اجتماع الجامعة العربية ليوم السبت، فقال كويفاتية quot;هو لإعطاء النظام المهلة أيضاً للقتل والذبح لعله ينجح في وأد الثورة، وهم بذلك متوهمون، فما يزيد شعبنا كل يوم رغم شلالات الدم إلا يقيناً بإسقاط النظام، وهو يتهيأ للحظات الأخيرة لدفن هذا النظام، وخاصة وأن هناك اشارات من حلب ودمشق تنبئنا، بأنهما ستكونان الصخرة التي ستفتت عليها بقايا النظام المنهار، والذي يبحث كبار معاونيه عن مهرب ولايجدوه، هم وعوائلهم الآن رهائن لكي لا يحدث ذلكquot;.
وردا على سؤال حول ما سيحدث يوم السبت أجاب: quot;نحن كشعب لا نريد أن يكون أقل من اتخاذ قرار تجميد عضوية سورية، ورفع الملف السوري للمجتمع الدولي ليتخذ كل الإجراءات لحماية الشعب السوري، وإحالة ملفات النظام بأركانه إلى محكمة لاهاي، ولذلك نحن نطالب النظام بالرحيل قبل اتخاذ هذه الخطوة، وإلا فلم يعد له منجى بعد ذلك أبداً إلا مصير القذافي وأسوأquot;.
وأعرب كويفاتية عن أمله quot;من الجامعة العربية أن تفي بالتزاماتها نحو الشعب السوري الذي يتعرض الى أسوأ عمليات حرب الإبادة، والبترول الليبي الذي اُتخذ لأجله القرار بعد شهر من بدء مذابح القذافي ليس أعز من المواطن السوري ذي الحضارة والمدنيةrdquo;، وقالquot;لا أريد أن أتصور أو أتوقع غير ذلك، لأنه ليس من مصلحتنا أن نعطي لهذه الجامعة التعيسة المبرر تحت دعوى هذا ما أمكننا فعلهquot;.
الى ذلك، اعتبر الناشط السوري هيثم بدرخان في تصريح خاص لـquot;إيلافquot; أن quot;حالة الشعب في سورية وصلت quot;إلى مرحلةquot; في انتظار غودو quot;من المسرح العبثي والمستقبل المجهول، حيث المنظمات الدولية والعربية تعيش مرحلة زواج المتعة والسادية تجاه شهداء خالد بن الوليد في حمص وفي اكثر المناطق التي تشهد تظاهرات يومية ولن تركعquot;.
و قالquot; بهمة شعبنا البطل سيسقط النظام الذي عجزت قواميس اللغات بوصف إجرامه ومراوغته وكذبهquot;. واستغرب بدرخان أن تمنحquot;الجامعة العربيةrdquo;الموقرةquot; السلطة quot;في سورية أسبوعين واسبوعين او حتى نهاية الشهرquot;.
وبعد الإتفاق على المبادرة العربية والتي رآها فقط منحت النظام مزيدًا من الوقت للقتل البارد، اعتبر أن الجميعrdquo; يعرف بان النظام لن يلتزم في المبادرة رغم الوعود الجوفاء وبعد عدم تنفيذ اي بند من المبادرة تدعو الجامعة إلى اجتماع quot;استثنائيquot; لوزراء الخارجية العرب بعد اسبوع فكيف اذا كان غير استثنائيquot;.
ورأى quot;أن الأهم بالنسبة إلى جامعة الدول العربية ووزرائها الا يفسد الشهداء عطلة عيد الضحايا ومن اجل مزيد من السادية العربية وتقديم القرابين، من أطفال سورية، دعوا إلى اجتماع طارئ. وليس في الأمر من غرابة فهذه الجمعية (الجامعة العربية) التي أسسها لنا الإنكليز ما زالت سارية المفعول على مبدأrdquo;اجمعهم ليختلفواquot;quot;.
وتساءل quot;ماذا ننتظر من الجامعة والمجالس المحلية والوطنية التي تتحرك كالسلحفاة، ويلاحقها التخوين من قبل المعارضات الأخرى؟quot;. وأكد أن quot;الحقيقة أنه لا احد يعرف كيف يتعامل مع النظام في سورية وليس هناك تصور واضح، وخاصة أن إسرائيل تجهض كل المحاولات الدولية والعربية لضمانة أمنها.quot;.
التعليقات