بيروت: يعتقد مسؤولون أميركيون أن نشاط تنظيم القاعدة تقلص كثيراً منذ تصفية زعيمه أسامة بن لادن قبل نصف عام. وقال مسؤولون في مجالي مكافحة الإرهاب والاستخبارات إن قيادة القاعدة باتت تقتصر على اثنين من الشخصيات، الأمر الذي يشير إلى هزيمة هذه المجموعة وزوالها النهائي.

في هذا السياق، اعتبرت صحيفة الـ quot;واشنطن بوستquot; الأميركية أنّ تنظيم القاعدة أصابه الضعف في الفترة الأخيرة حتى إن وكالة الاستخبارات الأميركية تعيد التفكير بنشر لعناصرها ومواردها في باكستان.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم إن زعيم القاعدة الحالي أيمن الظواهري، والقيادي أبو يحيى الليبي، هما آخر الأهداف quot;العالية المستوىquot; لضربات طائرات التجسس التابعة لوكالة الاستخبارات الأميركية quot;سي آي إيهquot; ضد القاعدة في باكستان، رغم بقاء المقاتلين الأدنى مستوى ومجموعات المتمردين الآخرين تحت مرمى هذه الهجمات.

وقال أحد المسؤولين الأميركيين المطلعين على العمليات التي تنفذها الطائرات الأميركية من دون طيار: quot;الوقت غير مناسب لوقف الضغط. لدينا فرصة لكبحهم، ووقف الضغط حاليًا قد يسمح لهم بالتجددquot;، فيما شدّد آخرون على أن القاعدة مازالت تمثل تهديداً أمنياً كبيراً.

ويأتي تقلص التنظيم في ظل مؤشرات تدل على أن المجموعة نظرت بإمكانية تغيير موقعها في السنوات الأخيرة، لكن هذا الإحتمال مستبعد لأنه لا يمكن الوصول إلى هذه المواقع أو لأنها لا تقدم مزيداً من الأمن مقارنة بأراضيها المحصنة في باكستان.

ويطرح ضعف التنظيم تساؤلاً للـ quot;سي آي إيهquot; بشأن نشر عناصرها ومواردها في باكستان، حيث تتمركز قواتها في العاصمة الباكستانية إسلام آباد ، في حين يعتبر جناح القاعدة في اليمن التهديد الأكبر حالياً. وأشارت الـ quot;واشنطن بوستquot; إلى انه بالرغم من التهديد في اليمن، فإن الوكالة الأميركية غير مستعدة للانتقال من باكستان، كون مديرها ديفيد بانيتا ومسؤولون كبار آخرون يعتبرون أن التنظيم أعاد هيكلة نفسه سابقاً.

ونفّذ تنظيم القاعدة الذي يتمركز في شبه الجزيرة العربية سلسلة من المؤامرات، بما في ذلك محاولة تفجير طائرة ركاب متجهة الى ديترويت في يوم عيد الميلاد قبل عامين.. كما أن اعتقال أحد داعمي التنظيم في نيويورك هذا الأسبوع أظهر قدرة على تنفيذ هجمات من قبل quot;عنصر واحدquot; في العديد من الدول.

وعلى الرغم من ذلك، يعتقد مسؤولون أميركيون أن تنظيم القاعدة على وشك الهزيمة بعد أن قتل زعيمه أسامة بن لادن، الأمر الذي سبب تقلص المجموعة في الأشهر الستة التي انقضت منذ ذلك الحين.

وقال مسؤولون أميركيون ان الظواهري أكثر واقعية من سلفه، ويتمتع بقدرة على فهم الأمور بطريقة أكثر واقعية، ويستطيع التعامل مع الصعوبات التي تواجهها المنظمة، مقدرين أن أتباع تنظيم القاعدة لا يتجاوزون بضع مئات متبقية في باكستان.

وفي ظل عدم وجود شركاء أو احتمالات أخرى للإندماج على المدى القصير، يبدو أن الظواهري يعتمد على استراتيجية شراء الوقت، ففي رسالته التي سجلت على شريط الفيديو الاخير، قال انه يناشد اتباعه يستمروا في ولائهم من خلال الدعوة إلى مزيد من الاهتمام بمبادئ بن لادن القيادية، عوضاً عن صفاته الخاصة.

وقال مسؤولون ان الظواهري على بينة من أوجه القصور الخاصة به، quot;فلو كان لديه مقياساً دقيقاً لشعبيته الخاصة، فسيدرك أنه الرجل الخطأ للقيام بهذه الوظيفةquot;، مشيرين إلى أن quot;معظم عناصر تنظيم القاعدة اشتكوا من قيادة الظواهريquot;.

ورأت الصحيفة أن هناك ضغوطات كثيرة على الليبي، الذي تقع على عاتقه مسؤولية إعادة بناء التنظيم، ووصفته بأنه quot;شخصية أكثر ديناميكيةquot; وحقق تطوراً في تنظيم القاعدة منذ انضمامه اليها بعد أن فر من الاعتقال في الولايات المتحدة الاكيركية.

ويُعتقد أن الليبي في الثلاثينات من عمره، وقد نجح في اجتذاب جمهوراً بين المتشددين من خلال سلسلة من أشرطة الفيديو التي روى فيها أحداث هروبه من السجن الأميركي في قاعدة quot;باغرامquot; الجوية في عام 2005 ، فضلاً عن تفسيره وتحليله للأحداث العالمية.

وأمضى الليبي خمس سنوات كطالب في إحدى المدارس الدينية في موريتانيا، مما زوده بخبرة في المسائل الدينية التي لا ينافسه عليها كثرة في تنظيم القاعدة، كما تشمل خبرته المسائل العملية بوصفه القائد الميداني لتنظيم القاعدة في أفغانستان.

وقال مسؤولون أميركيون ان زعماء تنظيم القاعدة في باكستان لا يزالون في تواصل مع الفروع الإقليمية، بما في ذلك اليمن، مشيريت إلى أن اليمن وايران ومناطق نائية في أفغانستان هي بدائل محتملة لتنظيم القاعدة. لكن أحد المسؤولين في مكافحة الارهاب استبعد احتمال انتقال الظواهري، مشيراً إلى أنه :quot;لا أحد يعتقد أن الظواهري سينتقل، انه رجل عجوز ومستقر، ولن يتحرك من مكانهquot;.