آخر تحديث 20/11/2011 الساعة 9.00 بتوقيت غرينتش.

جانب من المواجهات

القاهرة: تجمع مئات المصريين في ساحة التحرير في القاهرة صباح اليوم الاحد بينما تدور مواجهات متقطعة في محيط وزارة الداخلية القريبة من الساحة.

وتطلق الشرطة من حين لآخر الغاز المسيل للدموع بينما ينصب عشرات المحتجين حواجز في محيط المبنى الوزاري.

وفي مستشفيات اقيمت على عجل في المساجد حول ساحة التحرير، يعالج عدد من المتظاهرين من آثار الغاز المسيل للدموع بينما اصيب آخرون برصاص مطاطي، كما ذكر صحافي.

وفي الساحة يردد الحشد هتافات معادية للمجلس العسكري الحاكم منذ تنحي الرئيس حسني مباركط.

وقال خالد (29 عاما) لوكالة فرانس برس ان quot;مجلس القوات المسلحة يواصل سياسة مبارك نفسها ولم يتغير شىء بعد الثورةquot;.

قتل متظاهران ليل السبت الاحد في مصر في مواجهات عنيفة بين الشرطة ومتظاهرين قبل اقل من عشرة ايام من اول انتخابات تشريعية منذ تنحي الرئيس السابق حسني مبارك.

واعلن اطباء مقتل احمد محمود (23 عاما) الذي اصيب برصاصة في صدره في القاهرة، ثم مقتل بهاء الدين محمد حسين (25 عاما) الذي اصيب برصاصة مطاطية في الاسكندرية.

الحكومة المصرية تدعو الى quot;تحكيم العقلquot; بعد مواجهات القاهرة

دعت الحكومة المصرية الى quot;تحكيم العقلquot; بعد المواجهات الدامية بين المتظاهرين وقوات الامن في ميدان التحرير، وذلك في بيان تلي ليلا عبر التلفزيون الرسمي ونشرته وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية.
وقالت الحكومة في بيانها ان quot;ما يحدث منذ صباح اليوم أمر خطير ويؤثر بشكل مباشر على مسيرة البلاد والثورةquot;، في اشارة الى المواجهات التي اسفرت عن قتيل السبت في العاصمة المصرية.

واضافت ان quot;التظاهر السلمي حق دستوري لا يمكن المساس به، وأن تطور الاحداث بهذه الصورة المتلاحقة يحتاج من الجميع العودة السريعة لتحكيم العقل وتحمل المسؤوليةquot;، مشيرة الى انه quot;جاري الوقوف على ملابسات الاحداث وسيتم عرضها بشفافية ووضوح على الشعب خلال ايام قليلةquot;.
واكدت الحكومة quot;اننا في مرحلة فاصلة وعلى بعد خطوات من بداية الانتخابات التشريعية في الداخل والخارج بوصفها الاستحقاق الأهم للثورة، الأمر الذي يتطلب الدعوة لتحكيم العقل وتغليب مصلحة البلاد والثورةquot;.

واعلنت الحكومة انها ستعقد جلسة صباح الاحد لمناقشة الاحداث التي شهدها ميدان التحرير.
من جانبه، تحدث مسؤول امني عن تجمعات لمتظاهرين امام مقر مديرية الامن في الاسكندرية (شمال) وكذلك في مدينتي اسوان (جنوب) والسويس.

وقد قضى متظاهر السبت في القاهرة بعد مواجهات عنيفة في ميدان التحرير بين قوات الشرطة ومتظاهرين فيما اصيب 676 شخصا وفق ما افادت وزارة الصحة المصرية ومصادر طبية في المكان.
واوضح طبيب في ميدان التحرير ان الضحية احمد محمود اصيب برصاصة في صدره،

وقال محمد الشربيني المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة كما نقلت عنه وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية ان المواجهات اسفرت ايضا عن 676 جريحا.
من جهتها، اوضحت وزارة الداخلية ان هناك اربعين من عناصر الشرطة بين الجرحى.

