لندن: ظهرت دلائل انقسام عميق في صفوف المعارضة السورية يوم الأربعاء عندما حاول معارضون منع شخصيات معارضة أخرى رشقوها بالبيض من الاجتماع مع مسؤولين في الجامعة العربية في القاهرة. ونعت بعض الناشطين الذين تجمعوا امام مقر الجامعة العربية اعضاء وفد المعارضة السورية الذين حاولوا دخول المقر بـquot;الخيانةquot;.
وتمكن رئيس الوفد الزائر حسن عبد العظيم في النهاية من دخول مقر الجامعة العربية والاجتماع مع امينها العام نبيل العربي، كما افادت تقارير. ويمثل الوفد الزائر ائتلافا من قوى المعارضة باسم لجنة التنسيق الوطنية من أجل التغيير الديمقراطي في سوريا. ولكن المجلس الوطني السوري الذي أُعلن تشكيله في اسطنبول الشهر الماضي ينظر الى لجنة التنسيق على انها أداة بيد نظام الرئيس حافظ الأسد. وتنفي لجنة التنسيق انها مطية الأسد مؤكدة استقلالها.
وتقول لجنة التنسيق والمجلس الوطني السوري انهما يعملان من اجل الانتقال الديمقراطي في سوريا وكلاهما يقولان انهما يدعمان حركة الاحتجاج المستمرة منذ منتصف آذار/مارس. وكلاهما يقولان انهما يعارضان التدخل الأجنبي في سوريا رغم دعوة المجلس الوطني السوري الى مراقبين دوليين للحد من بطش النظام بالمحتجين.
ولكن المجلس واللجنة يختلفان على قضية أساسية تتمثل في ما إذا كان لم يزل هناك مجال للحوار مع نظام الأسد. ويقول المجلس الوطني السوري ان المحادثات الوحيدة الممكنة هي المحادثات التي تتمحور على رحيل الأسد ونظامه. وتنقل صحيفة لوس انجيليس تايمز عن عضو المجلس الوطني السوري اسامة منجد قوله في اتصال من لندن ان المجلس يعتقد ان الأسد لا يريد إلا الايحاء بالحوار في محاولة للمد في عمر النظام.
وتتخذ لجنة التنسيق موقفا اكثر انفتاحا على الحوار ولكنها تشترط وقف حملة النظام ضد المحتجين أولا. ويتفق غالبية المراقبين والخبراء على ان المعارضة تحتاج الى جبهة موحدة على غرار المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا مشيرين الى ان وحدة المجلس الليبي مكنته من نيل اعتراف وتمويل دوليين.
ويقترب قوام المجلس الوطني السوري من نموذج المجلس الانتقالي الليبي بطابعه التمثيلي الواسع. وكان المجلس الانتقالي الليبي ايضا رفض التفاوض مع القذافي مثلما يرفض المجلس الوطني السوري الآن.
ولكن المراقبين يلاحظون ان السيناريو الذي ما زال عائما وضبابيا في سوريا يختلف اختلافا كبيرا عما حدث في ليبيا لا سيما وان المجتمع الدولي رفض اعتماد صيغة العمليات الجوية بقيادة الغرب التي عجلت برحيل القذافي.
كما ان نواة الدعم الذي يتمتع به الأسد من الجيش أصلب مما كان بمقدور القذافي ان يعول عليه من جيشه. وتقول غالبية المؤشرات ان الأسد ما زال يحظى بتأييد قطاعات مختلفة بينها نخب قطاع الأعمال وأقليات تخشى انزلاق سوريا الى فتنة طائفية إذا سقط النظام، بحسب هؤلاء المراقبين.
وتدعو المبادرة العربية التي قُدمت الاسبوع الماضي الى ازالة جميع المظاهر العسكرية من المدن السورية والمناطق المأهولة الأخرى وبدء حوار مع المعارضة. وتقول المعارضة ان قوى الأمن السورية قتلت اكثر من 100 شخص منذ اعلان المبادرة مشككة في جدواها.
ومن المقرر ان تجتمع الجامعة العربية يوم السبت في القاهرة لاحياء مبادرتها المتعثرة. ومن القضايا المطروحة على طاولة البحث مطلب فصائل معارضة بتعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية وفرض عقوبات ضد النظام.
التعليقات