لم يكن الرئيس السوري بشار الأسد يتخيل في أسوأ كوابيسه أن تنهار إمبراطورية الخوف التي ورثها عن الأسد الأب كبرج من ورق. الواقع في سوريا اليوم: أصوات تنادي بالحريّة بالرغم من العنف وارتفاع أعداد القتلى يوميًا، وعقوبات اقتصادية، ودول عربيّة تنصح رعاياها بعدم التوجّه إلى البلاد.


التظاهرات تستمر ضد النظام السوري

إعداد خلف خلف: في سابقة من نوعها، وافقت الجامعة العربيّة بغالبية الأصوات على فرض عقوبات اقتصاديّة واسعة النطاق على سوريا لقمعها الاحتجاجات، مع ارتفاع احتمال تدخّل القوى الأجنبيّة لاحتواء الأزمة. أمّا الأسد، فاستبق القرار بالقول لموقع الكتروني إنّ quot;العرب سيأتون إلى دمشق معتذرينquot;. وردّ الأسد، حسب موقع quot;عربي برسquot;، على سؤال عن موقف بعض الدول العربية من سوريا: quot;هو ليس بجديد علينا، نحن أصحاب العروبة، ولن نتخلى عنهاquot;.

دول خليجية تنصح بعدم السفر إلى سوريا

بالتزامن، دعت دول خليجيّة رعاياها إلى عدم السفر إلى سوريا. وطلبت وزارة الخارجية البحرينيّة في بيان من مواطنيها مغادرة سوريا quot;نظرًا إلى الأوضاع الأمنيّة غير المستقرة. كما نصحت الوزارة البحرينيين بعدم السفر إلى سوريا، وذلك حرصًا على سلامتهم وتجنّبًا لإصابتهم بأي مكروهquot;.

في الدوحة، دعت وزارة الخارجية القطريين إلى مغادرة سوريا quot;في أسرع وقتquot;. وجاء في بيان الخارجية القطرية أنه quot;نظرًا إلى الظروف والأوضاع الأمنية السائدة في سوريا، فإن وزارة الخارجية تهيب بكل المواطنين القطريين عدم السفر إلى سوريا في الوقت الحالي حرصًا على سلامتهمquot;.

وكانت أبوظبي قد دعت في وقت سابق خلال الأسبوع رعايا الإمارات الموجودين في سوريا إلى توخّي الحذر، وطلبت من الذين ينوون التوجّه إلى هذا البلد إرجاء سفرهم.
وفي 22 تشرين الثاني (نوفمبر) أعلنت السعودية عن مقتل أحد رعاياها في حمص، ودعت مواطنيها في هذا البلد إلى توخّي الحذر. يشار إلى أن عدد الرعايا الخليجيين في سوريا محدود جدًا.

مزيد من القتلى

من اجتماع الجامعة العربية حول سوريا
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 23 مدنيًا قتلوا اليوم الأحد برصاص قوات الأمن السورية، فيما ترتفع حصيلة القتلى منذ بدء المظاهرات قبل ثمانية أشهر إلى 3500 قتيل على الأقل، وفق إحصائيات الأمم المتحدة.

عقوبات عربيّة واسعة النطاق

وقال الشيخ حمد في مؤتمر صحافي إن الجامعة أقرّت العقوبات بموافقة 19 دولة من الدول الاعضاء الاثنتين والعشرين كما يلي:
1. منع سفر كبار الشخصيات والمسؤولين السوريين إلى الدول العربية، على أن يقوم مجلس الجامعة على مستوى المندوبين بتحديد أسماء هؤلاء الشخصيات والمسؤولين.
2. وقف رحلات خطوط الطيران إلى سوريا.
3. وقف التعامل مع البنك المركزي السوري.
4. وقف التبادلات التجارية الحكومية مع الحكومة السورية، باستثناء السلع الاستراتيجية التي تؤثر على الشعب السوري.
5. تجميد الأرصدة المالية للحكومة السورية.
6. وقفكل التعاملات المالية مع الجمهورية العربية السورية.
7. وقفكل التعاملات مع البنك التجاري السوري.
8. وقف تمويل أية تبادلات تجارية حكومية من البنوك المركزية العربية مع البنك المركزي السوري.
9. الطلب من البنوك المركزية العربية مراقبة الحوالات المصرفية والاعتمادات التجارية، باستثناء الحوالة المصرفية المرسلة من العمالة السورية في الخارج إلى أسرهم في سوريا.
10. تجميد تمويل إقامة مشاريع على الأراضي السورية من قبل الدول العربية.
11. تكليف الجهات التالية لمتابعة التنفيذ، الهيئة العربية للطيران المدني، وصندوق النقد العربي، عبر تشكيل لجنة من الدول العربية والدولية ومراكز الجامعة وموظفيها على الأرض السورية.
12. ألا تشمل هذه العقوبات المنظمات العربية والدولية ومراكز الجامعة وموظفيها على الأرض السورية.
13 ndash; مراعاة مصالح الدول العربية المجاورة عند تطبيق هذه العقوبات.

قطر: التحرك الدولي ضد سوريا احتمال قائم

وكان رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني قال في السابق إن العرب يريدون تجنّب تكرار ما حدث في ليبيا، حيث أدى قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى قيام حلف الأطلسي بحملة جوية.

وقال الشيخ حمد إن كل العمل الذي تقوم به الجامعة العربية يهدف إلى تفادي هذا التدخل، مضيفًا أنه لا يستطيع أن يضمن إمكان تفادي هذا التحرك، إذا لم ير المجتمع الدولي أن العرب جادون.

وحاولت الدول العربية طوال الأشهر القليلة الماضية احتواء الأزمة في سوريا عبر الحل السلمي، لأن السيناريوهات الأخرى تثير الكثير من المخاوف المتصلة بإمكانية ذهاب هذا البلد إلى الحرب الأهلية أو التدخل العسكري الخارجي، على غرار ما حصل في ليبيا.

يعزز هذه المخاوف ما صدر من الرئيس السوري من تصريحات لصحيفة الصاندي تايمز أخيرًاحين قال إنه سيقاتل حتى الموت. وهي الكلمات نفسها التي رددها الزعيم الليبي الراحل معمّر القذافي، قبل أن يعثر عليه الثوارمختبئًا في أنبوب للصرف الصحي في سرت، المدينة التي ترعرع فيها.