وقال اطباء لفرانس برس انهم قدموا اسعافات الى العديد من الاشخاص الذين اصيبوا في عيونهم باطلاق رصاص مطاطي، لافتين الى انه تم نقل بعضهم الى مستشفيات.
ونقل مدونون على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي ان العديد من الناشطين اصيبوا في عيونهم واظهرت اشرطة مصورة بثت على موقع يوتيوب اشخاصا ملطخة وجوهم بالدماء.
وبدا ان الهدوء عاد مساء الى ميدان التحرير الذي كان تجمع فيه الاف المصريين، لكن اطلاق الغاز المسيل للدموع تجدد فيما رد المتظاهرون برشق الحجارة وفق مراسل فرانس برس.

كما قتل متظاهر مصري ليل السبت الاحد خلال تجمعات مناهضة للمجلس العسكري امام مقر مديرية امن الاسكندرية (شمال)، وفق ما اعلن مسؤول محلي في وزارة الصحة.
ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية عن الطبيب سلامة عبد المنعم المسؤول في وزارة الصحة في الاسكندرية ان بهاء الدين محمد حسين (25 عاما) قتل واصيب شادي علي (16 عاما) بجروح بعدما اصيبا برصاص مطاطي.
وعلى صعيد متصل ذكر مصدر امني للتليفزيون المصري ان قوات الامن غادرت ميدان التحرير ولم يتبق به أي من جنود الامن المركزي او قوات الجيش فيما عادت مجموعات المعتصمين الى ميدان التحرير والتمركز فيه ثانية واكتفت قوات الامن باغلاق بعض الشوارع المؤدية للميدان. وقال المصدر انه تم القاء القبض على 18 متظاهرا وصفهم بأنهم quot;من مثيري الشغبquot; مشيرا الى انه يجرى التحقيق معهم حاليا.

وقد جرت مواجهات عنيفة السبت في ميدان التحرير بوسط القاهرة بين قوات الشرطة وعدد من المتظاهرين بعد ان فرقت قوات الامن اعتصاما لمصابي واهالي قتلى ثورة 25 يناير.

وقد احتدمت المواجهات، التي بدات صباح السبت، ما دفع قوات مكافحة الشغب الى استخدام الغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين الذي ردوا برشقها بالمقذوفات وفقا لمراسل لوكالة فرانس برس.

وعلى الاثر انسحبت الشرطة الى الشوارع المتفرعة من ميدان التحرير، المعقل الرمزي للانتفاضة الشعبية التي اطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك في شباط/فبراير الماضي، وسط هتافات المتظاهرين المطالبة بسقوط المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة المصرية، الذي يتولى السلطة منذ تنحي مبارك في 11 شباط/فبراير الماضي.

وفي الصباح قامت الشرطة بتفريق اعتصام لجرحى واسر قتلى الانتفاضة كما ذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية.

وبعد ذلك بقليل اندلعت مواجهات بين عناصر شرطة مكافحة الشغب ونحو 200 متظاهر وفقا لمراسلة لفرانس برس، عندما القى المتظاهرون الحجارة والمقذوفات على رجال الشرطة الذين ردوا باستخدام الهراوات.

واشار مسؤول امني الى اصابة العشرات بجروح طفيفة، معظمهم من رجال الشرطة والى القاء القبض على عدد كبير من المتظاهرين.

ويطالب المعتصمون، الذي بداوا حركتهم منذ ايام عدة، بسرعة محاكمة رجال الشرطة والسياسيين المسؤولين عن اعمال العنف التي اوقعت، وفقا لمصادر رسمية، نحو 850 قتيلا والاف الجرحى خلال ايام الانتفاضة الـ18.

مصدر امني: قوات الشرطة ملتزمة باقصى درجات ضبط النفس

ومن جهته، قال مصدر أمني في وزارة الداخلية المصرية ان قوات الشرطة كانت ومازالت على موقفها من الالتزام بأقصى درجات ضبط النفس في التعامل مع المتظاهرين والمتجمهرين في ميدان التحرير بالرغم من الاعتداءات المتكررة بحق قوات ومعدات الشرطة.

وأشار المصدر في تصريح له السبت الى أن قوات الأمن رغم ايمانها الكامل بحرية الرأي والتعبير السلمي الا انها لن تتوانى عن أداء واجبها في الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة ضد أي تخريب في اطار سيادة القانون.

وأكد المصدر انه بالرغم من الأحداث التي يشهدها ميدان التحرير الا أن قوات الشرطة لن تتخاذل عن الاضطلاع بمسؤولياتها في حفظ الأمن والاستقرار تأكيدا على التزامها أمام الله والوطن مهما كانت الصعوبات والتحديات.

واضاف ان quot;وزارة الداخلية ناشدت جموع الشعب المصري العظيم مراعاة الظروف الدقيقة التي تمر بها البلاد والتي تتطلب تضافر الجهود وتعاون كافة أطياف المجتمع لتحقيق أهداف ثورة يناير المجيدة والخروج بمصرنا لبر الامانquot;.

واهاب بيان لوزارة الداخلية بالمواطنين الالتزام بضبط النفس والالتزام بالقانون حفاظا على ارواح المواطنين واموالهم .

وكان مصدر في وزارة الصحة قد ذكر ان عدد المصابين ارتفع في مواجهات اليوم الى 81 مصابا فيما ذكر التلفزيون المصري ان قوات الشرطة والامن المركزي يسيطرون الان على ميدان التحرير بعد أن تراجع المحتجون الى ميدان عبدالمنعم رياض.

مسؤول أمني مصري يتهم quot;جهاتquot; بالرغبة في افتعال فوضى

قال مسؤول امني مصري بارز السبت ان هناك بعض الجهات ترغب في افتعال الفوضى والبلبلة في البلاد لأغراض معروفة ومنها تأخير العملية الانتخابية.

وقال مساعد وزير الداخلية المصري لقطاع الأمن اللواء سامي سيدهم في تصريح للتلفزيون المصري ان الامور تطورت في ميدان التحرير وسط القاهرة بسبب وجود أشخاص يرغبون في افتعال الفوضى والبلبلة متسائلا عن علاقة الثورة بتخريب واشعال النيران بسيارات الأمن والاحتكاكات بالامن والمارة.

وردا على اتهامات بشأن تعامل الشرطة مع المتظاهرين بعنف مفرط أثناء فض اعتصام بميدان التحرير قال سيدهم ان quot;ما يحدث في ميدان التحرير حاليا هو أبلغ رد على هذه الاتهاماتquot;.

وأوضح أنه لا توجد أي مبررات لاحراق أو اتلاف المال العام مشيرا الى أن قوات الأمن تحدثت مع الموجودين في الميدان وقدمت لهم النصح أكثر من مرة وتم ضبط النفس لاقصى الدرجات.
وبشأن قدرة وزارة الداخلية في ظل هذه الاجواء على تأمين الانتخابات المقبلة قال مساعد وزير الداخلية ان الانتخابات مؤمنة بشكل شامل لكل اللجان quot;ولن نسمح لاي شخص باحداث فوضى أمام أي لجنة انتخابية وسوف نقابله بمنتهى الحسم والحزم.

وأكد سيدهم أن وزارة الداخلية المصرية تقوم يوميا بحملات للقبض على البلطجية والبؤر الاجرامية الا أنه وصف ما يحدث حاليا في ميدان التحرير بالانفلات الاخلاقي.

يذكر أن الوضع فى ميدان التحرير ما زال متوترا وسط اشتباكات متفرقة فى مداخل شوارع الميدان ومحاولات امنية للسيطرة على الموقف في ظل عمليات كر وفر بين الجانبين.

وحاليا يحاكم مبارك ووزير خارجيته حبيب العادلي وقيادات امنية بتهمة اصدار الاوامر باطلاق النار على المتظاهرين.

والجمعة انضم الى المشاركين في الاعتصام عشرات الالاف من المتظاهرين، واغلبهم من السلفيين والاخوان المسلمين، الذين نظموا امس تظاهرة حاشدة لمطالبة الجيش، الذي يدير البلاد منذ شباط/فبراير الماضي، بسرعة تسليم الحكم الى سلطة مدنية.

ومن المقرر ان يبدا اجراء اول انتخابات تشريعية بعد سقوط مبارك في 28 تشرين الثاني/نوفمبر على ان تمتد على نحو اربعة اشهر.